من يتربَّص بالدعم السريع؟

من يتربَّص بالدعم السريع؟

تقرير- صبري جبور

حملات شبه منظَّمة ظلت تلاحق قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية وهذه الأيام، ذلك في نشر أخبار ومعلومات،  مغلوطة، لاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يندرج تحت لافتة الاستهداف الممنهج، بحق الدعم السريع.

بينما ظلت تؤكد تلك القوات أن هناك حملات استهداف موجهة ضد القوات وقيادتها، وأن هنالك تنويعاً في أساليب الاستهداف، في انتحال صفتها وتشويه صورتها.

في وقت ثمَّن خبراء جهود قوات الدعم السريع في احتواء النزاعات القبلية في بعض الولايات، خاصة إقليم دارفور،  وأنها استطاعت أن تنزع فتيل الصراع ووقف الاقتتال وإعادة الحياة إلى طبيعتها  في تلك المناطق التي شهدت أحداثاً قبلية وصولاً إلى توقيع اتفاق صلح نهائي بين الأطراف المتصارعة، على ضوء هذا الحراك والمبادرات التي ظل يقودها الدعم السريع وسط الكيانات المجتمعية والسياسية، في المقابل كان هناك خط يظهر هنا وهناك يرسل رسائل سالبة في بريد الدعم السريع.

 حملة منظمة

حذّر الدعم السريع، من تداول أو التعامل مع أيّ تصريحاتٍ أو معلومات مدسوسة في وسائل التواصل الاجتماعي ونسبها لنائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو”حميدتي”.

وأوضح بحسب تعميم صحفي تلقته  (الصيحة) اليوم، أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، تداولت تصريحات كاذبة ومضلِّلة، حول بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها مع دول الجوار، وإغلاق الطرق ووضعية القوات، ونسبتها لنائب رئيس مجلس السيادة.

وقال الدعم السريع إنّ البيانات والتصريحات الرسمية، تصدر ويتمّ نشرها في وسائل الإعلام الرسمية، أو من خلال الصفحات الرسمية للنائب، أو صفحات قوات الدعم السريع، وأضاف” نؤكّد أنّ نائب رئيس مجلس السيادة، لم يدلِ بأيّ تصريحات في هذا الشأن، وأنّ ما تم تداوله يندرج ضمن الحملة المنظمة التي تنشط فيها جهات معلومة لدينا”.

 قوة منضبطة

كان  قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، قال في تصريحات سابقة: إن هناك حملة تستهدف تشويه صورة قوات الدعم السريع، وأضاف”: نحن واعون لها ونعرف الجهات التي تروِّج لذلك”، مؤكداً أن قوات الدعم السريع تعمل وفق القانون وهي قوة وطنية منضبطة.

 صراحة القائد

يقول المحلِّل السياسي،  أحمد عابدين في إفادة لـ(الصيحة): إن موقف الدعم السريع الصريح المنحاز للجماهير وللتحوُّل المدني جلب لها هذه الحملات ففي بداية التغيير وحتى الوثيقة الدستورية كان انحيازه لكتلة الجماهير ومخالف لرأي الإسلاميين والمختلفين مع تحالف الحرية والتغيير وقتها، ثم أن خلافات ذات الحرية والتغيير وضعها في وجه المدفع فيما يخص قضية فض الاعتصام، وهكذا سارت الأمور حتى قرارات ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ والتي -أيضاً- نال منها نصيب العداء، بموقفه الواضح ضد الانقلاب  كذلك فإن نهج قائد قوات الدعم السريع في الصراحة والوضوح يبعث عداءً من بعض صناع الرأي العام فهم غير متجانسين مع الشفافية والوضوح.

ويؤكد عابدين أن الموقف الحالي لقوات الدعم السريع وقائدها من الاتفاق الإطاري شكَّل ضربة للرافضين واستماتته في ثبات موقفه من الإطاري أحرج أي خطوة تدعو للتراجع عنه. وبالتالي فإن كل هذه الأحداث ساهمت في شن هذه الحملات.

 تحريك الساكن

وأشار عابدين إلى أن الخرطوم بطبعها ظلت تدير السودان بمعزل عن الآخرين فقط هي من تصنع القرار وتنفذه فمنذ خروج المستعمر تكوَّنت طبقة النبلاء أو هكذا تظن ومنحت نفسها امتيازات منها تحديد مستويات وصلاحيات من يشارك في الحكم كمجاملة ووضعوا دوائر ملزمة بحيث لا يتم تجاوزها واليوم تجاوزتها قوات الدعم السريع وقائدها، وهذا بالتأكيد محل امتعاض ورفض وأيضاً هي الأخرى تقود بعض هذه الحملات، مبيَّناً أن تمدد نفوذ هذه القوات يحرِّك الساكن ويضعها كمهدِّد لأصحاب الامتيازات التاريخية، ثم أن الحركات المسلحة دائماً تفكيرها في ميزة هذه القوة وخوفها أن تشكل عقبة في سبيل تمددها السياسي وأغراضها ومشاريعها الاجتماعية وبهذا فهي جزء من هذه الحملة.

 حملات شعواء

ولفت عابدين خلال تصريحه للصحيفة أن بعض المحاور الإقليمية تتخوَّف من هذه القوة فربما ستشكل في المنظور القريب مهدِّداً لمصالحها في السودان، وقال عابدين: “هذه الحملات الشعواء دليل على تأثير هذه القوة في مجمل مايدور في السودان وبالتالي فإن محاولة شيطنتها تعني أنها رقم كبير وفاعل”.

 نشاط هدَّام

فيما يؤكد الخبير والمختص في العلاقات الدولية د. محمد أبو السعود، إن بعض الذين لديهم أجندة يعملون على إيجاد فتنة بين المنظومة العسكرية عموماً وبين الدعم السريع والجيش والحركات المسلحة، من أجل تسميم الأجواء حتى الوصول إلى مبتغاهم. وأشار أبو السعود في إفادة لـ(الصيحة) إلى أن هناك تشويش لصورة الدعم السريع، وذلك لاستغلال ضعاف النفوس الوضع الراهن لتمرير أجندتهم من خلال نشر الشائعات في السوشايل ميديا التي تفتقد إلى المصداقية،  وقال أبو السعود: هناك أجندة خفية ونشاط هدَّام، لكن لن (يحني) الدعم السريع، فهو أكبر من ذلك بفضل أجهزته وقيادته الحكيمة حسب تعبيره. وأبان أبو السعود أن الدعم السريع لديه ناطقاً رسمياً هو المعني بتوضيح الحقائق للأجهزة الإعلامية، وأضاف: لذلك إن من يعملون في الخفاء ضد هذه القوات مهما طال الزمن سينكشف، داعياً قوات الدعم السريع إلى عدم الالتفات إلى هذه الشائعات وأن لا تنجر إلى هذا النشاط الهدَّام.

كسب ثقة

في هذا الصدد قال قائد قوات الدعم السريع قطاع وسط دارفور العميد علي يعقوب جبريل، في تصريح سابق: إن استهداف الدعم السريع من قبل الحاسدين على استقرار البلاد الغرض منه التخريب وتفتيت السودان إلى دويلات مستضعفة، وأكد أنها تقوم بواجباتها بإخلاص وتفانٍ في حفظ أمن ومكتسبات المواطنين من بورتسودان حتى الجنينة، مشدِّداً على ضرورة الحفاظ على السلام الذي وقع في جوبا، وعلى أرواح المواطنين وممتلكاتهم باعتبارها مسؤولية ملقاة على عاتقها، وحث  قواته بالضرب على يد من حديد لكل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد، مبيِّناً أن قوات الدعم السريع كسبت ثقة أهالي وسط دارفور حكومةً وشعباً بفضل المجهودات الكبيرة التي ظلت تبذلها في حفظ الأمن والاستقرار في الولاية ما جعلها الوحيدة من بين ولايات دارفور لم تتعرَّض مقرات “اليوناميد” فيها للتخريب والنهب، الأمر الذي وضع قواته أمام تحدٍّ كبير في الحفاظ على هذه الثقة.

 تشويش الصورة

فيما يرى رئيس الجبهة الثالثة “تمازج” محمد علي قرشي، في تصريح سابق لـ(الصيحة)، أن دور قوات الدعم السريع واضح خلال الثورة، مؤكداً أن قوات  الدعم السريع لعبت دوراً في عملية السلام، مشيراً إلى دور القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” في ذلك، ووصف ما يحدث بالتشويش على  القوات وغيرها، مضيفاً أنه يضر بعملية السلام، واعتبر أن قوات الدعم السريع المنفذ الوحيد للخروج من كل الصراعات والتفلتات التي تقع، مشيراً إلى دورها الواضح في مكافحة التهريب الحدودي والاتجار بالبشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى