فشل خطة سياسية إسعافية

فشل خطة سياسية إسعافية

صباح محمد الحسن طيف أول:

يقول محمد الرطيان:

المجد لا يكون في قراءة كتاب سطّره أجدادك، المجد الحقيقي أن تكتب سطراً في كتاب سيقرأه أحفادك!! وثورة ديسمبر سطرت كتاب المجد والتاريخ ليكون أمل المستقبل!!.

وخطة سياسية “إسعافية” فشلت، كانت تريد أن تضع ملامح حل سياسي عاجل للأزمة السودانية، عله يخرج حلفاء البرهان من مأزق دعمهم له، بعد أن أيقنت المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية أن دعمها للجنرال يصب في مصلحة الإخوان المسلمين ويعمل على “تسمين” الكتائب الإسلامية، أي أن البرهان “يربي” تحت جناحه العسكري “مامبا سوداء

الأمر الذي أزعج دول القرار الكبرى التي أبدت استياءها من الحصانة التي يمنحها الحلفاء للبرهان، وفي ذات الوقت تشمل مظلة تأمينها الإخوان،

لذلك نتج عن هذا الإنزعاج المحاولة لإيجاد حل سريع يحقق أهداف الدولتين في الحفاظ على منصب البرهان كقائد للجيش وفي ذات الوقت إجراء عملية فصل للرأس الإخواني الذي سيطرت عقليته على قرار المؤسسة العسكرية، بإعتباره “صانع القرار” الآن!!

 دفعهما أيضا الخوف من إتساع رقعة الإرهاب بالإضافة الي ضغوط دولية تحث الحلفاء على ضرورة دعم خيار الحل الدولي المتمثل في عودة الحكم الديمقراطي بقيادة مدنية

لذلك كانت الخطة العاجلة لإنقاذ الموقف هو تشكيل جبهة مدنية عريضة تجمع أطياف سياسية مختلفة، وكانت مصر سبقت ذلك في مؤتمر لندن بدعوتها صراحة للمؤتمر لدعم خطوة الحوار سوداني سوداني بالقاهرة!!

 وقالت المصادر إن الخطة اقترحت أن يقود الجبهة المدنية للحل وفق رؤيتها رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير

وسافر البرهان للقاهرة للوقوف على ملامح الخطة، ولكنه تفاجأ بمعلومات، أكدت له رفض رئيس حزب المؤتمر السوداني للخطة، لطالما أن البرهان سيكون جزءا من الحل، وأكدت المصادر أن هذه ليست المرة الاولى التي يرفض فيها الدقير الحل الذي يحافظ على بقاء البرهان في منصبه!!

 إن كان رفضا بإسمه اوبإسم حزبه لأي حلول وسطية تعيد البرهان الي المشهد من جديد، وتمسك بمبدأ الحل الشامل وفق رؤية القوى المدنية “صمود” سيما أن حزب المؤتمر السوداني يمثل ركيزة اساسية في هذا التحالف، وهو من الأحزاب التي ظلت صامدة ومتمسكة بموقفها الرافض للحرب.

لذلك فإن البرهان عاد من القاهرة بخيبتين أولهما المطالبة العاجلة بفك الإرتباط مع الإخوان المسلمين وكتائبهم والثانية أنه أيقن ان رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير برفضه للرؤية الحل المطروحة قطع عليه طريقا جديدا للعودة للسلطة

لذلك خرج البرهان وهاجم الثورة بمقولة الدقير الشهيرة “المجد للساتك” في رسالة واضحة ومباشرة لعمر الدقير شخصيا بلسان حال يقول له: (لطالما أنك رفضت عودتي فمن اليوم ليس هناك مجد للساتك المجد فقط للبندقية)!! أي ان لا حل سلمي ولا حكومة مدنية فالحكم عسكري فقط).

والبرهان يعلم أن رسالته للدقير تصل وسيفهمها، وفي ذات الوقت تصلح أن تكون هجوما شرسا على ثورة ديسمبر، يخلق له حالة إلهاء تبعد له الرأي العام من مربع التركيز للخروج من ورطة التخلص من الإسلاميين

 الخطة الأساسية التي تزعجه ولم يستطع تجاوزها في خطابه عندما قال (إن الجيش ليس جيش الكيزان) وهذه جملة لا تخرج ملتصقة مع الهجوم على الثورة أبدا!! إلا في خطاب مُعلب قصد البرهان أن تكون “ديباجته” مزورة

فالهجوم على الكيزان بكتائبهم المسلحة أشد خطرا في الوقت الحالي على الجنرال من الهجوم على الثورة السلمية!!

 وقصد البرهان بالنفي أن الجيش ليس جيشهم لتصل الرسالة للخارج أنه ملتزم بإبعادهم، ولكنه كان لابد أن يشتت إنتباهم

بالهجوم على الثورة حتى لا يحاصرونه بالمؤامرات والمكائد، ولوهاجم البرهان الفلول وقال (إن الجيش ليس جيش الكيزان)، لكشفت الفلول خطته وعلمت أن امر جرى في زيارته لمصر، يهدد وجودهم ولأعدوا ماستطاعوا له من مؤامرة لكنه يحاول الرجل النجاة بعدة طرق!!

 فمعزور الجنرال لأن ورطة التخلص من الإسلاميين أخطر أنواع المعارك خطورة عليه لذلك فإن هجومه على الثورة يكشف عن معاناة نفسية وسياسية حرجة يمر بها الجنرال الآن

والغريب أن الثورة هي التي وضعته بالخطأ على هذا الكرسي، وهو يعلم أنها لن تُكرر هذا الخطأ مجددا لذلك سيظل الرجل مرعوبا لا يطمئن إلا بالبندقية، التي لا مجد لها ولا تاريخ إلا حصاد ارواح الأبرياء

فالمجد للساتك لطالما أن الثورة حاولت أن تعلمه درسا في الوطنية عندما منحته فرصة قائد فرسب وفشل حتى في كتابة إسمه على دفترها!!

 والمجد للساتك التي غدر بها وبوعدها وعهدها فأصابته لعنة الشهداء، فنزعت منه القبول ليصبح تائها منبذواً ومعزولا

والمجد للساتك التي تم حرقها ليعيش الوطن، والعار للذين حرقوا الوطن ليعيشوا!!

 والمجد للساتك، ولثورة ديسمبر المجيدة، وللشعب السوداني “المدرك

والعار للبندقية التي قتلت واغتصبت وسرقت وشردت ونهبت ودمرت البلاد كاملة

 والعار لمن يحاول أن يبني له مجدا فوق جثث الأبرياء فيكتشف انه هو الميت بالحياة!!

طيف أخير:

 عاش الأحرار وعاشت ديسمبر “المرعبة” التي بسلميتها ظلت باسلة شامخة شجاعة وظل الطغاة خائفون راجفون خلف بنادقهم!!

الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى