عادات سودانية شهيرة.. (الصيحة) تتناول الإفطارات الرمضانية بالحدائق والمتنزهات العامة

عادات سودانية شهيرة.. (الصيحة) تتناول الإفطارات الرمضانية بالحدائق والمتنزهات العامة

إعداد: آية من الله

من أشهر وأقدم العادات السودانية الرمضانية المميزة هي الإفطارات الجماعية في الحدائق والمتنزهات العامة، حيث يميل عدد كبير من الأسر وكذلك الأصدقاء والزملاء في العمل والجامعات إلى الاستمتاع بتناول وجبة الإفطار وربما أيضا السحور بعيداً عن أجواء البيوت الروتينية، قاصدين بذلك المتنزهات والحدائق للترفيه عن أنفسهم وليستطيعوا استقبال يوم جديد بهمة عالية وروح إيجابية، أجرت (الصيحة) جولة في منتزه الرياض العائلي، واستقطبت مجموعة من أساتذة وطلاب الدراسات العليا بجامعة الرباط – قسم علم النفس، وخلصت بالحوار التالي :

الإفطارات الجماعية لها تأثيرها على الوضع النفسي للأفراد، فهي بمثابة تغيير وكسر للروتين اليومي الضاغط، يقول أبوبكر محمد عثمان محاضر بجامعة الرباط واختصاصي نفسي لـ (الصيحة) : الإفطارات الجماعية في الأماكن العامة والمتنزهات هي مساحة للناس ليرفهوا عن أنفسهم من الروتين اليومي الضاغط والممل المنحسر في دوامة البيت والعمل، سواءً أكانوا طلاب أو زملاء عمل أو حتى الأسر، فهناك أسر تحب أن تكسر روتين الإفطار اليومي في المنازل فتتوجه الى الحدائق العامة والمتنزهات العائلية خاصة في إجازة الأسبوع، وهذا النوع من التغيير له فوائده النفسية حيث يمدنا بالطاقة الإيجابية التي تعطينا الدافعية لإكمال بقية الأسبوع في حيوية تامة، وتكون -أيضاً- مساحة جيَّدة للأطفال للتنفيس عن الطاقة الزائدة والاستمتاع باللعب في المساحات الواسعة والألعاب الموجودة في المتنزهات بعيداً عن جو المنزل والدراسة والروتين القاتل .

التواصل الاجتماعي هو أمر ضروري ومشروط بين أفراد المجتمع والذي له دور كبير وفعَّال في عملية الترابط الاجتماعي، وفي هذا الصدد تحدث أحمد محمد اختصاصي علم نفس ومحاضر بجامعة الرباط لـ (الصيحة) قائلاً: الإفطارات الجماعية هي نوع من التواصل الاجتماعي الفعَّال جداً ودلالة على التماسك والترابط الاجتماعي لدى الأفراد سواءً أكان بين أفراد الأسرة أو أصدقاء الدراسة أو زملاء العمل أو حتى بين الأساتذة والطلاب وهي من الأشياء الجميلة والمحببة والتي يجب على المجتمع أن يسعى إليها، وهذا الإفطار اليوم هو نوع من التواصل الاجتماعي بين الطلاب والأساتذة والذي نحرص على تكراره كل عام وهو عادة سودانية قديمة وأصيلة يجب علينا المحافظة عليها.

رمضان في السودان مختلف عن غيره من ناحية العادات الهجتماعية التي لها أهميتها في التخفيف من أعباء الدراسة والعمل، وفي هذا الصدد تقول وفاق صابر المحاضر بجامعة النيلين كلية الآداب قسم علم النفس لـ (الصيحة): رمضان مختلف في السودان، فغير الشعائر الدينية والصيام، رمضان مرتبط عندنا بمظاهر اجتماعية جميلة تتمثل في الزيارات واللمات العائلية أو مع الأصدقاء، وهناك -أيضاً- التفاصيل الاجتماعية الخاصة بالجامعات والمدارس حيث يحرص الأصدقاء أو الزملاء على أن يجتمعوا في يوم من أيام رمضان على وجبة الأفطار في مكان عام لكسر جو روتين العمل والدراسة .

الإفطارات الجماعية في المتنزهات والحدائق العامة هي من العادات السودانية الأصيلة والمميَّزة ولها أسرها النفسي الجيِّد على الإنسان في التخفيف من الضغوط التي تمر به يومياً بمختلف أنواعها، حيث تقول نفيسة كمال اختصاصي ثاني في مستشفى الشرطة لـ (الصيحة): نحن هنا اليوم مجتمعين في إفطار الدفعة، حيث يعتبر هذا اليوم بالنسبة لنا يوم مميَّز ومختلف عن بقية أيام رمضان فهو بمثابة تغيير وتفريغ للطاقة السالبة التي اكتسبها الفرد خلال الأسبوع، ويجب على الفرد أن يقوم بمثل هذا التغيير سواءً أكان مع الأسرة أو الأصدقاء والزملاء للتخلص من ضغوط المنزل كما يجب عليه -أيضاً- تكرار هذا النشاط الاجتماعي المميَّز عدة مرات ليكون بمثابة تغيير واكتساب طاقة إيجابية محفزة .

الكبت النفسي قد يؤدي إلى انفجار للطاقة السلبية لدى الأشخاص لذلك يحتاج الإنسان إلى التنفيس عن هذه الطاقات السلبية، كما يقول أبوبكر عبد الحكيم اختصاصي ثاني علم نفس وطالب دراسات عليا لـ (الصيحة): نحن كسودانيين نعيش في جو من الكبت والضغط النفسي، وهذه المناسبات الاجتماعية هي بمثابة تنفيس عن هذا الكبت عن طريق البرامج الترفيهية والتسامر (الونسة) والضحك مع الأصدقاء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى