فكرة لا تعرف التثاؤب: عقد الجلاد.. مصارعة الموجة التيار

 

(1)

انسحب عثمان النو وغابت معه قائمة من الأغنيات مثل (أمونة .. الطنبارة والغناي .. لأنك عندي كل الخير .. المدينة .. ودود الابتسامة .. وذلك على سبيل الذكر وليس الحصر .. ثم بعد ذلك غابت الأغنيات التي لحنها شمت محمد نور بعد المفاصلة الأخيرة حيث غابت معه (طواقي الخوف .. تبتبا .. فاجأني النهار .. ست البيت .. نقطة ضو .. كفاكي)، وذلك يعد بتقديري (مجزرة غنائية) فذلك هو التوصيف الدقيق لما حدث.

(2)

وبعد تلك المجزرة جاءت فترة (التأليب والتحريش والتحريض) عن طريق الإنذار القانوني الشهير الذي أوقف المزيد من الأغنيات .. وكلها طبعاً أغنيات مؤثرة ومن الصعب مغالطة الحقائق والقول بأنها مجرد أرقام في دفتر أغنيات عقد الجلاد .. كان ذلك كافياً للفرقة أن تنهار وأن تصبح مجرد ذكرى جميلة وفكرة جمالية باذخة ساهم أبناؤها وبعض مؤسسيها في قتلها .. ولكن عادة حينما لا ترتبط (الأفكار بالأشخاص) تظل حية ومتقدة ولا تعرف الزوال .. والتمسك بالحياة والقدرة على الاستمرارية يتطلب قوة الشخصية والشكيمة لمصارعة الموجة والتيار.

(3)

وأكاد أجزم أن عقد الجلاد ستبقى هي عقد الجلاد .. فلن يؤثر عليها ذهاب الأشخاص وذلك يؤكده خروج طارق جويلي .. عثمان النو .. محمد عبد العزيز شبكة .. الأمين حسب الرسول وحتى الجيل الذي سبقه الذي كان يضم أسماءً بقيمة أنور عبد الرحمن والدكتور حمزة سليمان وعمر بانقا وغيرها من الأسماء التي وقعت على دفتر الحضور التاريخي لعقد الجلاد .. فهي الآن أكثر تماسكاَ وشباباً وسجلها الغنائي مازال محتشداً بالأغنيات التي تشبه خط سيرها الموسيقي ومازالت تتمتع بذات جمالية التراص الصوتي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى