أمطرت لؤلؤا

عبد الماجد  كامل

ينسب كثيرون القصيدة الباهره أمطرت لؤلؤاً ليزيد بن مــــــعاويه ولــم نقرأ شعراً ليزيد ولم تحدثنا الكتب أنه كان شاعراً فقد كانت مدة خـلافته التي

امتدت لثلاث سنين وتسعة أشهر ملأى بالقتال والدمــاء فقد جــرد جيشاً بقيادة عبيد الله بن زياد ابن أبيه لقتال الحسين بن علي رضي اللـه عنــــهما بكربلاء

فكانت المجزرة التي رواها التاريخ وقتل فيـــــــها الحسين والذراري وسبيت 

النسـاء وحز رأس الحسين  ووصل الجيش الفاتك إلى دمــشق وســـــلم رأس الحسين إلى اليزيد ثم جرد جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة إلى المــدينة لقتال

عبد الله بن الزبير وأهل الحجاز وأوصاه (اجــــــــعل طريقك إلى المدينة فإن حاربوك حاربهم وإن ظفرت بهم أبحها ثلاثاً) فوصل المدينه وقتل سبـــعمائة

من المهاجرين والأنصار وأميرها ابن حنظلة وأباح المدينة.

 هكذا كان دأب يزيد بن معاويه في فترة خــــلافته فلا يمكن أن يكون كاتب

القصيدة الرقيقة.. أمطرت لؤلؤاً.. لذا أجدني أميل إلى قول العـــــــلامة كمال الدين الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) إن ناظــــــمها هو الشاعر المجيد وجيه الدولة أبي المطيع والله أعلم وفيها يقول:

   قالت لطيف خيال زارني ومــضى  بالله صــفة ولا تنقص ولا تزد

  فقال أبصرته لو مــــات من ظمأ وقلت قف من ورود الماء لم يرد

قالت صدقت الوفا في الحب عادته يا برد ذاك الذي قالت على كبدي

ومما يؤكد انتساب هذه القصيدة الباهرة له ما كتب من شعر سلس يميل إلى الرومانسية ومنه:

  ترى الثياب من الكتان يلمحها نور من البدر أحياناً فيبليها

فكيف تنكر أن تبلى مـــعاصرها والــبدر كل وقت طالع فيها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى