بعد تصريحاته عن الثورة.. نشطاء سودانيون ينتفضون ضد “البرهان”

فجّرت تصريحات أدلى بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وأعلن فيها انتهاء وقت الاحتجاجات السلمية، وممجّدًا البندقية، غضباً واسعاً بين النشطاء السودانيين الذين ردّوا بحملة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم “المجد للساتك”، في إشارة إلى الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الإخوان في أبريل 2019.

و”الساتك” بالعامية السودانية يعني إطارات السيارات، التي كان يشعلها النشطاء في ثورتهم ضد نظام الحركة الاسلامية بقيادة المخلوع عمر البشير، والتي انتهت إثر انقلاب نفذه الجيش بقيادة البرهان، أعقبه بحملة اعتقالات وقمع واسعة وسط انتقادات دولية ومحلية، واتهامات بأن الهدف من الانقلاب كان إعادة عناصر تنظيم الإخوان إلى السلطة.

وتصريحات البرهان التي جاءت خلال مؤتمر للخدمة المدنية في بورتسودان، قال فيها إن “أوان إغلاق الطرق ولى مع الذين كانوا يقولون إن المجد للساتك، وأن المجد أصبح للبندقية فقط”، وهو ما اعتبره نشطاء تلويحًا بعملية قمع جديدة خشية من تكرار الثورة.

وقال ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية، وما يعرف بالتيار الثوري الديمقراطي: “المجد للساتك، ونعم لثورة ديسمبر، ولا لحرب أبريل”، في إشارة إلى الصراع العسكري في  منذ عامين بين الجيش والميليشيات الإخوانية التابعة له من جهة وقوات الدعم السريع من جهة ثانية.

ومن جانبه اعتبر نور الدين بابكر، وهو المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني، أن تصريح البرهان عن عدم عودة العصيان والاحتجاجات “يُسقط القناع عن حقيقة هذه الحرب، وأنها ليست من أجل الوطن أو الكرامة، وإنما من أجل السلطة”.

أما صفحة تدعى “لجان مقاومة أم درمان القديمة”، فكتبت أن خطاب قائد الجيش “استهزاء بثورة هذا الشعب العظيم وتحقير لوسائل نضاله”. وتابعت “المجد وكل المجد للساتك؛ لأنها كانت نار الغضب في وجه القهر”.

كما وصفت التنسيقية النسوية الموحّدة لوقف الحرب تصريحات البرهان بأنها “محاولة للقفز فوق الحقائق وتجريم الثورة وتنصّل من مسؤوليته في إيصال البلاد إلى ما هي عليه الآن”.

وتحت وسم “المجد للساتك” عبّر آلاف النشطاء عن غضبهم من تصريحات البرهان، معتبرين أنها تؤكّد خشيته من الحراك الشعبي ضد حكم الجيش والميليشيات، فيما أضاف آخرون عبارة “العار للبندقية” في إشارة إلى رفض الحكم العسكري.

بينما استعان بعض النشطاء بتقنية الذكاء الاصطناعي، برسم يمثّل جلوس البرهان على إطارات السيارات “الساتك” في إشارة إلى اختطاف الجيش للثورة، والانقلاب عليها، كما رأى البعض أن البرهان يحاول قمع أي احتجاجات في مهدها خشية من أن يلقى مصير البشير.

وكانت تقارير صحفية كشفت مؤخراً عن حملة اعتقالات واغتيالات واسعة استهدفت عناصر شاركت في الثورة، ورافضة للحرب، ومطالِبة بعودة الحكم المدني، فما اعتبر خطوة استباقية ضد أي حراك على غرار 2019.

وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات وقمع واسعة خلال الاحتجاجات التي اندلعت فور تنفيذ الانقلاب في أكتوبر 2021، والتي قُتل فيها أكثر من 120 من المحتجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى