استئناف عمل اللجان العسكرية.. هل اقتربت ساعة الاتفاق؟

استئناف عمل اللجان العسكرية.. هل اقتربت ساعة الاتفاق؟

الخرطوم- صلاح مختار

كشفت تقارير صحافية عن استئناف عمل اللجان الفنية المشتركة، المكوّنة من الجيش وقوات الدعم السريع والتي توقفت بعد وصولها إلى طريق مسدود بسبب تباين الرؤى والاختلافات في الجداول الزمنية لمسألة الدمج وقضيايا القيادة والسيطرة على القوات، في وقت بذلت فيه الأطراف الدولية والقوى السياسية محاولات جادة لتقريب وجهات النظر وردم الهوة بين الجيش والدعم السريع, بعد طرح كل الأطراف لرؤاها بشأن عملية الدمج، وتمكنت اللجنة الفنية خلال الاجتماعات الأولى من اجتيازغالبية النقاط الخلافية،وبحسب مصادر فإنّ اللجان حسمت أكثر من 70% من النقاط الخلافية ما بينها، وتبقت فقط نقاط ما يعرف بالقيادة والسيطرة أو تبعية الدعم السريع، وسط توقعات بأن  تكون الجولة الأخيرة للحوار ما بين الجيش والدعم السريع، بعد استئناف الحوار جاء بعد تقديم تنازلات من الطرفين، فهل اقتربت ساعة الاتفاق يا ترى؟.

توافق الطرفين

وكان مصدر مطلع قد كشف عن وصول اللجنة الفنية العسكرية المشتركة بين الجيش والدعم السريع إلى توافق حول المدة الزمنية المطلوبة لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، وقال المصدر طبقاً لـ”الترا سوان” إن نقطة الخلاف المتبقية هي قضية تبعية قوات الدعم السريع وأبان أن المدة التي اتفق عليها الطرفان، عقب نقاش مستفيض داخل اللجنة، هي (10) سنوات، موضحًا أن الأساس الذي استندت إليه الأطراف هو بروتوكول “أسس ومبادئ الإصلاح الأمني والعسكري” الموقع عليه في مارس الماضي. وأضاف المصدر أن نقطة الخلاف المتبقية هي قضية تبعية قوات الدعم السريع، فبينما ترى قيادة قوات الدعم السريع أن تكون تابعة لرأس الدولة، ترى قيادة الجيش أن يتبع الدعم السريع للقائد العام للقوات المسلحة، وأن تكون تحت إشرافه المباشر.

أقوال وأفعال

ويقول خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية د. أمين إسماعيل: مازالت اللجان الخاصة بين الدعم السريع والجيش لضمان دمج الدعم السريع مازالت تعقد اجتماعاتها, وأضاف في حديثه  لـ(الصيحة) مازالت هنالك فروقات في الفهم والمفاهيم واسعة ونقاط الخلاف متعسِّرة. ربما يأخذ وقت طويلاً, وهو غير مقبول لأنها تؤثر على العملية السياسية التي اكتملت ولا يمكن تأجيلها بسبب اختلاف المكوِّن العسكري أصلاً هو خارج من التسوية السياسية. لذلك يجب أن يعي الطرفان أن عرقلة الاتفاق النهائي والتسوية, سيجدون أنفسهم خصماً من المجتمع الدولي, وهو أمر خطير. وبدأ الحديث والنداءات من الأمم المتحدة والمفوَّض السامي لحقوق الإنسان والمسؤول عن برنامج الغذاء العالمي. ولذلك لا بد من وجود إرادة وطنية وتنازلات ووجود الثقة, بين الطرفين العسكريين, حتى انتهاء الأزمة وإلحاق التوصيات الخاصة بدمج الدعم السريع والحركات المسلحة, وكل الجيوش يتم إدخالها تحت مظلة القوات المسلحة, حتى يعم السلام والأمن في السودان. لأن الشواهد الآن من قتل واختطاف وسرقة سيارات, حتى الخرطوم التي كانت أكثر مدن العالم أماناً أصبحت الآن أقل مدن العالم أمناً,كلها بسبب الأزمة السياسية التي تتحوَّل إلى أزمة أمنية واجتماعية, وأزمة ثقافية. مؤكداً أن اللجان مازالت منعقدة ولم تحدد مواعيد للانتهاء من عملها, المناورات تجري من هنا وهناك والأحاديث كذلك من هنا هناك دون أي أفعال أقوال فقط ولا توجد أي أفعال من الجميع بالدولة وهذا أمر خطير جداً.

