اخرها محاولة رئيس الاركان .. الانقلابات العسكرية تشظيات في جسد العسكر

خبير قانوني : المجلس العسكري كان عليه منذ البداية اتخاذ تدابير مشددة

اعدها : محيي الدين شجر

خامس تواليا اعلن المجلس العسكري الانتقالي عن كشف محاولة انقلابية شارك فيها رئيس الاركان المشتركة الفريق اول ركن هاشم عبد المطلب احمد وعدد من ضباط القوات السلحة وجهاز الامن والمخابرات الوطني برتب رفيعة بجانب قيادات من الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني ..

وقال بيان للقوات المسلحة السودانية بتوقيع رئيس الاركان المشتركة المكلف الفريق اول ركن محمد عثمان الحسين امس ان هدف المحاولة الانقلابية الفاشلة هو اجهاض ثورة الشعب المجيدة وعودة نظام المؤتمر الوطني الى الحكم وقطع الطريق امام الحل السياسي المرتقب ..

وجاءت المحاولة الانقلابية في مناخ التوافق الذي تم بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا بين مكونات اعلان الحرية والتغيير بما فيهم الجبهة الثورية والذي يشير الى قرب الاتفاق على الوثيقة الدستورية وتكوين الحكومة الانتقالية المرتقبة ..

فهل استفاد بعض اعضاء المؤتمر الوطني من حكاية هجم النمر هجم النمر التي قرأها معظم السودانيين في المرحلة الابتدائية وظهروا في العلن لتغيير الحكم والقضاء على المجلس العسكري بعد الانقلابات الكثيرة التي اعلن عنها المجلس العسكري الانتقالي ولم يكشف عن اسماء منفذيها في السابق ) الا انهم تفاجأوا بتماسك القوات المسلحة والدعم السريع بعد ان ظنوا ان اهل القرية لن يصدقوهم ..

الصيحة تناولت قضية الانقلابات المتتالية التي ظل المجلس العسكري الانتقالي يتعرض لها منذ ان استلم السلطة في الحادي عشر من ابريل2019م .

حيث كشف المجلس قبل اسبوع واحد عن احباط محاولة انقلابية جديدة قال ان من نفذها عدد من الضباط وضباط الصف عددهم (12) ضابطا تم القبض على (4) منهم .

وقال عضو المجلس العسكري جمال عمر ان المحاولة الانقلابية قصد بها في هذا الوقت لاستباق التوقيع على الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير.

وفي 12 يونيو تم الاعلان عن محاولة انقلابية اخرى تردد ان منفذوها ضباط موالون للنظام السابق وانه تم ايقاف 58 ضابطا للتحقيق معهم بشان المحاولة الانقلابية وفي الثامن عشر من مايو ذكر المجلس العسكري الانتقالي انه تمكن من احباط محاولة انقلابية جرت في الساعات الاولى من صباح السبت 17 مايو وذكر ان المحاولة دبرت بواسطة ضباط تمت احالتهم الى التقاعد من الجيش والشرطة بعد نجاح الثورة السودانية وجاء الحديث عن تلك المحاولة بعد قرار من المجلس العسكري باعفاء عدد من قيادات الشرطة وصفت بانها الاكبر في السودان .

موسوعة غينيس

اللواء يونس محمود والذي بدأ حديثه ل ( الصيحة ) بانه جزء من النظام السابق قال ان ماتم من اعتقالات لعدد من رموز النظام السابق ولقيادات من الجيش جاء نتيجة للمعلومات التي استقتها الاجهزة الامنية خلال استجوابها للذين القت القبض عليهم الاسبوع الماضي ..

واشار يونس محمود الى عدم وجود اي مسوغ للانقلاب لان الشارع السوداني في اوج استعداده للوقوف ضد اي انقلاب وقال ان من يسيطر على السلطة عبر انقلاب سيجري عليه ماجرى للجيش التركي .

مضيفا ان اي شخص يفكر في الانقلاب هو اعمى البصر والبصيرة للرفض الذي سيجده من الاتحاد الافريقي الذي علق عضوية السودان رغم الانحياز الايجابي للقوات المسلحة للثورة وللتغيير, ولرفض العالم الخارجي للانقلابات مؤكدا ان المحاولة فيها من الغباء مايؤهلها لان تسجل في موسوعة غينيس للارقام القياسية مبينا ان خطوة الانقلاب اعطت الاخرين الفرصة لاعادة هيكلة القوات المسلحة من جديد لان القوات المسلحة اصبحت في نظر الكافة مكشوفة الظهر .

وابان ان ارتباط المحاولة الانقلابية بالاسلاميين مسالة خطيرة جدا تضعف من وضع الاسلاميين في المستقبل رغم ان الحركة الاسلامية اصدرت بيانا نفت فيه ضلوعها في المحاولة الا ان وجود رئيسها الزبير محمد الحسن ونائبه بكري حسن صالح من ضمن المعتقلين يشير الى ذلك مؤكدا ان التحقيقات ستكشف الخطير المثير ..

التطهير

وقال ان فكرة استدعاء النظام السابق مرة اخرى في هذه الفترة فكرة غير مستساغة للشعب السوداني وغير مهضومة لان النظام السابق يفترض ان يتطهر من اخطائه ..

واقر يونس محمود بانه جزء من النظام قائلا صحيح انا جزء من النظام السابق لكني لا انادي بعودته اعترافا بالاخطاء التي ارتكبها لان المسالة ليست مكابرة والسلام

المحور الافضل للسودان

وقال مقرر الهيئة القومية ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة المتقاعدين ان معظم الانقلابات التي كشف عنها المجلس العسكري هي انقلابات صحيحة ومن قام بها هم من الموالين للنظام السابق ..

وذكر ان المؤتمر الوطني منذ انقلابه في العام 1989 عمل على تسييس القوات المسلحة وكان يدقق في اختيار المنتسبين اليها بالتأكد من ولاءهم للمؤتمر الوطني وقال ان المؤتمر الوطني حرص على ان لا يوافق على اي طالب للقوات المسلحة الا اذا كان من الاسلاميين تحسبا لحدوث اختراقات في صفوف القوات المسلحة .

وقال واضح من تصريحات المجلس العسكري ان الانقلابات الخمسة يقف وراءها اعضاء من المؤتمر الوطني وبين ان الخطأ الكبير الذي وقع فيه المجلس العسكري انه تعامل مع المؤتمر الوطني ووكانه حزب صغير وتناسى فترة حكمه التي امتدت ثلاثين عاما وظن ان الانقلاب الذي قام به سيجد تاييد من عضوية المؤتمر الوطني واضاف بقوله ان اعضاء المؤتمر الوطني كتموا غيظهم في صدروهم لكنهم ظلوا يتحركون في الخفاء وساعدهم انهم ظلوا بمأمن من الاعتقال وهم تحركوا لايقاف اي تقارب مع محور السعودية والامارات لانه يعني الاقصاء لهم .

مشيرا الى ان محور الامارات والسعودية هو المحور الافضل للسودان بحكم تجارب النظام السابق مع كافة المحاور ..

وقال حسن : كنا قد ناشدنا قوى اعلان الحرية والتغيير للاسراع في التوقيع على الاعلان الدستوري خوفا من حدوث فراغ يؤدي الى مزيد من الانقلابات .

المقاومة

اما الخبير القانوني كمال محمد الامين فقد قال ان النظام القديم سيظل يقاوم وفي في محاولات مستميتة لاجهاض التوافق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير ونسف العملية السياسية التي يقوم بها المجلس العسكري مشيرا الى ان الاتفاق الجاري الان سيعمل على انهاء صورة التمكين للنظام السابق بقيام حكومة مدنية وقال في حديثه ل ( الصيحة ) ان التفاهم والتوافق بين مكونات الحرية والتغيير لن يعجب رموز النظام السابق وستكون هنالك محاولات اخرى للانقلاب على الحكم ..

وقال ان الخطأ منذ البداية كان خطأ المجلس العسكري الذي لم يتخذ اجراءات تحوطية فاعلة ضد رموز المؤتمر الوطني والاسلاميين الذي تحوم حولهم الشبهات خاصة وان الانقاذ حينما استولت على الحكم في 30 يونيو 1989 قامت باعتقال كل المشتبه فيهم ولم تستثني احدا مبينا ان ترك البلد في حالة سيولة سيشجع اخرين للشروع في محاولات انقلابية اخرى ..

وقال ان المجلس العسكري عليه ان يقوم بالفعل لا ان يتحرك بعد وقوع الفعل ..

وحول امكانية نجاح الانقلابات في الوقت الراهن قال كمال محمد الامين : ان اي انقلاب لن ينجح حتى اذا استلم السلطة لان الشعب كله يريد التغيير ولن يسمح له بالحكم رغم ارادتهم ..

.

مجرد معلومات

اما اللواء ( متقاعد ) سيف الدين فقال ل ( الصيحة ) : بشكل عام الانقلابات تحدث في دول العالم الثالث وتحصل من عسكريين لظروف متعددة وفي المثل يقولون انقلب على نفسه ..

مضيفا : بالنسبة للعسكريين فهم صبورين جدا ولكن هنالك مسائل تقودهم للقيام بانقلابات في الاوقات التي يعتقدوا فيها بوجود تعدي على حياتهم العسكرية وعلق قائلا

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

او قد ينكر الفم طعم الماء من سقم

وزاد بقوله : قد يكونوا مخطئين حتى ان ظنوا انهم على حق ..

وذكر : الانقلابات تحدث في حالات منها وجود ترهل امني ولغياب القبضة الامنية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى