Site icon صحيفة الصيحة

 الغالي شقيفات يكتب : القتال العبثي في غرب كردفان

الغالي شقيفات

13 ديسمبر 2022م

تشهد ولاية غرب كردفان من حين لآخر، قتالاً بين قبائلها لأسباب، المتسبب فيها طرف ثالث مجهول ويدفع ثمنها أبناء القبائل المتعايشة، ووردت أخبار مؤسفة عن تجدُّد القتال بين الحمر والمسيرية في ولاية غرب كردفان، راح ضحيته عددٌ من الأرواح والجرحى.

وعزا تجمُّع كردفان الذي يقوده الدكتور عبد الباقي علي شحتو، أسباب الصراع إلى غياب التنمية واستنزاف الموارد دون نتيجة لصالح المكونات الاجتماعية وافتعال صراع غير حقيقي بين الحمر والمسيرية.

وطالب بيان القيادة العليا لتجمُّع كردفان للتنمية، السلطات الولائية والمركزية بالتدخُّل السريع والعاجل لحقن الدماء وحماية الأرواح وجبر الضرر، كما ناشد أهل السودان وكردفان الكبرى بتحكيم صوت العقل، وهذا البيان لفتة مقدرة من تجمع كردفان للتنمية، والدكتور شحتو له من الخبرة والتجارب جعلته عابر المناطقية والجغرافيا.

وبدورنا، أيضاً نطالب السلطات للقيام بواجبها تجاه حفظ الأمن والأرواح وكشف مخططات مُثيري الفتنة وردع الحرامية، وعلى القبائل عدم مناصرة القَتَلَة والجُناة وحسم حدود المحليات وعدم منح صلاحيات للقبائل في أراضي الدولة، كما أن الشخصيات الخلافية يجب إبعادها عن الملفات وخاصّةً عندما يكون هنالك شخص متهم بالانحياز لطرف أو له أجندة سياسية يريد تمريرها عبر قتال القبائل، والشعب السوداني اليوم أصبح أكثر وعياً من بعض الذين يتصدّرون المشهد.

عليه، أن يعلم أبناء الحَمر والمسيرية أنّهم في مصير واحد، والمنتصر خسران، وما يجمع الحَمر والمسيرية أكثر مما يُفرِّقهما، فهما قبيلتان عربيتان تجمعهما أواصر اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا والتصاهر والجيرة والمصير الواحد، وغرب كردفان عماد اقتصاد السودان من المحاصيل والثروة الحيوانية والبترول، وفوق ذلك رافد الدولة بالرجال المُقاتلين، فلذلك عليكم الانتباه. استهداف استقرار غرب كردفان هو استهدافٌ للسودان في أمنه ووحدته واستقراره واقتصاده، فالمخطط أكبر من سرقة أو أخذ ثأر.

منذ سنوات لم نسمع بافتتاح أي مشروع كبير في ولاية غرب كردفان، وتحولت الصراعات إلى مشاريع وهمية لا تفيد مواطن الولاية في شيء من الذي يضيفه إنشاء ولاية جديدة للمواطن اين ذهبت عائدات البترول،؟ ولاية بترولية وليس بها طريق معبد بمواصفات يربط أياً من محلياتها، ومواطن يعاني العطش والفقر رغم كل الثروات، وكما ناشدتَ من قبل الأهل “المسيرية والحَمر” الانتباه للمخططات التي تعمل للفتنة بينكم واستخدام بعضكم في حين غفلة وغبن مصطنع، تفقدون فيه خِيرة الشباب ويهرب رأس المال من الاستثمار في الولاية وتُصنّف بأنّها ولاية غير آمنة ولكم في دارفور المجاورة عبرة.

قيادات الإدارة الأهلية بالسودان وجيران الحَمر والمسيرية من القبائل كالرزيقات والبرتي والمعاليا والنوبة والكبابيش والجوامعة والبديرية ودار حامد والمجانين والريادية وبني فضل والمسبعات والبرقو وغيرهم، عليهم التحرُّك لإيجاد حل جذري للقتال المُتكرِّر، والمؤسف بين أكبر المكونات الاجتماعية في ولاية غرب كردفان، لأنّ استقرارها من استقرار السودان.

Exit mobile version