سوق الوحدة بمدينة “الفولة” تردٍّ بيئي وأخلاقي

سوق الوحدة بمدينة “الفولة” تردٍّ بيئي وأخلاقي

الفولة- صديق البصيلي

يعتبر سوق الوحدة بمدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان، ميناء بري مصغر ومحطة تجمع وانطلاقة المركبات السفرية التي تقل الركاب إلى الخرطوم وموقف لسفريات ولاية شرق دارفور والعديد من المناطق بالولاية، إلى جانب استقباله لأعداد مهولة من اللاجئين من جنوب السودان المسافرين، وشَّكل هذا الحراك اكتظاظاً غير عادي ما نتجت عنه ظواهر سالبة كادت أن تخل بالمظهر العام رغم إنه يحتل مكاناً وسط مدارس وأحياء سكنية راقية.

الأطفال في خطر

وجود الأطفال اللاجئين من دولة جنوب السودان غير المحصورين عند المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأطفال المشرَّدين حول السوق بصورة كثيفة عند محلات ألعاب الـ(بلي ستيشن) وأخرون يتجوَّلون على الكُّوش بحثاً عن قطع الخُرد من البلاستيك والحديد وبأياديهم تظهر مناديل (السلسيون) أمر مُهدِّد لحياة الأطفال وسوف ينعكس سلباً على أطفال الأحياء المجاورة للسوق في انحراف السلوك الأخلاقي والمحاكاة في الألفاظ النابية وتقليد التصرفات المشينة المُخلة بالأدب إضافة إلى أنهم عدوة جاهزة لأقرانهم في التسرُّب عن الدراسة، وربما تؤثر هذه المشاهد حتى  يصبح السوق وكراً جديداً لتسعة طويلة في ظواهر الخطف والقتل.

ظواهر غير حميدة

وشكا مواطنو أحياء (الأمان، والوحدة، المطار والسلام 2) بمدينة الفولة التي تقع على مقربة من السوق، لـ(الصيحة) من انتشار الظواهر السالبة بالسوق الذي أصبح مخبأ لترويج التجارة غير المشروعة، المخدرات والخمور المستوردة (البيرة) والحبوب الممنوعة نسبةً لوجود كمية كبيرة من المسافرين والأطفال «المشرَّدين» باللكوندات ومحلات الشيشة واندية المشاهدة، فضلاً عن انتشار حالات السرقات بالمنازل والفوضى التي ضربت الأماكن مؤخراً بعد افتتاح السوق وتخصيصه كموقف للبصات السياحية في العام (٢٠١٧)، مؤكدين في هذا الصدَّد أن المساحة التي استقلت للموقف لا تسع حركة السفريات المزعجة وهي عبارة عن ميدان كورة يتبع لأحد المدارس جوار السوق وتعتبر متنفساً للحي، وطالبوا الجهات المختصة بترحيل موقف البصات السفرية إلى الميناء البري الجديد الذي يقع خارج المدينة والذي لا زال مصيره معلقاً بين البقاء والاختفاء.

مشاهد مخُجلة

الناظر لهذا السوق من زاوية الاهتمام يجده غير صحي تماماً في تردي بيئي مخجل بعد ما ظل مكباً للنفايات والأوساخ التي طفح كيلها وأفرزت روائح قذرة جاذبة للذباب والحشرات وتوالد البعوض التي تسبب أمراض النواقل والوبائيات الخطيرة على صحة الإنسان مما شكَّل عبئاً ثقيلاً على صحة البيئة والجهات المسؤولة لم تحرِّك ساكناً، ما يحتاجه السوق نقطة شرطة ثابتة لضبط الفوضى العارمة ونظافة مستمرة حتى يصبح مكاناً مقبولاً في الشكل والتنظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى