Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله مسار يكتب: الحوار السوداني (٢)

عبد الله مسار

14 فبراير 2023
قلنا في مقالنا الحوار السوداني (١)، منذ أن قامت الثورة في أبريل ٢٠١٩م وجيء بالسيد فولكر كرئيس للبعثة الأممية بطلب من حمدوك، وتكوّنت الرباعية من أمريكا وإنجلترا والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
بدأ حوار أحادي بين الحرية والتغيير المركزي والمكون العسكري بضغط من الرباعية وبعض دول الاتحاد الأوروبي، فولد وثيقة أغسطس ٢٠١٩م، وتكوّنت بموجبها حكومة د. حمدوك.
وبعد قرار الفريق أول البرهان بحل حكومة د. حمدوك، تدخّلت الآلية الثلاثية لتعم الاتفاق الإطاري بضغط شديد من الرباعية على العساكر، وذلك لتمرير مشروع أجنبي ليمكن لدولة علمانية في السودان، يُعزل فيه معظم أهل السودان، وجعل أهل السودان جماعات لا يربط بينهم رابطٌ، بل لا احترام حتى بحق المواطنة والجنسية السودانية.
والذين تدعمهم الرباعية وفولكر ينظرون إلى الآخرين بتعالٍ كبير، بل جعلهم يتعالون حتى على زملائهم الذين كانوا معهم في فترة حكومة الدكتور حمدوك.
وهذه المواقف عقّدت المشهد، وجعلت الصراع بين القوى السياسية والمجتمعية صراع مشاريع، فهناك المشروع الوطني الذي يرفض المشروع الذي تؤيده دول الرباعية وفولكر، وهذا الخلاف جعل السودان متجاذباً، وهذا الأمر أوقف الحوار وجعل المدعومين من الرباعية أصحاب الكف العليا، بعد أن جعل العسكريين يؤيدونهم نتيجة لهذا الضغط من الرباعية وفولكر.
إذن، الحوار السوداني السوداني صار غير ممكن، وليس هنالك فرصة للقاء بين كل الأطراف على أساس أن ينتج حلاً وطنياً خالصاً، بل جعل الحل الخارجي هو القائم. ولكن الذين ضد هذا الموقف يقاومون ذلك، ويتمسكون بالحوار السوداني السوداني رغم علمهم بصعوبة الأمر، ولكن يعلمون أنه في نهاية النفق نور يمكن أن ينبعث منه ضوء قوي.
على العموم، مازالت هناك مساحة لأهل السودان للتحاور حول كافة الأطروحات والمشاريع المطروحة في الساحة السياسية، وجمعها في وثيقة واحدة، لتقود إلى عمل سياسي ودستوري يمكن لاستقرار الفترة الانتقالية.
ولذلك، مهما كان التعنت، فإنّ الحوار السوداني السوداني أكثر نفعاً وخير للبلاد والعباد وللوطن، لأن غير ذلك عاقبته وخيمة على الوطن.
والسودان بوضعه الحالي لا يحتمل الصراع، لأنه في حالة سيولة أمنية، وأزمة اقتصادية، وانتشار لخطاب الكراهية، واستقطاب حاد خارجياً، والمخابرات العالمية تلت وتعجن في أمور السودان!!
وهذا الوضع لا يبشر بخير، ولذلك الدعوة إلى اتفاق القوى السياسية على حوار سوداني سوداني يجمع الكل على صعيد واحد هو الخيار الأمثل.
وقديماً قيل (حل اليدين أفضل من حل السنون)!!

Exit mobile version