نقاط متبقية

وجزم المختص في الشؤون العسكرية د. أبوبكر آدم، أن النقاط المتبقية من عمل اللجان الفنية بين الجيش والدعم السريع أصبحت ضئيلة والتي كانت تتمثل في مواقيت الدمج والقيادة والسيطرة, ورأى في حديث لـ(الصيحة) أن الخلاف ليس كبيراً في الحقيقة, وبالتالي لابد من حوار بين الأطراف للوصول إلى نقاط اتفاق تعجل بالوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الأزمة السياسية, التي وصلت إلى مراحل متقدمة. وقال آدم من الجيِّد لاستئناف الحوار في سياق استئناف مسار الانتقال من خلال ورشة عمل إصلاح القطاع العسكري، متوقعاً أن يتم تجاوز الأزمة طالما قنوات التفاهم على أسس عملية ما زالت مفتوحة، ولفت إلى أن هناك شركاء محليين ودوليين يبذلون المساعي بهدف الوصول إلى تسوية من نوع ما، مستبعداً كلياً المواجهة العسكرية، لأن ما يحدث الآن هو صراع سياسي وليس صراع وجود، حسب تقديره.

إسدال الستار

ويرى اللواء مهندس بابكر إبراهيم أحمد، في عمود منشور حول المشهد السياسي (الجزء الحادي والعشرين) بعنوان إسدال الستار  – وختامها مسك. يقول أخيراً كل الشواهد تدل أن المشهد الأخير قد تم إعداده باتقان وباتفاق بين الجيش والكتلة الديموقراطية وبمباركة الدعم السريع, وقال المهم إننا نجزم أن هنالك تطور إيجابي في ملف الجيش والدعم السريع دفعت قحت وفولكر ثمنه غالياً واضح أن هنالك تفاهم قد تم بين الدعم السريع والجيش وحميدتي الذي لا يربطه أي ارتباط آيديولوجي لا مع فولكر أو قحت ياسر عرمان.

شوط كبير

الكاتب الصحفي والمحلِّل السياسي محمد مصطفى إلياس، يقول: إن عمل اللجان الفنية قطع شوطاً كبيراً, فيما يختص بجداول والترتيبات دمج قوات الدعم السريع في الجيش, وقال لـ(الصيحة): لا يوجد خلافات حالياً, وتم الوصول إلى صيغة بين الطرفين, من خلال هيئة قيادة مشتركة بين الجيش والدعم السريع. وقال بحسب المعلومات التي رشحت من مصادر داخل المكوِّن العسكري, أن مسألة الدمج تم تجاوزها, بالوصول إلى صيغة تمتد إلى (6) سنوات، للدمج, بجانب الاستفادة من كوادر الدعم السريع, المدرَّبة والمجهزة في حماية الحدود, ومكافحة الهجرة, والاتجار بالبشر. كذلك الاستفادة من برنامج الاتحاد الأروبي, لوقف الهجرة عبر الصحراء. مبيِّناً أن للدعم السريع, تجارب كبيرة في مكافحة الاتجار بالبشر, مكافحة المخدرات, وبناء والسلام. ورأى محمد أن الدعم السريع يمتلك قوات لا يوجد لها مثل في المنطقة الأفريقية, والعربية, وبالتالي لايمكن الاستغناء عنها بجرة قلم, وإبعادها من المشهد.  خاصة أن عناصرها من الشباب, يمتلكون بنيات جسمانية يمكن الاستفادة منهم في التشكيلات العسكرية المختلفة, وحماية البلاد من المخاطر. كذلك توزيعهم على جميع الأسلحة والقيادات المختلفة بالبلاد.مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تحاتج إلى حماية السلام والذي يتطلب وجود مثل تلك القوات ووجودها في كل البلاد.

كبير وعميق

ولكن خبير إدارة الأزمات والتفاوض في مركز البحوث الاستراتيجية، اللواء أمين مجذوب، يرى وفقاً لما ورد في “العربي الجديد”، إن الخلاف بين الجيش والدعم السريع كبير وعميق، ووجهات النظر متباعدة جداً، وظهر ذلك في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، مشيراً إلى أن التوصيات التي رفعتها القوات المسلحة تمس هيكلية الدعم السريع، لا سيما ما يتعلق بالشروط التي اقترحتها للالتحاق بالجيش في حال الدمج. وأضاف أن مقترحات الدعم السريع جاءت بتغيير نظام القبول في الكلية الحربية وتعديل وإصلاح بنية القوات المسلحة، وإبعاد الموالين للنظام السابق، وكلها تعتبر خطوطاً حمراء لدى الجيش، متابعاً “لذا الخلاف كبير ولا أتوقع وصولهما إلى أي اتفاق في الوقت الحالي، وربما يؤثر ذلك على كل التسوية السياسية التي تجري الآن”. لكن مجذوب استبعد وصول الأمر إلى سيناريوهات عنفية أو حرب، لأن أثرها سيمتد في كل البلاد وفي دول الجوار، فالسودان يجاور 7 دول معظمها يتعرض لصراعات ونزاعات، مثل إثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى. كما أكد أن المجتمع الدولي لن يسمح بتلك المواجهة العسكرية وتمددها لما لها من تأثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى