الغالي شقيفات يكتب : الانتباهة والمواقع المجهولة

5يناير 2023
نشرت بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، صورة لشخصي في خبر مجهول مصدره قروبات الواتساب لشخص يقول، إنّه من أسرة المُتّهم الذي قُتل في الفاشر والذي تقول الشرطة إنه أطلق عليها النار، وشخصياً كتبت مُشيداً بدور الشرطة ومباحث ولاية شمال دارفور في مُحاربة الظواهر السالبة ومُكافحة الجريمة العابرة للحدود وتجار المُخدّرات رغم استهدافهم وقِلّة إمكاناتهم.
ومشكورة صحيفة “الانتباهة” صحّحت الخطأ، وأعجبتني همّة رئيس التحرير الزميل بخاري ورئيس مجلس الإدارة السيد سعد العمدة في مُتابعة الأخطاء ومعالجتها، أما موقع الحوادث فهو الآخر نشر الصورة ولقلة تجربة القائمين على أمره لم يقم بالتصحيح بالطريقة المعروفة والمتبعة في مثل هذه الأخطاء والصحف. والقائمون على إداراتها يجب عليهم عدم الاعتماد على المواقع المجهولة، وأنا كصحفي في صحيفتي لا يُمكن أن اعتمد مصادر مثل الحوادث ودبنقا والقروبات وفي هذا الخبر كنت مُتابعاً جيداً، وأعلم كل التقاطعات، ويمكن القول إنّ منبراً ما استخدم، وكثرة المواقع الإلكترونية المجهولة أمر ضبطها هو مسؤولية السُّلطة من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وجرائم المعلوماتية والإعلام الخارجي ووزارة الإعلام.
وسبق لي أن تحدّثت مع الدكتور عبد العظيم عوض عن فوضى الصحافة وتنظيم المهنة وامتحان القيد الصحفي، وبرأيي الصحافة الإلكترونية الحالية والتي أصبحت مثل المطاعم والدكاكين مُحتاجة إلى قوانين وتنظيم إذا كان من نشاط المطبوعة الإلكترونية نشر الأخبار والتحقيقات والمقالات والتعليقات ذات العلاقة بالشؤون الداخلية أو الخارجية للبلد، فتكون هذه المطبوعة مُلزمة بالتسجيل والترخيص بقرار من السُّلطات، وعلى مالك المطبوعة الإلكترونية توفيق أوضاعه وفق أحكام هذا القانون خلال مدة لا تزيد على ستين يوماً مثلاً من تاريخ تبليغه قرار السلطات بذلك.
إذا كان مالك الموقع الإلكتروني مجهولاً أو كان عنوانه خارج السودان فيتم تبليغه. قرار المدير الصادر وفق أحكام البند من هذه الفقرة بالنشر في صحيفتين يوميتين محليتين ولمرة واحدة، يعني مثلا الانتباهة صحيفة معروفة قامت بالتصحيح والمواقع الإلكترونية المجهولة، فقد يتضرّر منها الكثيرون والدولة نفسها وكان موقع الانتباهة يديره الزميل كمال عوض وهو صحفيٌّ مهني له خبرة ربع قرن من الزمان من الجيل “الحافظ لوحه”، الصحفي كمال ينظر للخبر ويحلله قبل نشرة ويفهم ما وراء الخبر ويفرز صور الزملاء وخاصّةً بين زول لابس كدمول متهم بالقتل، وآخر له ربطة عنق وموجود في الوسط الصحفي، أكثر من عشرين عاماً الصحافة السودانية تفقد الكوادر المُدرّبة والمُؤهّلة أمثال كمال عوض صحفي شامل تصميماً وإخراجاً وتصويراً وتحريراً وتصحيحاً …إلخ.
عموماً، نأمل من الناشرين وملاك الصحف تكثيف التدريب للصحفيين، وعلى السلطات مراجعة تراخيص المواقع الإلكترونية المجهولة وإلزامهم بالتسجيل والترخيص وفقاً للقانون وتكون الصحافة صوتاً شفّافاً وصريحاً قادراً على تناول الحدث والقضية، وتلعب دوراً في تشكيل رأي عام إيجابي مستفيدة من العلم والتكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى