بالصور لا تشبه أي جبال رآها من قبل..جبال “التاكا” السودانية في كسلا تثير فضول مصور أمريكي

بالصور لا تشبه أي جبال رآها من قبل..جبال “التاكا” السودانية في كسلا تثير فضول مصور أمريكي

مصدر الخبر / قناة سي ان ان CNN

(CNN) — بمجرد رؤية هذه السلسلة الجبلية الشاهقة، قد يتبادر إلى ذهن البعض أنها في مكة بالمملكة العربية السعودية، ولكنها جزء من مدينة سودانية بمناظر طبيعية خلابة.

وفي مشهد جوي مذهل، رصدته عدسة المصور ومدون الرحلات الأمريكي نيكولاس وارنر، تبدو سلسلة جبال التاكا وكأنها تحتضن البيوت والمباني في مدينة كسلا، ويبرز مسجد الختمية، الذي يُعد بمثابة معلم رئيسي في المدينة السودانية.

 

وتقع المدينة، التي شبهها بعض رواد موقع “انستغرام” بأنها تشبه بتضاريسها مدينة مكة، على مقربة من الحدود الدولية بين السودان وإريتريا، وتبعد مسافة 480 كيلومترًا من العاصمة الخرطوم.

وكانت جبال التاكا السبب الذي دفع وارنر إلى زيارة كسلا.

وأثناء قيامه بالبحث عن الوجهات السياحية في السودان والتخطيط لمسار رحلته، صادف وارنر صورة لهذه الجبال الساحرة، إذ يقول لموقع CNN بالعربية: “عرفت على الفور أنني يجب أن أراها بأم عيني”.

ويصف وارنر جبال التاكا بأنها لا تشبه أي جبال رآها من قبل، مشيرًا إلى أن قممها عبارة عن قباب مستديرة وليست حادة، تبدو وكأنها تحاكي مسجد الختمية الذي يقع في الأسفل تقريبًا.

لكن الجانب الأكثر غرابة في هذه الجبال، بالنسبة إلى ما أشار إليه وارنر، يتمثل في كيفية انبثاقها من المناظر الطبيعية المحيطة بها.

ويتذكر ورانر خلال رحلته إلى المدينة أن شعب البجا يشكلون أغلبية سكان المدينة. ويرتدي رجال البجا سترة مميزة فوق ثيابهم البيضاء، بينما تتزين النساء بحلقة أنف.

وتُعد كسلا بمثابة موطن لأكثر الأسواق حيوية في البلاد، والتي تتميز بوفرة الألوان وتنوع الطعام.

أما عن استقبال السكان المحليين له كسائح، فيقول ورانر: “عادة ما يتعين على السياح توخي الحذر من عمليات الاحتيال خلال السفر، لكن السودان كانت استثناءً. وقد تكون كسلا المدينة الوحيدة في العالم التي منحني فيها سائق سيارة أجرة رحلة مجانية. وبدا الأمر كما لو أن كل شخص آخر كان يشعر بالفضول فيما كنت أفعله هناك، ويريد التعرّف إلى قصتي، لذا كانوا يقدمون لي الشاي أو بعض التمر المجفف”.

ويؤكد وارنر أن مقدار المساعدة والاهتمام الذي تلقاه من السكان كان لا يُصدق.

وكان الذهاب إلى الأسواق مغامرة بحد ذاتها بالنسبة إلى وارنر، إذ بمجرد أن رأى السكان عدسة الكاميرا الخاصة به، أرادوا منه التقاط الصور لهم.

ويشرح قائلًا: “أتصور أن زيارتي كانت غير متوقعة بالنسبة لغالبية السكان، نظرًا لقلة السياح الأجانب الذي يزورون السودان، ناهيك عن ركوب حافلة لمدة عشر ساعات إلى مدينة كسلا”.

ورغم أن هدفه الأولي من زيارة كسلا تمثل في توثيق جبال التاكا، كمصور للمناظر الطبيعية، إلا أنه سرعان ما انخرط في تصوير سكان المدينة، وكل ما تقع عليه عينه في شوارعها.
ويقول وارنر: “أردت أن أعرض هذه الجبال الجميلة المتجانسة الموجودة في بلد غير معروف بمناظره الطبيعية، لكن بدلاً من ذلك، قضيت وقتاً أطول في توثيق المدينة”، مضيفًا: “صحيح أن المناظر الطبيعية هي التي أتت بي إلى المدينة، لكن شوارعها النابضة بالحياة وسكانها الودودين، سرعان ما أصبحوا محور تركيز رئيسي بالنسبة لي”.

ومن خلال هذه الصور، يرسل وارنر رسالة مفادها أن السودان تتضمن أكثر من مجرد صحراء وأهرامات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى