المبعوثون الدوليون.. أثر تحركاتهم على العملية السياسية؟

المبعوثون الدوليون.. أثر تحركاتهم على العملية السياسية؟

تقرير- نجدة بشارة

ربط القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والسكرتير العام للحزب الاتحادي الموحد هيثم عبد الله في حديث لـ(الصيحة) زيارات المبعوثين ووجود ست مبعوثين في ذات الوقت بالخرطوم بالعملية السياسية، ودعم التحوُّل الديموقراطي بالسودان، وقال: المبعوثون حريصون عل أن يصل الاتفاق الإطاري إلى نهايات توافقية بين القوى المدنية، وللتأكيد على أن مسألة إدماج السودان في الأسرة الدولية سوف تكون مرتبطة بنجاح الإطاري، والوصول إلى توافق بين الأطراف السياسية في السودان .

وزاد: تصريحات المبعوثين واضحة  بشأن دعم الإطاري، وقطع الطريق أمام أي صراع أو تصادم وحشد قبلي أو عسكري يمكن أن يؤدي إلى تفكيك الدولة السودانية .

وفي إطار مايتردد بشأن التدخل الأجنبي أو وجودهم في إطار التخابر نفى أن يكون لهؤلاء المبعوثين دور تخابري، موضحاً أن أدوارهم كمسهِّلين أو داعمين للوصول إلى اتفاقات وتفاهمات بين الفرقاء السياسيين في الدولة المعنية، وهم من الداعمين للأنظمة المدنية، ومعلوم أن في السودان هنالك اتفاق إطاري ربما سوف يفضي إلى نهاياته مقبل الأيام، وبناءً عليه سوف تتشكل الحكومة الانتقالية المدنية.

جدل ومفارقات

في السياق أثارت زيارة المبعوثين جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية السودانية  بين مرحب للزيارة ومتفائل بنتائجها، وتوقعات بإسهامها في الدفع بالعملية السياسية وتقريب وجهات النظر، وبين مقلل من نتائجها، حيث يرى مراقبون أن زيارتهم تعد تدخلات سافرة  في الشأن الداخلي.. فيما يتساءل متابعون على السوشال ميديا عن ماهو أثر تحركات المبعوثين على العملية السياسية، إيجاباً أم  سلباً؟

تحذير وحث 

هذا وفي ختام زيارة  المبعوثين الخاصين والممثلين من (فرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي)  أكدوا على أهمية تكوين حكومة مدنية للانتقال إلى الديموقراطية، وحثوا الأطراف السودانية على إجراء حوار شامل على أساس الاتفاق السياسي الإطاري، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للصراع، والعمل على بناء سودان مستقر ومزدهر.

كما حث المبعوثون الخاصون والممثلون، الأطراف على تعميق وتوسيع التزامهم بحوار شامل والجمع بين النساء والشباب والممثلين من جميع أنحاء السودان للمشاركة في تشكيل مستقبل بلادهم.

وأكدوا أن العملية السياسية تظل أفضل أساس لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، ووضع ترتيبات دستورية لفترة انتقالية تتوَّج بالانتخابات.

وأقروا في البيان الختامي أن  الباب لا يزال مفتوحًا لمجموعات إضافية للمشاركة في العملية، ودعوا جميع الأطراف إلى وضع المصلحة الوطنية للسودان فوق الغايات السياسية الضيِّقة والانخراط بشكل بنَّاء مع بعضهم البعض لتحقيق مطالبات الشعب السوداني المستمرة بالحرية والسلام والعدالة.

وأضافوا في بيانهم الختامي: نظل ملتزمين بدعم رغبة الشعب السوداني في دفع عجلة التحوُّل الديموقراطي في بلاده تحت قيادة مدنية وإنشاء حكومة انتقالية بقيادة مدنية هو المفتاح لإطلاق العنان لاستئناف المساعدات الدولية والاستثمار وتعميق التعاون بين حكومة السودان والشركاء الدوليين.

دور إيجابي

وتوقع الناطق الرسمي باسم العملية السياسية، خالد عمر يوسف، أن يكون لزيارة وفد المبعوثين الدوليين أثر إيجابي على العملية السياسية، وأضاف يوسف في تنوير صحفي عقب اجتماعهم مع المبعوثين، إن المبعوثين تفهموا أن الاتفاق الإطاري الحالي يمثل العملية السياسية الأكثر شمولًا، وأن الأطراف المختلفة قد بذلت مجهوداً حقيقياً في توسيع شمول العملية، مشيراً إلى أن هناك مزيداً من الجهد يجب أن يبذل في هذا الأمر، وتابع يوسف: “أكدنا لهم أننا دعاة الشمول، ونأمل أن يلعبوا دوراً إيجابياً في إقناع الأطراف المتفق عليها لتكون جزءاً من العملية السياسية”.

وأشار الناطق الرسمي باسم العملية السياسة إلى أن قضية القبول الشعبي للاتفاق مسألة رئيسة، وأنه يجب أن تكون العملية السياسية شاملة، وزاد: “لا يعني ذلك إغراق العملية بواجهات النظام البائد، لأن جوهر الانتقال هو الانتقال من الوضعية التي صنعها النظام البائد إلى نظام ديموقراطي”.

السر والجهر

من جانبه ربط  المحلِّل السياسي والخبير الاستراتيجي د. عصام بطران، مجموعة المبعوثين الزائرين -حالياً- للسودان بالمجموعة التي ساهمت في فصل جنوب السودان سابقاً، واعتبر أن المبعوثين الدوليين أحد الاستراتيجيات الفاعلة في عملية فصل الجنوب .

وقال لـ(الصيحة) منذ سقوط نظام الإنقاذ السابق بلغ عدد الزوار ” 23″ وفق برنامج  التبادل النشط لمبعوثي السفارات الإقليمية والغربية…لما يسمى الثلاثية الدولية، أو الرباعية الإقليمية.. وزاد: سابقاً لم يكن هنالك أي زيارات خاصة بالمبعوثين وحصرت هذه الزيارات على  المبعوث الأفريقي..والمجاز من الأمم المتحدة لمتابعة العملية السلمية في السودان (ودلباد) .

وعرَّف بطران المبعوث الدولي بأنه الذي يصدر بقرار من رئيس الدولة المعنية،”ممثل خاص” لبحث قضايا السلم والأمن من منظور الدولة الباعثة  وخارج إطار السلك الدبلوماسي..بمعنى أن له صلاحيات أوسع وأكثر من الأطر الدبلوماسية.

وقال: هؤلاء الستة أول مبعوثين دوليين، منهم مبعوثي دول”الترويكا” والذين ساهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في فصل جنوب السودان، بذات الكيفية من النشاط والتحركات التي تجري -حالياً- وتنبأ بطران بأن هذه التحركات في إطار الخارطة الجديدة للسودان تقسيمه إلى  (خمس دويلات)  والتي رسم لها إطار محدد حتى نهاية العام  2030م

وفي إطار العملية السياسية، قال: إن هنالك خطوات معلنة من قبل بشأن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الخرطوم، وأردف بأن زيارة المبعوثين ربما جاءت بهدف إغراق الملعب السياسي وقطع الطريق أمام لعب روسيا أدواراً محورية  في السودان، ثم يأتي المبعوث الروسي ليجد الملعب غارقاً.

وقال: هذه الزيارات بين السر والجهر، وماخفي يشير إلى أنها بعيدة كل البعد عن دعم العملية السياسية التي غرقوا في تفاصيلها مع السياسيين السودانيين،

وزاد: هؤلاء المبعوثين يعلمون أن الاتفاق الإطاري بهذا الكيفية لا يؤهل ليكون حل مستدام، ويحتاج إلى جهد أكثر حسب تصريحاتهم للوصول إلى تحقيق أهداف سياسية شاملة، وأضاف: مايعضد هذه الفرضيات أن الحرية والتغيير جلست أمس الخميس، مع الكتلة الديموقراطية رغم التأكيدات التي ظلت تعلنها الحرية والتغيير بعدم جلوسهم مع الكتلة ..والخلاصة أنه بعد زيارة المبعوثين وافقوا على الجلوس معهم وهذا شيء مؤسف حسب قوله..إن المبعوثين الدوليين أصبحوا مؤثرين على الملعب السياسي السوداني.

مواقف داعمة

في ذات الإطار جدَّد المبعوثون الدوليون موقفهم الداعم للاتفاق الإطاري الذي وقع في الخامس من ديسمبر الماضي، معتبرين أنه أفضل أساس لتشكيل حكومة مدنية مقبلة تقود البلاد لتحوُّل ديموقراطي

وشمل المبعوثين الدوليين الزائرين للسودان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة بيتر لورد ومبعوثة الاتحاد الأوربي للقرن الإفريقي انيت ويبر والمبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويدز والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الإفريقي فريدريك كلافيه والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون انتون وثورستن هوتر رئيس شعبة القرن الإفريقي بالخارجية الألمانية، إضافة لسفراء كلٍ من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة والنرويج وفرنسا وألمانيا.

وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد ممثلاً للمبعوثين الدوليين دعمهم ومساندتهم للاتفاق الإطاري الذي وقع في الخامس من ديسمبر للخروج من الأزمة الحالية.

وأشار لورد إلى أن الاتفاق الإطاري هو أفضل أساس لتشكيل حكومة مدنية مقبلة في السودان،وأفضل أساس لإنشاء ترتيبات دستورية لفترة انتقالية تفضي إلى انتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى