رئيس الحركة الشعبية شمال إسماعيل خميس جلاب لـ(الصيحة): عقار تنصَّل عن اتفاقنا حول توحيد الحركة

 

– أهالي المنطقتين تأثروا بالخلافات التي نشبت بين قيادات الحركة الشعبية
– مالك عقار وياسر عرمان فرضا علينا حظر اقتصادي وأخذا كل حقوقنا
– لهذا السبب فشل مالك عقار في تنفيذ اتفاق السلام على الأرض
– الحركة الشعبية ليست مجموعة عرقية أو أثنية معينة، بل هي من كل السودان
-أعلناها بصورة واضحة ليس هنالك رجوع للحرب
– يجب علينا أن نكافح حتى ننال حقوقنا
كشف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- القيادي بالحرية والتغيير “الكتلة الديموقراطية”، الجنرال إسماعيل خميس جلاب، عن أنهم في الحركة كانوا قد اتفقوا على توحيد الحركة بأسس جديدة وقيادة جماعية لفترة انتقالية ومن ثم يعقد مؤتمر عام للحركة الشعبية يتم فيه انتخاب القيادة العليا للحركة بقيادة جماعية ويكَّون مجلس رؤساء الحركة الشعبية،وتتم إجازة الدستور وينتخب الرئيس وبعض المؤسسات، وأكد جلاب في حوار مع (الصيحة) أنهم خلصوا لتكوين لجنة مشتركة لوضع تصور لهذه الوحدة وفق أسس جديدة، إلا أن مالك عقار تنصَّل عن الاتفاق.
وأبان أن أهالي المنطقتين تأثروا كثيراً بالخلافات التي نشبت بين قيادات الحركة الشعبية، وقطع بأن الظروف التي تمر بها البلاد لايمكُن، أن تقام فيها انتخابات.
كما تحدث في عدد من المحاور وأجاب على جميع الأسئلة التي طرحت عليه، فإلى مضابط الحوار:
حوار: نجلاء فضل الله

 

الخلافات بينكم وبين مالك عقار وصلت إلى نقطة الانشقاق هل هناك اتجاه لتوحيد الحركة الشعبية؟

الحركة الشعبية لديها مبادئ ورؤى وأهداف ومهما حصل اختلاف بين القيادات بسبب ما، فإن الحركة الشعبية ترجع تتوحد، وأكثر من عشرين مرة، الحركة الشعبية انشقت وتوحدت مرة أخرى .
هل تواصلت مع مالك عقار؟
نعم التقيت بمالك عقار واتفقنا أن نوحِّد الحركة الشعبية وفق أسس جديدة وأن تكون هنالك قيادة جماعية للحركة الشعبية لفترة انتقالية نتفق حولها من ثم بعد الفترة الانتقالية يعقد المؤتمر العام للحركة الشعبية، ويتم انتخاب القيادات لا بالتعيين، ويكون هنالك مجلس رؤساء الحركة الشعبية، لأن هنالك مجموعات أخرى للحركة الشعبية لحين قيام المؤتمر الذي يجيز الدستور وينتخب الرئيس وبعض المؤسسات.
ووصلنا بأن نكوِّن لجنة مشتركة لوضع تصوُّر لهذه الوحدة وفق أسس جديدة،لكُن للأسف مالك تنصَّل وأجهض تلك المبادرة، ونحن كأعضاء في الحركة الشعبية في المجوعات المختلفة هنالك تواصل فيما بيننا، لأن لديهم قناعة أن الحركة الشعبية في يوماً ما، تتوحد وهنالك خطوات لتوحيد الحركة الشعبية في أقرب وقت ممكُن وخاصة نحن نعوِّل على عبد العزيز الحلو، والمجموعات الأخرى غير الموقعين على عملية السلام (اتفاقية جوبا) للاتفاق مع الحكومة.

 

 

الحركة الشعبية الأم منذ تأسيسها كانت تحمل رؤية لسودان مختلف فهل لازلتم على تلك الرؤية؟
نعم، ما زلنا على تلك الرؤية والأهداف والمبادئ والقيم للحركة الشعبية، وضعت مساحة لمعالجة الأخطاء السابقة للسودان القديم، وضعت مساحة لمخاطبة جذور الأزمة السودانية، وضعت أساس للسودان الجديد هذه هي رؤية السودان الجديد ومن أجلها ظلت الحركة الشعبية تناضل لقرابة أربعين عاماً، لتحقيق تلك الأهداف ومن أجل تحقيق هذه الأهداف هنالك آلاف الشهداء والمصابين وملايين النازحين واللاجئين الآن الشعب السوداني عرف أهداف الحركة الشعبية وملايين من الشعب متعاطفون مع الحركة لتحقيق السودان الجديد.
وفي ثورة ديسمبر، نادى الثوار أن الشعب يريد سودان جديد ذات السودان الذي نادينا به وبالتالي جميعاً نعمل على تحقيق السودان الجديد ومع بعض نعمل علي بناء ونهضة السودان .
أصبح للحركة الشعبية الآن أكثر من جناح إلا يؤثر ذلك على المناطق في جنوب كردفان؟

 

بالنسبة إلى جنوب كردفان جبال النوبة وغرب كردفان أو المنطقتين بصورة عامة فعلاً تأثرت بالاختلافات الموجودة في الحركة الشعبية وبإقصاء جزء من الحركة الشعبية من اتفاقية السلام من المشاركة في حكومة الفترة الانتقالية –سابقاً- خاصة هذا الإقصاء والانشقاق أضر بشعب المنطقتين، لأن قيادات جنوب وغرب كردفان هم الذين تم إقصاؤهم، لهذا كان صعب على مالك والحكومة تنفيذ اتفاق السلام في المنطقتين في غياب القيادات وكثير من المناضلين الذين ضحوا طيلة الأربعين عاماً، أو أكثر من أجلهم، هذه الاختلافات والانشقاقات أثرت وحالت دون تنفيذ اتفاق جوبا في المنطقتين، والمواطن مع توحيد الحركة الشعبية ومع ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام ولكن عبر أبناء وبنات المنطقتين.
من أين تأتي الحركة الشعبية التي تقودها أنت الآن بأموال تسيير مكاتبها التنفيذية؟

 

 

الحركة الشعبية التي أقودها من كل أبناء وبنات السودان هي ليست مجموعة عرقية أو أثنية معينة، بل هي من السودان. أما بالنسبة إلى مصادر الأموال في الحركة الشعبية فنحن نؤمن أن التنوع الموجود في السودان هو ثراء وثروة للحركة الشعبية وللسودان الحركة الشعبية تغذي وتموَّل من العضوية بتمويل ذاتي ولا وجود لأي جهة حكومية أو غير حكومية مولت المؤتمر واجتماع المجلس القيادي للحركة الشعبية وهي نشأت بذات النهج حتى أيام حربها للحكومات السابقة لم تأخذ أي مساعدات من الدول الأخرى من عملاء التمويل، لأن الجيش الشعبي منظومة منتجة ونحن خاصة في جبال النوبة والنيل الأزرق نعتمد على أنفسنا حتى الحكومات الوطنية أجحفت في حقنا تأخذ منا لكُن، ولا تعطينا نعتمد على أنفسنا في كل شئ ويمكُن بسبب التهميش حمل المواطنون السلاح رغم أن مالك عقار وياسر عرمان فرضوا علينا حظر اقتصادي وأخذوا كل حقوقنا كان فكرهم أن الحركة الشعبية التي أقودها أنا تنحاز وألقوا علينا تهم أن النظام السابق هو الذي يموِّلنا فرضوا علينا حظراً وأقصونا من الحكومة حتى شوَّهوا صورتنا لرفاقهم في السلطة واعتبرونا في السلطة بأننا غير شركاء ولا أعضاء في العملية السلمية في السودان على أساس القضاء علينا ثم يستأثروا بالمصالح والحقوق والواجبات التي جاءت في اتفاق جوبا لسلام السودان.
كيف تنظر للاتفاق الإطاري وهو في مراحله النهائية؟
_ هذا الاتفاق الإطاري يعقِّد المشهد السوداني أكثر من أن يعالج هذا الاتفاق يعمل على إقصاء الآخرين وينتقوا الناس انتقاءً، نحن في الكتلة الديموقراطية ننادي بتوسيع قاعدة المشاركة في الحوار الوطني ما عدا المؤتمر الوطني وننادي بتوسعة المشاركة في السلطة في الفترة القادمة حتى المجموعة التي وقعت مجموعة المجلس المركزي طالبناهم إننا نجلس نتحاور لإخراج البلد من هذا المأذق، نحن منفتحين على الآخرين نضع السودان في حدقات العيون ولهذا طالبنا بمائدة مستديرة تجمع كل السودانيين للتحاور، كما طلبت المبادرة المصرية التي نؤيدها.

ألا تتوقع أن الضغوطات الخارجية تكون ضاغطة عليكم حتى تعودوا لهذا الاتفاق؟
المشكلة ليست الضغوطات الخارجية أو العالم الخارجي، اللعنة التي أصابات السودان هي من بعض السياسيين وخاصة السياسيين الذين شاركوا في حكم هذا البلد عندما نتكلم على الضغوطات الخارجية أي دولة لديها استقلال وكيان وهيبة وسلطة في يد الشعب بالتالي تعامل الدولة السودانية مع الدول الأخرى يجب أن يتركز على المصالح، ومسألة الاستعانة بالدول الأخرى لم تتم بطريقة عشوائية وكل شخص يمشي سفارة أو دولة يشحد قروش وما يحصل في السودان هذه فوضى ونوع من العملاء مسألة مرفوضة تماماً.
أنت الآن عضو الكتلة الديموقراطية التي تعيق الفترة الانتقالية برفضها لاتفاق يجد تأييداً دولياً وإقليمياً؟

الكتلة الديموقراطية هي التي ستخرج السودان من الوضع الذي فيه الآن، لأننا نناقش قضايا الشعب السوداني مثلاً: نناقش قضايا شرق السودان كيف نعالج قضايا كردفان ودارفور والشمالية والوسط، نحن نناقش ونبحث للحلول لقضايا الشعب السوداني كلها ولم نقص أي طرف من هذا الحوار، بل ننادي ونسمع لكل رأي فيما يختص بنظام الحكم. والكتلة الديموقراطية فيها أكثر من ثلاثين تنظيماً سياسياً، حركات كفاح مسلح، منظمات مجتمع مدني ولجان المقاومة، نحن في الكتلة الديموقراطية نعمل على إعادة تنظيم لجان المقاومة وتقويتها ولجان المقاومة يجب أن تشارك في الفترة الانتقالية القادمة وبنسبة كبيرة خاصة في مواقع اتخاذ القرار إذا كان في التنفيذي أو التشريعي أو في القضاء كل الأجهزة الحكومية يكون لديهم فيها وجود.
ولكنكم تساندون الفلول؟
هنالك جماعات إسلامية هم سودانيون وعندهم الحق إن يشاركوا في دستور البلد عندهم الحق يشاركوا في كيف يحكم السودان وكيف نعالج إشكالات السودان عندما نتكلم عن الجماعات الإسلامية لا نتكلم عن المجوعات المتطرِّفة نحن في الكتلة الديموقراطية لا نخلط بين الاثنين بين الدين والسياسية، نرى أن الدولة يجب أن تقف في مسافة واحدة من كل الأديان والأثنيات، نحن في الكتلة الديموقراطية ما عندنا تنظيم حركة إسلامية، بل عندنا تنظميات وأحزاب أخرى قد يكون في نصهم (ناس الحركة الإسلامية)، لكن ما عندنا ناس تتبع المؤتمر الوطني، وفي الكتلة الديموقراطية لا نميِّز بين الناس في العرق والدين، في الكتلة الديموقراطية معنا مجلس الكنائس والطرق الصوفية والتنظيمات السياسية وهذا التنوع السوداني الجميل.
كيف تقيِّم اتفاق جوبا بعد تلك السنوات التي مضت؟
بالنسبة لنا اتفاق جوبا عالج جذور الأزمة السودانية واتفاق جوبا للسلام أول اتفاق في تاريخ السودان خاطب كل مشاكل السودان وأعطى كل شخص حقه، الاتفاقية أصبحت ملك الشعب السوداني لا ملك للحركات، لكُن، نحن ننظر أن هناك ضرورة لمراجعة تنفيذ اتفاقية السلام وخاصة كتابة المصفوفة ليتم التنفيذ حسب مصفوفة الاتفاقية وضرورة أن يشارك أطراف العملية السلمية في التنفيذ ويحب إشراكهم في حكومة الفترة الانتقالية القادمة، بل جميعاً نعمل على تكملة السلام في السودان حتى هناك مجموعات سياسية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني ما، فاوضت في جوبا لكُن، عندها الحق أن تكون جزءاً من هذه الاتفاقية، هذا منصوص عليه في اتفاقية السلام، ولكن بعض أطراف العملية السلمية ما كان عندهم الإرادة القوية لتنفيذ اتفاقية جوبا هذه الاتفاقية اتفاقية شعب يجب تنفيذها، لأنها ستؤدي إلى تحسين اقتصاد البلد وتوفر الإنتاج وتوفير الأمن والسلام.
أين وضعكم من هذا الاتفاق؟
نحن من أطراف اتفاق جوبا لسلام السودان فاوضنا ووقعنا على بعض البروتوكولات، في اتفاق جوبا للأسف الشديد بعد التوقيع النهائي لاتفاق جوبا تآمر علينا مالك عقار وياسر عرمان خانا نضالنا ونضالات الشهداء بإقصائنا من الاتفاقية، نحن من صناع اتفاق جوبا لسلام السودان، وأعلنا بصورة واضحة ليس هناك رجوع للحرب وهي كانت نية مالك عقار وياسر أن نغضب ونرجع إلى الخلاء ويجب أن يعرفا إذا أقصيت أي جزء من الاتفاقية تكون نكصت على اتفاق سلام السودان. يجب أن يعرفا في اتفاق أديس أبابا كانت هناك مجموعة تم إقصاؤها ما استوعبت في السلطة فتمرَّدت.
هل تعتقد أن اتفاقية جوبا حققت مطالب قضايا أهلكم بجنوب كردفان؟

 

 

اتفاقية جوبا خاطبت جذور الأزمة السودانية، إذا كان في المنطقتين جبال النوبة وغرب وجنوب كردفان في النيل الأزرق وفي شرق السودان وفي دارفور وشمال السودان في الوسط. الاتفاقية حققت أهداف وحقوق مكاسب كبيرة، بالنسبة لنا في جبال النوبة والنيل الأزرق وغرب كردفان، وهي أول مرة في تاريخ هذه المناطق أن يكون هنالك اتفاق يجلب لهم هذه الحقوق الكبيرة خاصة أن المنطقتين يُحكمان بنظام حكم ذاتي وبقية السودان يحكم حكم فيدرالي، ولكن أرى أن أي نوع من أنواع الحكم الفيدرالي أو الذاتي يقرره المواطنون السودانيون أو في المنطقتين هم الذين يقرروا أي نوع من أنواع الحكم يناسبهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى