الزحف الرملي في الطرق القومية.. كابوس يهدِّد المواطنين

 

الخرطوم: رشا التوم

يتسبب تكدُّس الرمال في إغلاق الطرق والحوادث المرورية الخطرة التي تهدِّد حياة وسلامة مستخدمي الطريق ويمثل الزحف الرملي مارد ينازع الناس حياتهم وخطراً جسيماً ويجري البحث عن حلول جذرية واستخدام آليات مختلفة لفتح الطريق أمام المستخدمين.

ولأهمية المشكلة وتبعاتها نظمت الهيئة القومية للطرق والجسور بالتعاون مع المجلس الأعلى للسلامة المرورية ورشة مشروع حماية الطرق القومية من الزحف الرملي تحت شعار نحو طرق صديقة للبيئة.

وقال وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبد الله يحيى في فاتحة أعمال الورشة: إن الزحف الرملي يمثل هاجساً كبيراً ويتسبب في حوادث مرورية مميتة، ودعا إلى الحفاظ على أرواح مستخدمي الطرق، وأكد أن الهيئة القومية للطرق والجسور معنية بالحفاظ على الطرق وحمايتها وتحقيق السلامة المرورية حفاظاً على أرواح المواطنين وأقر بمعاناة الهيئة من مشكلة الزحف الرملي في شمال وشرق والشمال الغربي للبلاد وتمت إزالة الرمال بطرق تقليدية منبِّهاً إلى استخدام تقنيات كيميائية في تثبيت الرمال، ولكن ثبت تسببها في مشاكل بيئية، وطالب الوزير بعمل مصدات واستصحاب تجارب الدول في إيجاد المعالجات المطلوبة، مناشداً المنظمات ومؤسسات التمويل وممثلي الدول بتوفير الدعم من أجل تنفيذ المشروع وتعهد بتنفيذ توصيات الورشة والعمل من أجل أصحاب المصلحة للحفاظ على البُنى التحتية والطرق، وأشاد بجهود الشركاء من شرطة المرور وإدارة المرور السريع وجهودهم الكبيرة في تحقيق السلامة المرورية في الطرق القومية.

ومن ناحيته أقر والي الولاية الشمالية الباقر أحمد علي، بأن الزحف الرملي أحد مسببات الموت والدمار، ووصف الكثبان الرملية بالولاية بأنها السبب المباشر في العديد من الوفيات والتأخير في حركة مرور المواطنين، وتابع: نواجه مشاكل كثيرة في كيفية إزالتها بالطرق التقليدية منوِّهاً إلى وجود بعض المحاولات من الهلال الأحمر السوداني لإنشاء عدد من الأحزمة الواقية ولكنها غير كافية. وأضاف نعوِّل على الهيئة القومية للطرق والجسور لينعم إنسان الولاية بترحال وتجوال آمن، وأردف أن هناك قرى بالضفة الشرقية النيل غمرتها الكثبان الرملية، وتابع: أصبحنا مهمومين بالرمال، وأعرب عن استعداد حكومة ولايته للتعاون مع الجهات المانحة والمنظمات من أجل مكافحة الكثبان الرملية، وناشد بمد يد العون بإنشاء الأحزمة الواقية لحماية التغيِّرات المناخية في الولاية وتعهد بتقديم المساعدات اللازمة كافة، وتقدم بالشكر لوزارة التنمية العمرانية والبُنى التحتية والهيئة القومية للطرق والإدارة العامة للمرور والجسور وجهودهم في إطار مكافحة الزحف الرملي بالولاية الشمالية.

وقال المهندس الهادي حسين، من هيئة الطرق والجسور: إن الورشة تناقش قضية مهمة، ولفت إلى أن الزحف الرملي تسبب في حوادث مميتة وخسائر  لمستخدمي الطريق، داعياً للحفاظ على أرواح المواطنين والبحث عن حل جذري  واستصحاب تجارب الدول الشبيهة والعمل من أجل طرق سليمة.

ومن جانبه أكد المدير العام لمنظمة عزائم السودان مجدي بخيت، تقديم رؤية جديدة في مفاهيم التنمية المستدامة، مشيراً إلى مواجهة عدد من الولايات مشكلة الزحف الرملي على الطرق ما يدعو إلى معالجات ناجعة في المناطق المعنية وأوضح أهمية تنفيذ برامج المبادرة والدور الكبير الذي تلعبه الولاية الشمالية في دعم المشروع ليرى النور.

وقدَّم المهندس الشفيع سيد أيوب، ورقة تحدث فيها عن تبني بنك التنمية الأفريقي دراسات لمسببات الحوادث المرورية في الدول الأفريقية، وكشف أن الدراسات أكدت أن الحوادث المرورية الموت فيها للفئة العمرية المنتجة بنسبة (٧٥٪)  وتتراوح أعمارهم مابين ١٦ إلى ٦٥ سنة، وإهدار (١٪) من الناتج القومي الإجمالي بسبب الحوادث المرورية، فضلاً عن زيادة نسبة الفقر في إفريقيا، مشيراً إلى وضع استراتيجية للسلامة المرورية في السودان العام ٢٠٢١ _٢٠٢٥م، وشكا من التكلفة المالية العالية لإزالة الكثبان الرملية بجانب الخسائر في الأرواح والإصابات في الطرق، وأكد وجود دراسات لطريق الجيلي شندي عطبرة للأسف لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب عدم توفر التمويل ولفت إلى جهود الهيئة في عملية السلامة المرورية على الطرق القومية وإنشاء إدارة السلامة المرورية والموازين وإصدار قرارات لتحديد الحمولات وابعاد السير، وأقر بعقبة التمويل التي تتسبب في عدم تنفيذ البرامج والمشروعات كافة ، وقال: إن صندوق الطرق يعتبر أحد الحلول المهمة لتوفير التمويل لمشكلات الصيانة والتي تنعكس آثارها على السلامة المرورية، وكشف عن إزالة الزحف الرملي بطريقة تقليدية سنوياً بواقع (150) ألف متر مكعب، من الطرق سنوياً وفي طريق أم درمان دنقلا بواقع (50) ألف متر مكعب، وطريق كريمة السليم (25) ألف متر، وطريق سواكن طوكر (8) آلاف متر، وطريق عطبرة هيا (15.160) كيلو متر،  وطريق عطبرة مروي (13) ألف كيلو متر، وطريق عطبرة أبو حمد (16) ألف كيلو متر مكعب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى