د.محمود الرزيقي يكتب: اهل قريضة وتلس.. رسل السلام

12فراير 2023م

 

 

 

الطريقة التى تم بها احتواء الازمة المستوطنة بين الفلاته والمساليت فى ولاية جنوب دارفور خلال الأسابيع الماضية ،جديرة بالاهتمام والوقوف عليها ، كمبادرة اهليه خالصة لم تات عبر مؤتمر صلح ولجان وميزانيات ومتاجرات بالدماء كما يحدث فى كثير من  هكذا احداث ،  فعودة المياه الى مجاريها والحياة الى طبيعتها بمناطق قريضه وتلس  وما جاورها من قري وارياف . بعد القطيعة التى ضربت النسيج الاجتماعي، وباعدت عري التواصل بين مكوناتها الاثنية من أهلنا الفلاته والمساليت ، تمت بجهود كوادرشبابية وثابة من أبناء القبيلتين ذات التاريخ الضارب في الجذور.

فهولاء الشباب الذين قادوا المبادرة الناجحة التى افضت الي توافق وثواثق تلقائي بين أطراف النزاع ، وبارادة قوية دعمتها الإدارة الأهلية بحنكتها المعهودة.  ليس لديهم مصالح شخصية او جهة سياسية تقف خلفهم. فقط غلبت عليهم الرغبة الجامحة للسلام وصونا للعلاقات القديمة المتجددة واستشعارا لزمالات دراسية تختزن بداخلها ذكريات لا تمحوها عوارض الايام.

وقد تركت الزيارة التى تمت من محلية تلس الى محلية قريضة  اثرا كبيرا في النفوس وازالت رواكم الغبن القديم.، حتي ان مباراة كرة القدم التى تنافس فيها فريقان من الجانبين كان شعارالخصمين هو تحقيق اهداف في مرمى السلام والاستقرار. فكان مونديالا استثنائيا لا يعدله مونديال  لما لاقي من حضور لافت استحال معه المشهد ليكون مربدا متقردا لممسكات الإخاء والتواطن.

وبالفعل كانت الرياضة جسرا للتواصل جمعت شتات الفكر ووحدت الوجدان.

الشيخ / موسي عبدالله حسين أحد علماء السودان ، قنديل تضئ حكمته حوالك الدروب، دفع الشيخ باثنين من طلابه من الفلاته والمساليت صلي أحدهما الجمعة ، وخاطب الاخر محفلا لنبذ الفرقة والشتات . فكانت ضمادا شافيا للجراح ، وايذانا بفتح مسارات مغلقة وشواطئ لا ترسو فيها بوارج طرفى الصراع من قبل.

الإدارة الأهلية بعنفوانها المعهود تكفلت بالضيافة ووفرت كل مطلوبات الراحة  والخدمات.

الزكاة كانت حاضرة وقدم امينها العام ابراهيم موسي دعما مقدرا لبناء السلام واستكمال خطواته ، ووعد بتقديم المزيد.

استقبلت الأسواق في قريضة وتلس وابوجا وسرقيلا مختلف فئات المجتمع ، وزادت عمليات العرض والطلب وتبادل السلع ،الأمر الذى فك ضوائق اقتصادية كبيرة.

اكتظت المستشفيات والمراكز العلاجية بالمرضي ، فقد كانت سانحة لعلاج شكواهم المؤجلة منذ امد الازمة.

الذى تم في قريضة مؤخرا  ، يستحق الدراسة والتوثيق والاستشفاف ليصبح نموذجا يمكن ان يحتذى فى علاج كثير قضايا البلاد الشائكة بعيدا عن التدخلات الاجنبية السافرة التى لا تجدى شيئا.  فقد وضح جليا ان الشعب حين يعرف  طريق منفعته،  يؤكد لحاكميه ونخبه مدمنة الفشل إنه حريص علي مصلحته وامنه واستقراره، ويبذل من أجلها الغالي والنفيس. ولذلك ليس غريبا ان نلحظ حنق كثير من السياسيين وتحفظهم علي ما تم من اتفاق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى