د. عبد الله فتحي يكتب : الطبّعوا.. عملوا شنو؟!

12فبراير2023م

 

رشفة أولى:

 

الخارجية الإسرائيلية عاوزة تطير من الفرح وهي تضخ أخباراً بصياغات مختلفة لوكالات الأنباء العالمية مفادها أن السودان بعد عناد أكثر من نصف قرن من الزمان استجاب لدعوة التطبيع مع بني صهيون.. وأن قيادات سودانية ستزور دولة اليهود للاتفاق على إكمال مراحل التطبيع وصولاً الى تمثيل دبلوماسي على مستوى سفارة إسرائيلية في قلب (الخرطوم) وسفارة سودانية في نص (تل أبيب).

 

رشفة ثانية:

 

ثلاث دول في إقليم الشرق الأوسط تعيش أوضاعاَ خطيرة.. بل كارثية على وشك الانفجار.. تترنّح اقتصادياً.. وتعاني..

(مصر.. الأردن وتونس).

حيث يشهد الجنيه المصري انهيارا غير مسبوق.. ويصرخ في غير نجدة إني أغرق.. أغرق.. أغرق..

والسوق الأردني تقتله ببطء معادلة الهلاك التسويقي (ارتفاع في أسعار السلع.. وهبوط في القدرة الشرائية للمواطن). ولا طبيب مداوٍ.. بينما تونس تيرمومتر خط الفقر يتصاعد بسرعة الصوت مستغيثاً ولا مجيب.. ولكل هذا آثاره الاجتماعية والسلوكية والإنسانية التي بدأت تظهر على السطح بجلاء في الدول الثلاث..(والمجتمع الدولي خالف كراع فوق كراع يتبسم هازئاً من انبطاح بلا جدوى).

إذا أمعنا النظر نجد أن الدول الثلاث تجمعها قواسم مشتركة تكاد تتطابق.. (هي دول منفتحة تمااااماً على المجتمع الدولي ولديها علاقات دبلوماسية مميزة مع بريطانيا وفرنسا وأمريكا)..(هذه الدول الثلاث أكثر دول الإقليم حماسا في مكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي)..(لم تتعرض لأي عقوبات اقتصادية دولية أو سياسية أو تجميد أصول أو تهديد بالمحكمة الجنائية)..(متماهية مع قوانين وسياسات صندوق النقد الدولي وتتلقى مساعدات وقروض منتظمة)..(لديها اتفاقيات تعاون مع دول غربية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية).. (موقعة على اتفاقيات حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وسيداو والحرية الجنسية).. وفوق كل هذا وذاك (تطبيع شامل كامل مع الدولة الصهيونية..!!).. صدق أو لا تصدق..

ما بالنا نجرب المجرب!!!.

 

رشفة أخيرة:

 

هذا حديث المصلحة الحسابية المجردة للدولة السودانية من التطبيع مع الدولة الصهيونية والتجربة خير برهان.. بعيداً عن القيم والمبادئ ونصرة المظلوم والقضية الفلسطينية العادلة.. أما التلاعب بسيادة الدولة وكبريائها وعزتها من أجل مصالح شخصية وصفقات فردية فهذا حديث مختلف.. هذا حديث الخيانة الوطنية العظمى.. و..معاكم سلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى