بدون زعل

عبد الحفيظ مريود
فى هذه الحالة فقط، سأتزوج
 
صديقنا حاتم الياس، المحامى والمثقف الجسور، يراسلني من كمبالا،  يوغندا (ياخ تعال علينا بجاى..خلى تشاد دى…معاى منصور الصويم وشباب ظريفين…كمبالا دى فيها راحة نفسية عجيبة..وفيها……….). حاتم الياس رجل كتاب..شواف جدا، بعين مجربة..مع أنه من كبار السبهللين، وأعتقد أن سبهلليته تعود إلى سببين: الأول أن لسانه السليط قد يكون تعرض للسادة الختمية،  ذات جلسة ماتعة مع أصدقائه، فانكشح بعض “بيانهم” عليه..والسبب الثانى أنه صديق مقرب لصديق أنصاري…وهما سببان كفيلان بإصابتك بارتجاج فى المخ.
شايف كيف؟
واستاذنا الشاعر والروائى الكبير فضيلى جماع ” مكتول هواك يا كردفان”، من بلده الفحل، بريطانيا، مطمئنا على أوضاعى يسألني أين ذهبت..وحين أخبرته أننى فى أنجمينا،  مغربا، متوغلا إلى كاميرون ونيجيريا، قبل أن أرتكز فى السنغال، رد على (كنت قايلك مشيت على أهلك ديلك، شرقا)، يقصد إثيوبيا أو إريتريا.. وهو يعلم، وأنا أعلم و “هى” تعلم أننى إن ذهبت إلى “أهلى” شرقا، الحبشة، فلن أعود هذه المرة..وليكن ما يكون.
حسنا…
أكاوى حاتم الياس :” إذا كنت تحاول إغاظتى أنك برفقة روائى سودانى شهير، منصور الصويم،  فأنا – أيضا – أنعم برفقة روائى وأكاديمى ومترجم ضليع، فى أنجمينا، هو الدكتور عاطف الحاج سعيد، إبن الجزيرة الخضراء”.
أنهمك فى قراءة تاريخ تشاد وأغوص فى مجتمعها المعقد..أكثر تعقيدا من السودان، بلا شك..مغريات حاتم الياس لأنضم إليهم فى كمبالا ليست جزيلة. لقد أخذت “نصيبى” من يوغندا، كمبالا وعنتبى، عام ٢٠٠٧م. يوغندا ليست بلدا “عضم”، فى السياق الافريقى..سأذهب – الاسبوع القادم – بإذن الله تعالى – إلى كاميرون..بلد أشيلى أمبمبى، أحد أهم مفككى ما بعد الكلونيالية..نيجيريا بلد عظيمة، بالطبع..ستكون هذه زيارتى الثالثة لها..ههنا تراب وولى سوينكا،  تشنوا أتشيبى…وغيرهم.. ثم إن إن السينما والدراما فى نيجريا تقدمت سنوات ضوئية، مقارنة مع أعتى المنتجين..ولا يزال بعض السودانيين يفتحون خشومهم للمسلسلات التركية.
شايف كيف؟
سأرتكز فى السنغال..شيخ أنتا ديوب، العظيم..بروفسور منتصر الطيب ، ذات ندوة بكلية الخرطوم التطبيقية، كان قادما منها..علق أنه حين طلب أن يزور ضريح شيخ أنتا ديوب، أخبروه أن الزيارة بمائة دولار، فعدل عن رغبته..
سأكاوى حاتم الياس وصديق أنصاري – معا – بأننى “مجنب” المائة دولار لزيارته..سنغال بلاد ليوبولد سنغور، الرئيس والشاعر وعضو مجمع اللغة الفرنسية، بباريس…تقول لى يوغندا؟!
يوغندا بتاع فنيلتك؟
المهم:
بادرة طيبة من حاتم الياس..طبعا أنا حاظروا فيسبوكيا منذ ٤ سنوات..والحكاية دى ماكلة معاهو جمبة(تحظرنى انا يا غرابى، يا نصف قاص؟ إنت قايل روحك بركة ساكن؟)..وأنا صنديد، بالطبع…لن أفك الحظر..سأتركه يدردش واتسابيا، فقط.
حاتم ينهمك فى الوعى النقدى..
بالنسبة إليه، فإن أسماء مثل عبد الله على ابراهيم، محمد جلال هاشم أدخلتهم الحرب الدائرة فى فخاخ منهجية..وحاتم دقيق فى ملاحظاته، عموما ، وحول الاسمين الكبيرين..لكن “النصيييييحة”، كما تقول إحداهن، فإن الأحزاب الكبيرة التقدمية، الكثير من “المفكرين”، أدخلتهم الحرب فى “نفق ضيق”..إذ لم تكن فى الحسبان..ولم يجر استشرافها لرسم طرق معالجتها نظريا، والتعامل معها..
شايف كيف؟
صديق أنصاري من مدمنى مصر “أم الدنيا”..فى ظروف الحرب هذه سيكون قد التجأ من الحتانة إليها..مصر للعامة، بالطبع..ليس فيها ما يغرى،  إلا سيدنا الحسين، و الآثار جنوبها..اسكندرية ما شفتها، طبعا..
المهم، برضو:
أوجه الدعوة لحاتم الياس، وصديق أنصارى، والصويم ذات نفسه، بالانضمام إلى فى السنغال، حيث سأرتكز…سأستمتع بالسمك المشوى على ساحل المحيط، وبعض الرفقة من تماثيل الأبنوس المنحوتة بعناية..
شايفين كيف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى