أغاني السلك.. صراع الهامش والمركز يتجدَّد

أغاني السلك.. صراع الهامش والمركز يتجدَّد

(أ)

يعتبر الفنان عبدالحميد يوسف هو رائد التجديد الموسيقي في الأغنية السودانية والتي استمرت على ذات النسق إلى ما يقارب المائة عام .. ولكن حدث ما هو أقرب (للنوستالجيا) بعودة نمط الغناء الحقيبي للسطح مرة أخرى متبوعاً بظاهرة غناء الربابة وهذه العودة للنمط التقليدي القديم يمكن تفسيرها على عدة أوجه يأتي في أولها أن الموسيقى الحديثة أو الأغنية السودانية أو ما يعرف بغناء الوسط والبعض يسميها (أغنية أم درمان) هذا النمط فشل في تقديم خطاب غنائي يداعب كل الأمزجة وانحصر فقط لأهل المدينة وأهمل الهامش والأطراف .

(ب)

ومع انتشار التكنولوجيا حدث ما هو أشبه بالثورة على الموسيقى الحديثة والتي فشلت في تلبية جميع الأشواق والأذواق .. وما يحدث -حالياً- من انتشار لأغنية الربابة يمكن توصيفه بأنه صراع (الهامش والمركز) وهو صراع قديم متجدِّد يتمظهر في عدم اهتمام جميع الأنظمة بالهامش من حيث الخدمات الحياتية أو حتى على مستوى الأجهزة الإعلامية التي تتحرَّك في جغرافيا محدودة ولكن مع تغيُّر هندسة المفاهيم وإحداثيات التطوُّر في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي.

(ت)

وجدت أغنية الربابة منبراً واسعاً وغير محدود استطاعت به أن تعبِّر للجميع وأن تثبت وجودها كنمط غنائي يستحق الانتباه والالتفاتة .. وهو ظاهرة تؤكد على سطوة تلك الوسائل وقدرتها على الاختراق وتكسير المفاهيم القديمة ولعل نماذج مثل الفنان (أبوالقاسم ود دوبا)و (بلة ود الأشبه) تظل نماذج حية وماثلة أمامنا على سطوة غناء الربابة ومدى قدرته في تكوين قاعدة معجبين عريضة اجتاحت حتى المدينة مع سهولة الوصول للمنتج الغنائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى