Site icon صحيفة الصيحة

تحالف “تأسيس” ليس معسكراً للحرب، بل مشروع لبناء السلام والدولة

تحالف “تأسيس” ليس معسكراً للحرب، بل مشروع لبناء السلام والدولة

أسامة سعيد

في مقاله الأخير، اختار الأستاذ ياسر عرمان أن يُدرج تحالف “تأسيس” ضمن ما وصفه بـ”معسكرات الحرب”، متهماً إياه بالانشغال بتقاسم السلطة على حساب البرنامج والرؤية. وهو توصيف لا يخلو من الغرض، ويجافي الحقيقة، ويقع في فخ التعميم المخل والتصنيف المجاني، الذي لا يخدم سوى إعادة إنتاج الأزمة السودانية بمقولات قديمة ومسارات مأزومة.

تحالف “تأسيس” ليس طرفًا في أي نزاع عسكري، بل هو نتاج رؤية مدنية خالصة، سعت منذ نشأتها إلى معالجة جذور الأزمة السودانية لا مجرد التغطية على مظاهرها. لقد تقدّم التحالف بميثاق تأسيسي ودستور انتقالي وضعا على الطاولة أسئلة ظل كثيرون يتحاشونها: من سؤال الهوية، وطبيعة الدولة، وعلاقة الدين بالدولة ، إلى العدالة الانتقالية،  وإعادة تأسيس القوات النظامية، ومستقبل وحدة السودان على أسس جديدة.

الادعاء بأن التحالف يسعى فقط لتقاسم السلطة هو محاولة لتقزيم مشروع وطني جاد، وتجاهل متعمد لما قدّمه من معالجات جريئة تتطلب شجاعة سياسية، لا تتوفر لدى من لا يزالون أسرى حسابات النفوذ والمواقع. تحالف “تأسيس” لم يقفز إلى مشهد السلطة، بل جاء حاملًا لتصور متكامل لدولة مدنية ديمقراطية، تقوم على الشرعية الثورية والتوافق العريض لقوى الثورة، لا على صفقات الغرف المغلقة.

وإذا كانت بعض الأطراف تُقيّم المبادرات السياسية بميزان الغنائم والمواقع، فإن “تأسيس” يُقيّم مشروعه بقدرته على تقديم حلول جذرية وواقعية، تفتح أفقًا لسودان جديد، يُعاد فيه الاعتبار للإنسان، وتُبنى فيه دولة القانون على أساس المواطنة المتساوية.

إن حشر  تحالف “تأسيس” ضمن معسكرات الحرب، في الوقت الذي يعمل فيه على وقفها عبر حل سياسي شامل ، لا يُقرأ إلا كمحاولة يائسة لتشويه مشروعه أو تحجيم أثره المتصاعد في الوجدان الثوري والرأي العام السوداني. وهذه المحاولات لن تثنينا عن مواصلة الطريق الذي اخترناه: طريق بناء سودان السلام، والعدالة، والمواطنة بلا تمييز.

Exit mobile version