عبد الله مسار يكتب: العملية السياسية ومآلاتها (2)

عبد الله مسار يكتب: العملية السياسية ومآلاتها (2)

قلنا إن قانوناً خارجياً تبنته نقابة المحامين بدأت به عملية سياسية ووقع بعده اتفاقاً إطارياً بين أطراف سياسية قليلة ثلاثة أحزاب ومجموعات مهنية ونقابية ليس لها مشروعية. قانوناً مع الفريق أول البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو، ثم بدأت عملية سياسية مصنوعة خارجياً وتنفيذها في الداخل. وذلك ليكسبها المشروعية  القانونية والوطنية .

هذه العملية تخطيطاً وإدارة وسيطرة تحت إمرة فولكر وجماعته من الخواجات وحتى الاتحاد الأفريقي والإيغاد كانا (مردوفين).

وهذه العملية جرت في ظروف غامضة وبمعزل عن كل القوى السياسية والمجتمعية والأهلية وغالب أهل السودان وحصرية على الموقعين على الإطاري  وحتى الورش التي قامت أمَّها نوع  معيَّن من الناس ونتائجها كانت معدة سلفاً بما في ذلك التوصيات.

إذن العملية السياسية التي نحن في خواتيمها هي صناعة خارجية 100./’ وهي معدة إعداداً محكماً من الخواجات  لفئة سودانية محدَّدة لتسيطر على البلد  ليسهِّل على هؤلاء الدول والجماعات وعصابات المجتمع الدولي  السيطرة على السودان. موقعاً وموارد وقيماً وسلوكاً وأخلاقاً وديناً وعرفاً.

ولذلك كان فولكر والآخرين حُرَّاساً لهذه العملية. ليس من باب الحرص على مصالح السودان ولكن حرصاً على مصالح دولهم ومجتمعاتهم التي نضبت مواردهم على العموم  هذه العملية بالرغم من إحكامها من قبل الخواجات والتشديد فيها على القوانين والنصوص التي تقضي على الأخضر واليابس في السودان  بما في ذلك ذبح القضاء وبالرغم من التنازلات الكبيرة التي قدَّمها الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتي  تكتيكاً أو حقيقية ولكن مصيرها الفشل  لأسباب منطقية ومعقولة.

1/هي حصرية لقلة سياسية حتى الحرية التغيير المركزي على قلتها خرج منها البعث.

2/هي قائمة على غير قيم ومثل وأخلاق الشعب السوداني وكل هدفها التشفي  والانتقام وهي على نهج ما تم في العراق.

3/تواجه مقاومة قومية من كل التيارات السودانية  على طريقة (المصائب تجمع المصابين) لأنها ستجمع الإسلامي والبعثي والشيوعي والإدارة الأهلية والطرق الصوفية ولجان المقاومة والحركات المسلحة وغيرهم وستسقط كما سقط غيرها سابقاً.

4/ الخلافات الداخلية بين مكوِّناتها  التي أفشلت حمدوك سابقاً مازالت موجودة، بل زادت .

5/عدم إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته  المالية لظروف عالمية بعد حرب أوكرانيا .

6/الدول التي لها مصالح في السودان وأبعدت لن تظل. متفرجة وأمر السودان يهمها.

7/ مؤسسة الجيش التي تستهدفها هذه العملية السياسية بالسلب  ولو قيل غير ذلك (السم في الدسم).

8/ممارسات القائمين على أمر العملية السياسية الآن  وخاصة بعد تولي الحكم والتصفيات والعداءات  والخصومات  والانتقامات التي يقومون بها وخاصة في الخدمة المدنية والعسكرية والإحالات للصالح العام  وإدخال منسوبيهم في الوظيفة الخاصة والعسكرية والمالية والاقتصادية والعامة والتدخل في الشؤون الأمنية والعسكرية بما في ذلك شركات القوات النظامية.

على كل الحال هي عملية مفخخة  ستنفجر في صناعها ومنفذيها لأنها قائمة. على الاحتكار والعزل وتصفية الخصوم  وروح الانتقام  واحتكار السلطة وحكم الأقلية على الأغلبية  وهي أسوأ من كل حكم النخب في السابق.

حتى لم يتعظوا بالإنقاذ التي جاءت حصرياً (جبهة إسلامية) ولكنها انفتحت على كل الطيف السياسي بما في ذلك  حكام اليوم  وحتى عممت المشاركة وصار الكل داخل ماعون الإنقاذ ووفق اتفاقيات مختلفة بقي من بقى وخرج من خرج.

إذن واضح فشل العملية السياسية التي نهاية فصولها قد دندت  وأبريل ليس ببعيد  (بما في ذلك كذبته)

ولكن ثم ماذا بعد أبريل؟

هذا مانرى (والأيام حبلى تلد كل جديد)

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى