(الصيحة) تكشف خبايا (أزمة) الهيئة القومية للأطرف الصناعية

 

 

– طبيب: البيئة غير مهيأة والمرتبات ضعيفة ونعاني من المواصلات

– مريض: نضطر إلى تبديل الطرف كل مرة بسبب عدم جودة الطرف

– رئيسة قسم الأطراف: هنالك حوالي (150) حالة في انتظار استلام الأطراف

الخرطوم :  اية صلاح

تعتبر شريحة ذوو الاحتياجات الخاصة هي  الأضعف في المجتمع، لأن الإعاقة تسبب ضرراً عضوياً ونفسياً، لذلك كان لابد من الدول والمجتمعات الوقوف معهم ومعاونتهم وتوفير المعينات التي قد تساعدهم في القيام بأعمالهم اليومية بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة الغير وكذلك لتقليل شعور المعاق بأنه عالة على غيرة أو على أسرته وليحس -أيضاً- بأن له دور في أُسرته ومجتمعة.

الهيئة القومية للأطراف الصناعية كانت أحد أهم الجهات التي تقدِّم العون للمعاقين حركياً  فهي تقدِّم لهم حياة جديدة بتقديم طرفاً صناعياً عوضاً عن الذى فقدوه وتخفيفاً من المعاناة النفسية والجسدية التي تعرضوا لها جراء هذا الفقد.

ولكن العاملين بالهيئة القومية للأطراف الصناعية أشاروا إلى أنهم -أيضاً- يعانون الأمر الذي جعلهم يدخلون في إضراب استمر لثلاثة أشهر كاملة.

(الصيحة) ولكشف المستور في هذه القضية اقتحمت الهيئة ووقفت على حجم المشكلة في سياق التقرير التالي:-

معاناة

تقول هالة عبد الغني – اختصاصي العلاج الطبيعي ومن أقدم العاملين بالمركز أن العاملين والموظفين يواجهون نفس المعاناة التي تواجه المريض من سواءً في بيئة العمل والمعاناة من هيكلية المؤسسة وشروط الخدمة وضعف المرتبات التي لا تكفي لمعيشة يومين، وأضافت أن كل الدرجات الوظيفية تعاني من ضعف المرتب وبالرغم من أنها في الدرجة السابعة إلا أنها تتقاضى فقط (30) ألف جنيه، وحافز لا يكفي لسد نفقة المواصلات وكل ذلك كان سبباً رئيساً في الإضراب، وواصلت حديثها أنهم قد أضربوا لفترة 3 أشهر، متتالية مع أمل التعديل في الأوضاع، وصادفت تلك الفترة تضخماً في الإدارات إضافة إلى مشاكل الدولة، وهنا ذكرت أن الإدارات العليا للمركز قد وعدتهم بحلول في السنة القادمة إن شاء الله ومع وجود الكثير من الطلبات الزائدة من قبل المرضى أحس الموظفين والعاملين أنه سيكون من المجحف في حق المريض أن يتواصل الإضراب على حساب علاجهم.

واصلت هالة حديثها مؤكدة أنهم قد قاموا بكسر الإضراب وعادوا إلى العمل مرة أخرى على أمل أن تتحقق الوعود في السنة القادمة واختتمت حديثها برسالة إلى مسؤولي الزكاة والتنمية الاجتماعية والمعاشات وأصحاب المراكز بالدولة أن يدعموا المواطن السوداني المعاق والعامل معا.

جهات عليا

سوسن جمال – مشرف إداري تقول إن الوضع في الأطراف يتطلب تدخلاً من الجهات العليا لأنها تخص شريحة ضعيفة من أبناء الوطن (المعاقين) حيث أنه لا توجد خدمات كافية لهم والأسعار عالية جداً عليهم وبعضهم يأتون من جهات بعيدة والمواصلات تكون صعبة جداً عليهم، وذكرت –أيضاً- أنهم قد قاموا بتقديم شكاوى إلى وزارة الرعاية الاجتماعية معلقة (مشينا وزارة الرعاية ولكن لا حياة لمن تنادي). أشادت سوسن بالموظفين والعاملين بالمركز وعملهم الدءوب في خدمة المواطن حتى في أيام إجازاتهم دون أى عوائد مجزية أو محفز .

(150) حالة

هويدا عبد الواحد – رئيسة قسم الأطراف ذكرت أن هنالك حوالي (150) حالة في انتظار تلقى الأطراف ومعظم الحالات التي تأتي لتلقي الأطراف هي حالات مرضى السكري ثم تأتي بعد ذلك حالات الأخرى مثل الإعاقات الطرفية والحوادث …الخ، وعدد الفنيين قليل جداً بالنسبة لهذا العدد من الإصابات.

ظاهرة التسوُّل

يتحدث متوكل أحمد – مساعد فني وأحد المعاقين عن أهمية المركز والطرف الصناعي بالنسبة للمعاق قائلاً: مركز الأطراف الصناعية هو المركز الوحيد في السودان الذى يعطى الأمل للمعاق والطرف الصناعي مهم جداً للمعاق فهو وسيلته الوحيدة للعودة للحياة الطبيعة وبعض الأشخاص قد عادوا لممارسة أعمالهم السابقة، وأضاف قائلاً: إن المركز يمكن أن يساهم إلى حد ما، في التقليل من ظاهرة التسوُّل ووقوف المعاقين على الإشارات. تحدث متوكل -أيضاً- عن المشاكل التي واجهته طوال فترة عمله في المركز، وقد تلخصت هذه المشاكل في البيئة غير الصحية وضعف المرتبات التي لا توفي حق مجهود العامل ومشكلة المواصلات، وقد علق قائلاً: (الناس بتترحل بطريقتا وبتفطر بطريقتا).

اختتم متوكل كلامه بمناشدة الجهات المختصة بالنظر في أمر المركز، مطالباً بتوفير على الأقل (3) سيارات (حافلات) للموظفين.

أما ندى كمال – موظفة بالمركز اختصرت كلامها قائلة: المركز ضيَّق المساحة وعدد الحالات كبير جداً وهنالك عدم استقرار في الكهرباء ومشكلة الترحيل عامة بالنسبة للمريض والموظف والبيئة غير الملائمة للعامل والمريض. كما تحدث أحد الفنيين عن مشكلة الصرف الصحي وسوء الحمامات والمراحيض معلقاً بأن أغلب المرضى هم مرضى السكري ويحتاجون إلى دخول المرحاض كثيراً والمراحيض في المركز (حدث ولا حرج).

استراحة

قسمة محمد – موظفة شؤون المرضى تحدثت عن المرضى الوافدين من الولايات ومعاناتهم في دفع مصاريف السفر والعلاج، وكذلك مكوثهم في الخرطوم ومصاريف الفنادق والأماكن التي يستأجرونها للبقاء فيها فترة العلاج. واختتمت كلامها مناشدة الإدارات والجهات المختصة ببناء استراحة أو عنابر للمرضى الوافدين إلى المشفى من الولايات حتى يمكثوا فيها فترة علاجهم، ولكي لا يضطروا إلى المكوث عند الأهل أو دفع نفقات كبيرة للفنادق.

من جانب آخر قالت سعدية آدم، من شرق الجزيرة أحد المريضات تتعالج في المركز بصورة منتظمة منذ 20 عاماً، تحدثت إلى (الصيحة) عن معاناتها في السفر الدائم لتبديل الطرف وهي في حالة إعاقة، وعن غلاء المواصلات وسعر الطرف. وتحدثت -أيضاً- عن أهمية الطرف بالنسبة لها ولكل معاق قائلة: (الطرف مهم جداً للمعاق، ويفيده في ممارسة حياته اليومية من غير ما يحتاج لأحد). وتحدث مريض آخر

– اليسع الطيب، مشيداً بالعاملين بالمركز وأنهم يؤدون عملهم على أكمل وجه، ولكنه أبدى استيائه من نوعية الأطراف، وذكر أن هنالك شكوى مستمرة من المرضى بسبب عدم جودة الأطراف لذلك يضطر المريض إلى التبديل في كل مرة . ورجح أن يكون ذلك لعدم جودة الخام الذي يصنع منه الطرف لذلك تحدث اليسع بلسان كل مريض، مطالباً بأن تقوم الجهات التي تزود وتدعم المركز بالخام بأن تدعمهم بأنواع خام جيدة حتى لا يضطر المريض لقطع المسافات من أجل تبديل الطرف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى