محيي الدين شجر يكتب: قِصّة مُستشفى لعلاج سرطان الأطفال بالمجّان قَتَلْتَهُ لجنة إزالة التّمكين (3)

18 يناير 2023

قلت في الحلقتين السابقتين، إنّ قرار لجنة إزالة التمكين بمُصادرة أموال مشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان (7979)، كان قراراً غير موفقٍ، لأنه بُني على ظنون فقط، والدليل أن اللجنة التي زارت مقر جمعية بت البلد الخيرية في الحديقة الدولية، لم تجد شيئاً ولم تصادر شيئاً، ولم تصادر أي حسابات لها، لأنها لا تملك حسابات مليارية، كما ظن الأستاذ وجدي صالح الذي قال لي إنهم وجدوا أنها مُتورِّطة في أموال كثيرة!!
وبعيداً عن جمعية بت البلد الخيرية، فأنا أعرف جيداً مشروع مستشفى (7979( لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، والذي قطع أشواطاً بعيدة، حيث تحصل على قطعة أرض من قِبل وزارة الصحة ولاية الخرطوم، وقامت إدارته بإنشاء الخريطة التصميمية للمشروع وطرح عطاء للتشييد وفازت شركة صينية بالعطاء.
كان المال متوفراً، والحماس كبيراً، والدوافع مُتّقدة، وأوضاع أطفال السرطان في السودان كانت هي الحافز الأكبر لجميع المتطوعين بالمشروع، حتى يكتمل.
ولقد توقّف المشروع منذ العام 2020 عام مصادرة أمواله، وفشلت كل المحاولات ليستمر العمل فيه، وكنا نسمع وعوداً من مسؤولين كبار في المجلس السيادي وفي لجنة إزالة التمكين، لكنها كانت وعوداً زائفة لم تُنفّذ!!
إن واقع أطفال السرطان في السودان، واقعٌ مؤلمٌ وقاسٍ، حيث ازدادت أعداد المُصابين بالمرض بصورة مُخيفة، وكان يمكن للمستشفى وإن سمحوا له بالاستمرار بأن يوفر لهم العلاج مجاناً بدلاً من السفر خارج الديار كما تفعل الأُسر حالياً.
إنّ مشروع (7979) لعلاج سرطان الأطفال لم يكن مشروعاً فقط لإنشاء مستشفى تُقدِّم علاجاً مجانياً للأطفال المصابين بالسرطان، بل كان يتضمّن أكاديمية تعليمية واستراحة لأُسر الأطفال وبه مركز بحوث.. مشروع كامل يشبه ما تم في المستشفى المصري 57357 لعلاج سرطان الأطفال.
ونجحت إدارة المستشفى في وقت من الأوقات، في عقد اتفاق مع المستشفى المصري 57357 منحته بمُوجبه المستشفى المصري عشر فرص لعلاج أطفال سودانيين مجاناً بمصر، علماً بأن الدخول إلى 57357 صعبٌ، وكان من المكاسب التي حقّقتها إدارة المستشفى، استفاد منه عددٌ من الأطفال السودانيين المصابين بالسرطان.
وبخلاف ذلك، فقد عقدت إدارة المستشفى اتفاقاً مع جامعة الأزهر، من ثماره أن منحت الأزهر فرصاً للدراسة الجامعية وفوق الجامعية لطلاب سودانيين مجّاناً.
لقد ساندت مصر، مشروع (7979) لعلاج سرطان الأطفال، وابتعثت مستشفى 57357 عدداً من مهندسيها للخرطوم، ووقفوا على الخرط وعلى حجم العمل وقدموا تسهيلات كبيرة.
كان مشروعاً ضخماً وكبيراً، وفائدته كانت ستعم كل السودان، بل وأفريقيا، لكنه توقّف نتيجة لقرارٍ خاطئ ولتقديرات خاطئة، ويُمكن اعتبار إيقافه جريمة في حق الوطن والشعب السوداني.
ونواصل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى