الدوران مع الحق!

في إطار ردّها على اتهامات مُبطّنة وُجِّهت لها، قالت الزميلة النبيهة الأستاذة لينا يعقوب بعبارةٍ من نور، فحواها أن “الصحافة كانت تقف مع الحق وليس مع قوى الحرية والتغيير، وأن الحق كان بجانبهم” . أي أن الصحافة رسالة، تدور مع الحق حيث دار، فإن كان الحق معك بدت الصورة وكأنها تصطف خلفك وتؤيدك في كل قراراتك وخطواتك، وهي نتيجة خادعة كاذبة إذ أن الصحافة تقف مع الحق والحقيقة وتدور معهما ولا يهمها كثيراً أن يعجبك هذا أو لا يعجبك.. هذه نقطة مفتاحية صَعبٌ على كثيرين فهمها واستيعابها.

بعض قادة “قحت” غاضبون من انتقاد بعض الأقلام لهم بخصوص محاولات خرقهم للوثيقة الدستورية والسعي لتعديلها بطريقة غير دستورية وبإجراءات خاطئة! الوثيقة الدستورية لم يجف حبر توقيعها بعد، ويمتلك كل طرف وكل وسيط وكل شاهد نسخة أصلية منها تحمل كامل التوقيعات المعتمدة، وطبيعي جداً أن ينتقد المراقبون المحترمون، وتنتقد الأقلام المحترمة محاولات “قحت” وسعيها لتعيين رئيس للقضاء أو نائب عام بغير الطريقة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية.

نفس الأمر ينطبق على الارتباك وعدم الالتزام بالمصفوفة الزمنية والتلكؤ في تشكيل الحكومة الجديدة، ومحاولات فرض أسماء بعينها على السيد رئيس الوزراء وتضييق الخيارات أمامه واستخدام الميديا والأسافير في الضغط عليه! وإطلاق التبريرات وراء التبريرات بحجة الحاجة للمزيد من المشاورات! كل ذلك مع شعور بعض القادة – بحسب وصف الأستاذة لينا – بأنهم فوق القانون والمساءلة! وهو شعور سيئ لأن من يتجاوز القانون ويسيء استخدام السلطة مرة دون أن يجد من يوقفه في حده سيكرر ذلك مرات ومرات! 

لقد أعلنت “قحت” مراراً بأن اختياراتها لمناصب الوزراء وقادة الدولة ستكون مؤسسة على الكفاءة والمهنية بعيداً عن المحاصصة، هذا وعد جيد وأمر طيب ومحمود ينتظر كل الشعب الالتزام به، لأن إدراج أي اسم لمرشح غير كفء ولا يتمتع بالمؤهلات والخبرات اللازمة لهو أمر محبط ومرفوض ولا يتفق مع أحلام وطموحات الشباب الذين قادوا التغيير ورووْه بالدماء، ومما يطمئن أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك قد أعلن وأكد مراراً أنه لن يقبل بأي مرشح لا يتمتع بالكفاءة الكافية.. هذه بشارة تطمئن و”المية تكذب الغطاس” . 

خارج الإطار

مصطفى عطاية الله “المزاد” قال إنه مقيم في الخرطوم منذ 1961م وأنه عاصر كافة الحكومات الوطنية، وأنه متفائل جداً بالحكومة المدنية المرتقبة ويرجو من الجميع دعمها . أما صاحب الرقم “0122255046” – وتتفق معه د. علوية أحمد خلف الله – فقال إنه ومن خلال اطلاعه على الأسماء التي رشحتها “قحت” فإن فيهم شخصيات ضعيفة وتفتقد الكفاءة وهو يعرفهم بحكم مزاملتهم في جامعة الخرطوم وبحكم عمله كأستاذ جامعي ولذلك فهو مُشفق على مستقبل البلاد!

رحم الله أستاذنا موسى يعقوب، وتقبله في الصالحين، قضى حياته داعية رسالياً متصالحاً مع نفسه، تقبله الله وبارك في عقبه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى