Site icon صحيفة الصيحة

الهادي إدريس: 3 جيوش في الفاشر والمجاعة تحاصر دارفور

وصف رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور بأنها صعبة، وقال إن هناك ثلاث جيوش تتواجد في مدينة الفاشر. حيث تتواجد في جزء من المدينة قوات حركات الكفاح المسلح، فيما يتركز وجود الجيش السوداني حول مقر الفرقة السادسة مشاة، بينما تتواجد قوات الدعم السريع في المناطق الشمالية والشرقية لمدينة الفاشر.

وأشار إدريس في مقابلة مع (راديو دبنقا)، إلى حدوث مناوشات من وقت لآخر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع يسقط ضحيتها للأسف المواطنين وخصوصاً النازحين. وحتى في المعسكرات الكبيرة مثل معسكر أبوجا ومعسكر نيفاشا تتواجد عناصر تنتمي لقوات الدعم السريع وعناصر من المستنفرين تابعة للجيش. وعندما تحدث الاشتباكات تتساقط القذائف والدانات على منازل المدنيين ويقتل أعداد من المواطنين وكانت آخر هذه الاشتباكات قد حدثت قبل 3 أيام.

واعتبر تواجد طرفي النزاع في الفاشر يمثل خطراً كبيراً على حياة المواطنين، كما أن تعدد الجيوش يعني غياب جهة موحدة تحتكر العنف وبالتالي تنتفي المسؤولية.

وأشار إلى أنه قبل يومين تم اغتيال الصحفي المعروف خالد بلل بدم بارد في منزله ولم تعرف الجهة التي اغتالته.

وذكر أنه طالب أكثر من مرة مع زميله الطاهر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان، بخروج الجيش والدعم السريع من مدينة الفاشر وأن تتولى حركات الكفاح المسلح إدارة المدينة من ناحية الأمنية. مؤكداً أن ذلك سيقود إلى احتكار جهة وحيدة للعنف في مدينة الفاشر بما يسمح بتحديد المسؤوليات في حالة وقوع أحداث مثل جريمة اغتيال الصحفي.

وأكد الهادي أنهم متمسكين بمطلب خروج طرفي الحرب من الفاشر وأن تتم الاشتباكات بينهما خارج المدينة. ولا يوجد أي مبرر أخلاقي يسمح لهما بالقتال بشكل يومي داخل المعسكرات ويقتل المدنيين الأبرياء، فيما تظل القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تتفرج على هذا الوضع.

وقال: “هذا الوضع وضع مختل وبالتالي الأوضاع الأمنية صعبة في مدينة الفاشر بشكل خاص وفي بقية دارفور أيضا ولكن مدينة الفاشر هي المدينة الوحيدة التي تتمركز بداخلها 3 جيوش”.

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أكد رئيس الجبهة الثورية، أن المجاعة أصبحت واقعاً على الأرض وأن أبسط مقومات الحياة لم تعد متوفرة. وأكد أن المجاعة الآن أصبحت واقع، ولكن نتوقع أن تحدث كارثة إنسانية خلال الأسابيع المقبلة. وقال: “لهذا السبب طرحنا في الأيام الماضية من مدينة الفاشر مبادرة لفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للمواطنين”.

وعبر إدريس عن أسفه لتصريحات قائد الجيش التي رفض فيها إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، واعتبر أن ذلك يعكس عقلية من يديرون هذه الحرب وعدم توفر أي إحساس لديهم تجاه مواطنيهم. وأضاف أن المواطن الموجود في نيالا أو الجنينة أو زالنجي ليس هو السبب في سقوط هذه المدن تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بل وجد هؤلاء المواطنين أنفسهم في داخل مناطق أصبحت تحت سيطرة الدعم السريع بعد انسحاب الجيش. وتابع “هذا يطرح السؤال عن لماذا يعاقب القائد العام للقوات المسلحة المواطن، ونرى أن مثل هذه التصريحات غير جادة وغير مسؤولة”.

وأشار إلى أنهم متواجدين على الأرض بسبب هذه الأوضاع وهم يتحدثون مع عدد من المنظمات بشأن استعداد حركات الكفاح المسلح للتعاون معها لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق تشاد أو عن طريق جنوب السودان. ونوه إلى أن بورتسودان أصبحت مشكلة كبيرة حيث تشكو المنظمات من تعقيد الإجراءات الإدارية وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول، كما تعاني المنظمات من تكدس الإغاثة والأدوية حتى في حال وصولها.

وعبر إدريس عن أمله في أن تنجح مبادرة فتح الممرات الإنسانية للحيلولة دون الوصول إلى أوضاع كارثية بعد أن أصبحت المجاعة واقعاً معاشاً. وأشار إلى أن ذلك يطمئن المنظمات لجهة توفر معابر جديدة يمكن الخول منها والوصول للمحتاجين.

Exit mobile version