ناصر بابكر يكتب : التش وكرشوم.. الهلال والأبطال

27ديسمبر 2022

* احتفى أنصار المريخ بعودة المدافع المميز “كرشوم” بعد غياب طويل ومن قبله عودة صانع الألعاب الموهوب “التش” بعد غياب أطول.

* الاحتفاء بعودة الثنائي أمر طبيعي بالنظر للقيمة الفنية العالية للاعبين والإضافة التي يحدثها تواجدهما في الملعب.. فكرشوم يعد من أفضل المدافعين بالدوري السوداني سواء شارك في وسط الدفاع أو الظهير.. كما أن التش يعد من أبرز المواهب السودانية في السنوات الأخيرة سواء كصانع ألعاب أو جناح هجومي.

* ومما لا شك فيه، لعب توقيت عودة الثنائي قبل لقاء القمة دوراً في زيادة احتفاء أنصار المريخ، ومؤكد أن قطاعاً عريضاً منهم يتمنى مشاركة الثنائي في أغلب فترات لقاء الخميس وهو أمر طبيعي بالنظر لقيمة الثنائي وهي القيمة نفسها التي أتمنّى على المستوى الشخصي أن تدفع الطاقم الفني للمريخ للتفكير كثيراً قبل تحديد عدد الدقائق التي يمكن أن تمنح للتش أو كرشوم في القمة.

* فتواجد الثنائي مع المريخ في مجموعات الأبطال أكثر أهمية بكثير من المغامرة بهما ومنحهما عدد دقائق أكبر من جاهزيتهما البدنية في لقاء القمة الذي يعد جولة من ضمن عدد كبير من جولات الدوري السوداني الذي سيظل مفتوحاً للمنافسة على لقبه حتى الأمتار الأخيرة مهما كانت نتيجة قمة الخميس، على العكس من جولات المجموعات الست التي تحتاج دخولها بأفضل العناصر، وقطعاً من بينها كرشوم في الخط الخلفي والتش في الجانب الهجومي.

* كرشوم الذي شارك لأكثر من ثلث ساعة أمام ود نوباوي بعد المشاركة في تدريبات جماعية تعد على أصابع اليد، كان غائباً عن اللعب لمدة “70 يوماً” منذ آخر مشاركة له أمام الأهلي طرابلس في بنغازي بتاريخ 15 أكتوبر، مع العلم أن كرشوم تعرّض الموسم الماضي أيضاً لإصابة عضلية أبعدته لأكثر من شهرين، وبالتالي سجل اللاعب مع الإصابات العضلية في ظرف أقل من عام يفرض التريث والتفكير ملياً قبل تحديد عدد الدقائق التي يمكن أن يشاركها أمام الهلال حتى لا يفقده المريخ في مجموعات الأبطال وهو أحد أهم عناصر الخط الخلفي.

* أما التش فتعرض للإصابة الأولى في 4 ديسمبر 2020، وغاب لأكثر من تسعة أشهر ثم عاد للمشاركة كبديل في لقاء الاكسبريس بأوغندا 10 سبتمبر 2021، ثم لعب سريعاً كأساسي في جولة الإياب 19 سبتمبر، وسجل هدف التأهل في الدقيقة “73”، لكن في المباراة التالية 16 أكتوبر أمام زاناكو بالقاهرة تعرض لإصابة جديدة أبعدته لأكثر من عام، ليكون مجموع الدقائق التي لعبها في الفترة من “ديسمبر 2020” حتى عودته مؤخراً عبر لقاء هلال الفاشر 9 ديسمبر 2022 وهي فترة عامين أقل من “120 دقيقة” وهو ما جعل الدفع به أساسياً أمام الأهلي الخرطوم وإشراكه لأكثر من “70 دقيقة” غريب وما لم يكن مستغرباً هو غيابه بداعي الإجهاد العضلي عن لقاء كوبر وهو إجهاد عضلي عانى منه اللاعب في القضارف حينما كان يتم تحضيره للمشاركة في جزء من لقاء الشرطة.

* تأثير التش وقدرته على صناعة الفارق أمر مؤكد وهو الذي يدفع الكل لتمني رؤيته في الملعب دائماً بما في ذلك الأجهزة الفنية التي تبحث عن اللاعب الذي يقودها لنتائج، لكن يبقى ترتيب الأولويات أكثر أهميةً، والمُحافظة على سلامة عناصر بقدرات التش وكرشوم يبقى مقدماً على المجازفة بهما ومنحهما عدد دقائق أكبر بكثير من ظروف جاهزيتهما، مع الإشارة الى أن لاعبا مثل “التش” يستطيع صناعة الفارق ووضع بصمة مؤثرة في القمة حتى حال شارك لنصف ساعة أو أقل كما فعل في لقاء هلال الفاشر في أول ظهور بعد عام وشهرين حينما حول تأخر المريخ لانتصار بصناعته ثنائية الكولمبي برايان.

* هنالك أمر إضافي ومهم وهو أن تاريخ المريخ في لقاءات القمة في السنوات الأخيرة يشير لعلو كعب المريخ وقدرته على هزيمة الهلال بغض النظر عن العناصر التي تشارك ويكفي الإشارة لأن العام الحالي 2022 شهد فوز المريخ على غريمه في ثلاثة لقاءات بمدربين مختلفين “كلارك والغرايري وإبراهومة” وبطرق لعب مختلفة، وبعناصر مختلفة، حيث تولى الحراسة “منجد” بالقاهرة في القمة الأفريقية، و”محمد المصطفى” بالخرطوم في قمة الممتاز، و”جرس كافي” بالجنينة في قمة السلام.. وشارك “كرشوم وبخيت ونمر وحمزة وكسرى وتوماس وبيبو” في الدفاع و”الصيني ومحمد الرشيد وطيفور والتاج يعقوب ووجدي عوض والتكت” في الوسط إلى جانب “رمضان عجب والجزولي والسماني وتوني” في الهجوم، وبالتالي لعب “20 لاعباً” منذ البداية في المباريات الثلاث، ومع ذلك كان المريخ يحقق الفوز بفضل الروح والثقة التي يؤدي بها لاعبوه في مباريات القمة وهي الروح والثقة التي ينبغي أن تكون الرهان الأساسي للأنصار قبل الأسماء، مع أهمية التذكير أن مجموعات الأبطال أكثر أهمية من الهلال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى