نص كلمة: عقد الجلاد.. فكرةُ ذات تأسيس عميق!!

 

 

(أ)

الفكرةُ أقوى من الرصاص، هذه معلومة صادقة، فالفكرةُ لا تموت، وإن كنتَ تريدُ دليلاً على ذلك، فاسمحوا لي أن أحكي عن فرقة عقد الجلاد.. فهي نموذج باذخ وحاضر.. وربما منذ عشرات السنين، وقد قَفَزت الفرقة إلى ذاكِرَة الناس أجمعين وحتى الآن، وهذا الإعجابُ والمحبة للفرقة ليس قائماً على وسامةِ أشكالهم ولا لواسِعِ نفوذهم كأفراد ولكنه إعجابٌ بجودةِ الفكرة التي قامت عليها، وإن اختلفَ مقياسُ الجودةِ من شخصٍ لآخر.

(ب)

عقد الجلاد فكرةُ ذات تأسيس عميق وجُذور ضاربة في أرض صالحة لزراعة مفاهيم جديدة ومُتجدِّدة، لذلك لا تموت، وهي أبقى من الأشخاص، ولذلك فرسالةُ المرءِ في الحياة ورسالة المؤسسات والهيئات ما هي إلا فكرةٌ، يُخلِصُ المرءُ لها ويتفانى في سبيلِها ويسترخِصُ لقاءَ تحقيقها كلَّ غالٍ ونفيس.

(ت)

عقد الجلاد ذهب عنها عرابها ورجل بقامة عثمان النو ولكن رغم ذهابه قبل سنوات، بقيت فكرتُه التي تلقفتها آذان السودانيين وسكنت وجدانهم رغم أعاصير الخلافات التي تناوشت الفرقة على امتداد تاريخها وبعد عثمان النو.. ذهب أيضاً شمت محمد نور.. المبدع الرائع المجدد.. فهو ابتكر واستحدث أشكالاً وعناصر جديدة أدخلها جعلت أغنياته تتميز عن موسيقى الآخرين في شكل الطرح والقالب الأدائي الذي تقدم به.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى