الأسبقيات العشر !

السفير البروف حسن عابدين بعث برسالة طويلة – عبر قروب “تحقيق وتوثيق” على تطبيق الواتساب – إلى معالي الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، الرسالة تحدثت عن ما أسمته “الأسبقيات العشر” لعام الانتقال الأول، أول تلك الأسبقيات: التفاوض مع الحركات المسلحة لتحقيق السلام، ثانيتها: برنامج اقتصادي إسعافي يبدأ بإنهاء ظاهرة صفوف الخبز والوقود والنقود واستدامة التيار الكهربائي وكبح جماح الغلاء والأسعار، ثالثتها: التحقيق في الجرائم الجنائية وجرائم الفساد وعقد محاكمات عادلة وعلنية تبدأ بمحاكمة الرئيس السابق وآخرين من سدنة الإنقاذ مع رفض تسليم البشير للجنائية.

رابعة أسبقيات العام الانتقالي الأول – بحسب رؤية البروف حسن عابدين – تتمثل في إطلاق الحريات العامة “حرية الإعلام والعمل النقابي وإلغاء القوانين المقيدة للحريات”، الخامسة: توخي العدالة في المحاسبة، وذلك في إطار دولة القانون وسيادة حكم القانون والحذر من التطهير والفصل الجماعي، السادسة: التكريم المعنوي والتعويض المادي لأسر شهداء الثورة والتمييز الإيجابي لأبنائهم، السابعة: التواصل الفوري مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات وتطبيع العلاقات الديبلوماسية.

الأسبقية الثامنة: التواصل مع دول الترويكا “الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا – النرويج” لإلغاء ديون السودان، التاسعة التواصل مع الأشقاء والأصدقاء للمساعدة في تمويل البرنامج الاقتصادي الإسعافي، والأسبقية العاشرة والأخيرة – بحسب رؤية السفير حسن عابدين والتي طرحها في القروب المذكور أعلاه بتاريخ 15 مايو 2019م – تتحدث عن التطبيع الإيجابي للعلاقات مع دول الجوار خصوصاً مع دولتي أريتريا وجنوب السودان .

قصدتُ تلخيص وإيراد رؤية السفير البروف حسن عابدين كمساهمة من رجل عرك دهاليز العمل العام، بصرف النظر عن توجهه السياسي أو معاركه بوزارة الخارجية وانتقاد البعض له، وأعتقد أن السيد السفير لمس نقاطاً غاية في الأهمية والأولوية وعلى رأسها البرنامج الاقتصادي الإسعافي وتمويله، وإن كنتُ أُرى أن دول الترويكا وحلفاءهم بالمنطقة لن يقدموا لبلادنا تمويلاً حقيقياً سخياً حيث لم يُعرف عنهم غير الوعود و”الشو” الإعلامي وبعض المساهمات المحدودة، ومع ذلك نحلم ونطمع في وقفتهم الحقيقية الملموسة .

العدالة وسيادة حكم القانون مبدأ مهم، والامتناع عن “التطهير” والإقصاء والضيق بالآخر مبدأ لا يقل أهمية، أما تكريم أسر الشهداء فأمر مطلوب ومحمود، وليت الأمر يشمل أسر كافة الشهداء الذين فدوْا ورووْا تراب هذا الوطن بدمائهم الزكية، وليمتد الأمر للمُعاقين والمُصابين والمفقودين خلال الأحداث الأخيرة الذين يتوجب تكثيف البحث عنهم وحسم مصيرهم، إنّ من أبسط حقوق أسرة الشهيد والمفقود وبالذات الوالدة والوالد، معرفة مصير ابنهم وأين هو إن كان مفقوداً، وأين جثته إن كان في عداد الشهداء الكرام .

شكرًا سعادة البروف حسن عابدين، ومما يطمئن ويُبشِّر أن الأسبقيات العشر ليست ببعيدة عن ذهن السيد رئيس الوزراء ورؤيته، أنه قال في تصريحات منشورة إن قبوله بالمنصب جاء استجابة لنداء الوطن للمساهمة مع الشعب في العبور بالبلاد إلى بر الأمان وبناء مجتمع تعددي ديمقراطي يتفق عليه السودانيون، وأن الحكومة المقبلة ستكون حكومة كفاءات .. نسأل الله التوفيق .

الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى