أزمة الخبز.. عودة الصفوف

الخرطوم: جمعة عبد الله

أفرزت أزمة الخبز المستمرة منذ نحو أسبوع ممارسات مخالفة للقانون من بعض ـصحاب المخابز، ورصدت “الصيحة” زيادة سعر الخبز بعدد من المناطق بولاية الخرطوم، حيث تباع القطعة الواحدة بجنيهين في عدد من المناطق فيما تباع 8 أرغفة بعشرة جنيهات، مستغلين إنعدام الرقابة وغياب السلطات عن متابعة عمل المخابز.

وشكا مواطنون بشمال بحري من زيادة سعر الخبز بواقع جنيهين للقطعة الواحدة مع تقليل الوزن بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن المواطن مجبر على الشراء لانعدام البدائل، وقالوا إن كل شكواهم ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود جهة رقابية علي المخابز، حيث تتحجج الأخيرة بعدم وجود عمالة وارتفاع تكاليف التشغيل خاصة عند انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة لنقص حصص الدقيق التي تم استهلاكها خلال أيام العيد دون تعويضها بحصص جديدة.

واجه المواطنون صعوبات بالغة في الحصول على الخبز خلال الأيام الماضية، وامتدت الصفوف أمام المخابز، فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها كلياً لنفاد حصتها من الدقيق، واستمرت الصفوف أمام المخابز لساعات طويلة خلال الأسبوع الجاري، في وقت يؤكد فيه اتحاد المخابز على لسان أمينه العام، جبارة الباشا توفر الدقيق، وأرجع الأزمة لمشكلات في التوزيع بسبب الخريف ونقص الوقود.

وقال الأمين العام لاتحاد المخابز، جبارة الباشا، لـ “الصيحة” إن سبب أزمة الخبز يرجع لمشكلات في الترحيل بسبب الأمطار ونقص الوقود، نافياً وجود شح في الدقيق، وقال إن الكميات المتوفرة من الدقيق “كافية”، وتوقع انجلاء الأزمة خلال اليوم بتوزيع الدقيق، موضحاً أن الاتحاد والوكلاء واجهوا صعوبات في توزيع الدقيق خلال عطلة العيد بسبب الأمطار الغزيرة وصعوبة تحرك شاحنات التوزيع علاوة على مشكلة نقص الوقود، مشيراً الى أن الكميات التي وزعت قبل العطلة تم استهلاكها دون تعويض مما تسبب في الأزمة، وأكد تحرك الاتحاد بدءاً من امس “السبت” لتوزيع حصص كافية من الدقيق لكل المخابز، قاطعاً بأن كل محلية تتسلم حصصها كاملة.

وطوال العامين الأخيرين لم تغب أزمة الخبز عن المشهد الاقتصادي كلياً، فما إن تخبو حتى تظهر للسطح مجدداً وبصورة أوسع من سابقتها بالرغم من المجهودات التي تبذل واتباع السلطات إجراءات للسيطرة على سوق إمداد الدقيق في البلاد، إلا أن استمرار ظاهرة صفوف الخبز في الخرطوم ومدن أخرى ما زالت مستمرة وسط تأكيدات من إتحاد المخابز أن الكميات التي وصلت للمخابز من الدقيق أمس كافية وتغطي الاحتياجات من الدقيق، بيد أنه عزا الأزمة إلى مشكلات في توفر الغاز للمخابز وعدم وجود عمالة بالأفران.

ويرى الخبير الاقتصادي د.الفاتح عثمان لـ”الصيحة” أن ما حدث في الخبز نتيجة طبيعية لحالة البلاد التي تمر بمرحلة سيولة وانتقال السلطة، مشيراً الى غياب معظم المسؤولين نتيجة فراغ في السلطة بصورة واضحة، مؤكداً على إمكانية حل الأزمة، بيد أن الحل لا يمنع تكرارها في ظل انتقال السلطة.

وفي جولة لـ(الصيحة) في بحري شهدت بعض المخابز صفوفاً، متفاوتة فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها بسبب عدم توفر الدقيق، وقال صاحب مخبز بمحلية بحري إن حصص الدقيق غير منتظمة، مشيراً إلى أنهم لم يتسلموا حصتهم الأسبوع الماضي مما تسبب في الأزمة بعودة الصفوف، مشيراً إلى تراجع حصة الدقيق للمخبز إلى 25 جوالاً بدلاً عن 45 جوالاً في السابق.

منطقة الخرطوم وسط ما زالت تشهد صفوفاً طويلة أمام المخابز خاصة منطقة الشجرة واللاماب والعزوزاب، وشكا عدد من المواطنين بالمنطقة، من استمرار أزمة الخبز، وأشاروا إلى أنهم يجدون صعوبة بالغة في الحصول على السلعة في ظل الوقوف لساعات في الصفوف أمام المخابز، مطالبين بضرورة إيجاد حلول جذرية لإنهاء الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى