بدون زعل

عبد الحفيظ مريود
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
يمكنك أن تدفن رأسك في الرمال – مثل النعامة – وتصدق أنك تقف مع جيشك الوطني ضد التمرد.. على الرغم من اعترافات بأفواه الاسلاميين “الكيزان” بأنهم من أشعل الحرب، وأنهم من يستخدم إمكانيات المؤسسة العسكرية والدولة، لتحقيق عودة ساحقة ماحقة إلى الحكم. آخرها تسجيل رائج للدكتور محمد بدر الدين القيادي بالمؤتمر الشعبي، الذي أثبت أن المؤتمر الوطني هو من خطط لكل ذلك. ولا يستطيع أن يوقف الحرب، على الرغم من نقاشهم – ناس الشعبي العقلاء – معهم، بضرورة إيقافها.
تظل تلك قناعاتك، سيدي الفاضل، سيدتي الفاضلة..
ولك أن تنخرط في حرب “الكرامة”، حتى القضاء على آخر دعامي.. حتى ولو كان انخراطك هذا هو أضعف الإيمان الكيزاني، كأن تسعى مبشراً – كذباً وزوراً – بأن الجيش يتقدم، يمشط، العمل الخاص يذبح ثمانين دعامياً وهم نيام..
لكنك ستتفاجأ – وأنت المنخرط كرامة – أن الأيام تمضي والشهور، دون أن تكسب معركة واحدة تخوضها ضد الدعم السريع…تلهث وراء انتصارات وهمية، على شاكلة “شكرا مارك”، لأنه أغلق صفحات الدعم السريع، وبعض صفحات قياداته…أو “شكرا الولايات المتحدة” لأنها فرضت عقوبات على عبد الرحيم دقلو.. متناسياً أن تلك هي أمريكا التي دنا عذابها. مما يكشف لا أخلاقك، لا مبادئك، حين يتعلق الأمر برغباتك الشيطانية في العودة إلى الحكم، بأي وسيلة وبأي ثمن.
شايف كيف؟
ستتفاجأ، أيضا، أن الحرب التي ستذهب أكثر في تدمير البلاد، لن تعيدك إلى السلطة، ولن تخرج منها بطلاً. لن تنسف الأحزاب المنضوية تحت الحرية والتغيير، ولن تدمر الدعم السريع. بل ستخرج منها – إن نجوت من القتل – ذليلاً، خائباً، مثقلاً بالديون الأرضية والسماوية..
أو…
يمكنك أن تجلس مثل أي شخص عاقل وتأتي بورقة وقلم وتبدأ تحسب، مستخدما ما أعطاك الله من منطق:
كيف لمؤسسة وطنية عسكرية عمرها 100 عام، أن تسمح لمليشيات كيزانية أن تقاتل باسمها؟ وما حاجتها لذلك؟ وأين ذهب جنودها؟ كيف تعجز خلال خمسة أشهر عن القضاء على تمرد مليشيا قبلية جربت معها كافة الأسلحة؟
ثمة شيء خاطئ، ههنا…
ولو أنك فعلت ذلك، وجئت بالورقة والقلم، متجردا من الهوى والغرض، ستعرف أنك لا تتحكم في صياغة الأقدار الإلهية. فما الذي يريدك الرب – تقدس اسمه – أن تفهمه؟ ما الدروس؟ لماذا كل هذا القتل وكل هذا الدمار؟ لماذا تصر على أنك من يوجه الاقدار؟
شايف كيف؟
في الشهر السادس، ستتوسع دائرة الحرب، جغرافياً…ستذهب أبعد…كن موقنا أنك لن توقفها، دع عنك أن تستعيد ما فقدته..
أنا هنا، أحذرك من الشهر السادس. أوكى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى