جدليه جيش السودان وهيمنه الأخوان

بقلم: سليمان مسار
الإشكال الأساسي فى الأزمة السودانية هو كيفيه بناء وتأسيس جيش تعرض للتسيس العقائدي وللقبلنة وللأدلجة منذ نشأته .
وقدتعرض هذا الجيش لثلاثه أنظمة عسكرية وصفت بالدكتاتورية والإنقلابية، وتأرجحت هذه الأنظمة من اليسار إلى اليمين المتطرف وقد أدى هذا الإشكال بالجيش إلى القبضة الحديدية بيد الأخوان،خاصة في ظل التغلغل والسيطرة على الحكم الإنقلابي في العام 89 والذي استمر زهاء الثلاثون عاماً ونيف.
وبموجب هذه الفترة تمت تصفية كل العناصر والكوادر الوطنية بالصالح العام والطرد الممنهج.
ومن خلال هذه الحقب التي مرت على السودان نجد أن الجيش السوداني في صدارة الأحداث السياسية التي صاغت تأريخ الدولة السودانية.
وهنالك أيضآ عدة عوامل ومؤثرات قادت إلى تدخل الجيش بصورة سافرة وممنهجة لإسقاط السلطة المدنية والديمقراطية، وبهذا أصبح السودان أكثر الدول الأفريقية هيمنة وحكماً تحت الأنظمة العسكرية والديكتاتورية.
ومن هذا المنطلق نجد أن جماعة الأخوان سعت منذ عهدها الإنقلابي لبناء جيش عسكري وإسلامي وإنقضاضهم على كل شيء لتأمين سلطتهم وذلك من خلال الأسماء والقيادات التي تتبع للتنظيم منذ نشأتها وحتى حين الإستيلاء على السلطة ٣٠ يونيو ١٩٨٩ بقيادة البشير وقيامه بعد ذلك بأخونة القوات المسلحة السودانية، أي صارت أغلبية قيادات الجيش العليا إخوانية بإمتياز وتم طرد وإعفاء كل العناصر التي لا تنتمى إلى هذه الجماعة.
ولم تقف الجماعة عند هذا الحد؛ بل إرتكبت أكبر مجزرة في تاريخ هذه المؤسسة عام ١٩٩٠ عندما أعدمت الكثير من الضباط وضباط صف وجنود وذلك تحت سمع وبصر جماعة الأخوان الحاكمة وكذلك نفذت هذه الجماعة وعصبتها من المهووسين محارق وقتل وتنكيل بشعب جنوبنا الحبيب حتى سعت لفصله وقامت هذه الجماعة أيضآ بقتل شعب جنوب كردفان والنيل الأزرق بالقصف بالطيران والمدفعية الثقيلة بل هجرته ونكلت بهم، وانطبق هذا الفعل الشنيع عل شعب دارفور منذ العام ٢٠٠٣.
وعند قيام هذه الحرب الدائرة الآن مابين من تبقى من هذه الجماعة داخل مؤسسة الجيش وقوات الدعم السريع نلاحظ القتل والتشريد لكل الشعب السوداني، بل وصل بهم الحد إلى ضرب بعض المناطق الآهلة بالسكان بالبراميل المتفجرة والقصف بكل الأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً.
لذا يجب علينا بعد إنهاء هذه الحرب الدائرة تأسيس جيش وطني يدافع عن الوطن والمواطن وبعيد عن الأدلجة والتسيس.
وعندما أقول تأسيس أعني أن الإصلاح لايفيد لهذه المؤسسة لما ألحقته هذه الجماعة من خراب وتدمير لها. لذا يجب علينا أن نسعى لتأسيس جيش قومي ووطني بكل ماتحمله هذه الكلمات من معنى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى