شاكر رابح يكتب : الخطاب الوطني والخطاب الانفعالي

2مارس2023م

تداعيات سياسية وأمنية خطيرة شهدها الوطن مؤخراً، نتيجة لحالة التشظي وعدم التوافق بين العسكر والقوى السياسية، وبين العسكر “الجيش” والعسكر “الدعم السريع”، ومِمّا زاد الطين بلّه والمشهد تعقيداً، التصريحات الساخنة والخطب المتشنجة التي أطلقها قادة القوات المسلحة، ابتداءً من خطاب البرهان بولاية نهر النيل وكباشي في الدلنج، لكن تظل التصريحات الأكثر خطورة التي أطلقها الفريق ياسر العطا في ود حامد بولاية نهر النيل خلال مخاطبته حفل مناسبة اجتماعية (زواج الجماعي)، ومثل هذه البرامج تمثل مشروعاً كيزانياً بامتياز، وقد تحدث عن دمج الدعم السريع في الجيش واستعدادهم للمُواجهة في حال اضطراب الأوضاع، وقد عدّه المراقبون إعلاناً صريحاً للحرب، أعتقد أن هذه التصريحات بمثابة خُطب حماسية انفعالية تزيد من إشعال النيران وتنعكس سلباً على حساب أمن المواطن واستقرار الوطن، وكنا قد حذّرنا من خطورة مثل هذه التصريحات والتي تشبه إلى حدٍّ بعيد خطب الناشطين السياسيين وليس رجال الدولة.

بالمقابل، نجد أن خطاب الفريق عبد الرحيم دقلو أمام قوات الدعم السريع بالخرطوم مؤخراً فيه روح و”نفس” وطني، وتؤكد إلى أي مدىً أن قادة قوات الدعم السريع تتعامل بمسؤولية ووطنية ومهنية دون تمويه للحقائق على الرأي العام وللتكسب أو استعطاف الجمهور في المناسبات الاجتماعية، ولا شك أنّ مُحاولة قادة الجيش جرّ قوات الدعم السريع إلى الفتنة والمواجهة والتنصُّل من الاتفاقات والالتزامات ومُحاولة إعاقة بناء الدولة بوضع المتاريس لإيقاف استكمال حلقات الفترة الانتقالية، يقيني أنّ هذا نوع من التخبُّط السياسي وتظل عواقبه وخيمة وخطيرة على مستقبل الوطن.

المواطن البسيط ظلّ في حيرة من أمره بسبب تقاطع التصريحات وكثافة لغة التهديد التي لا تقود إلّا لتدمير وضياع الوطن.

وعلى ما يبدو أنّ الأمر اختلط على قادة الجيش، وبدا التداخل واضحاً بين دورهم كعسكريين وسياسيين، فقد وقعوا في فخ السياسة وتحوّلوا إلى سياسيين وساروا على ذات نهج الفلول الذين يعملون على الوقيعة بين مكونات العسكر، غير مُدركين لدورهم وهم في مرحلة انتقالية محددة الأهداف.

في تقديري، الشعب السوداني لا يهمه الآن دمج قوات الدعم السريع أو حله أو استكمال الفترة الانتقالية أو عدمها، إنما المواطن الغلبان يتوق إلى مستقبل آمن للأجيال القادمة وعيش رغد وحياة كريمة.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى