محمد طلب يكتب: احرق واخرب دار أبوك
محمد طلب يكتب: احرق واخرب دار أبوك
فعل الأمر والدعوة الصريحة للحريق والخراب التي نعيشها ونموت فيها هذه الأيام ما هي إلا نتاج لموروثاتنا القميئة.
رحم الله (دار أبونا) التي تتقاذفها الأهواء والمصالح والنظرة الضيقة.. ومما لا شك فيه أن كل الذي نعانيه الآن ناتج عن ثقافة مريضة وموروث معتل نتباهى به رغم كل هذه العلل بدلاً من التراجع عنه ومدارسة العلل ومحاولة علاجها…
الأنانية تمثل قاسماً مشتركاً في كل العلل والصراعات والاحتراب والخلل الكبير في تربيتنا وموروثاتنا التي نتباهى بها ونعتقد جازمين أنها مصدر فخرنا واعتزازنا بينما هي العلة الأساسية التي تربت عليها الأجيال جيلاً بعد جيل… ونغني كذباً ونفاقاً ويكتب الشعراء والمثقفون شعراً ونثراً ليكون ضمن مقررات التربية والتعليم:
(كل جيل سوف يروي ويغني ويعيد… يوم حاربناك يا جهل بعزم من حديد)
ونردد شعراً وغناءً:
أيها الجهل المخيف المعتدي طال مثواك بهذا البلدِ
وفي ذات الوقت هم أنفسهم كمثقفين ودون وعي وإدراك تاخذهم (الدلوكة) والحماسة و(أبشر يا زول ) إلى:-
(نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا)
ما هذا الهراء والإيقاع القاتل و(على كيفك)…. و(نحن ونحن) كل شئ وحقيقة الأمر (نحن ونحن) لا شئ غير الأنانية وحب الذات وكراهية الآخر أياً كان هذا (الآخر) حتى وإن كان هذا الآخر من (دار أبيك)..
المثل الشعبي الشهير عندنا يقول (دار أبوك إن خربت شيللك منها شقيقة) و(الشقيقة) هنا ليست الأخت بل إحدى (الشقائق) التي يقوم عليها سقف البيت وظله الذي نسكنه… يا إلهي إنها دعوة أكثر من واضحة لخراب ذلك البيت للحصول على (الغنيمة) وهذا هو عين ما نشاهده هذه الأيام في خراب هذه (الدار الوطن) والحرب اللعينة التي يقول عنها طرفاها إنها (عبثية) لا منتصر فيها… إذن لماذا كل هذا الدمار؟…
لم أجد تفسيراً واحداً لما يحدث في (دار الوطن) سوى (الأنانية) والغنيمة و(شقيقة) (السلطة والثروة) من (دار أبوك).
سلام
