Site icon صحيفة الصيحة

الوصمة الاجتماعية.. أكبر تحديات متعايشي الايدز

الوصمة الاجتماعية.. أكبر تحديات متعايشي الايدز
عرض: أم بلة النور
يعتبر الايدز من الأمراض الفتاكة وعند اكتشاف حالة واحدة تكون هناك ما لا يقل عن عشر حالات لم يتم اكتشافها، وكانت ولا تزال وزارة الصحة تقوم بمجهودات كبيرة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عبر برنامج مكافحة الايدز للحد من انتشار المرض، والتخفيف من مضاعفاته وأعراضة الجانبية .
تعايش سلمي
وفي إطار اليوم العالمي لمكافحة الايدز الذي يصادف اليوم الأول من ديسمبر من كل عام، أقامت الإدارة العامة للطب الوقائي إدارة محافحة الايدز والأمراض المنقولة جنسياً دورة تدريبية للإعلاميين، وكشف منسق البرنامج محمد عوض يوسف، أن المرض لم يعد قاتلاً ويستطيع المصاب ممارسة حياته بصورة شبه طبيعية، وأضاف: إن العلاج الذي تم اكتشافه ليس شافياً، ولكنه يقتل الخلايا الناقلة له، فضلاً عن أن المصابين من الأزواج يمكنهم الإنجاب بصورة طبيعية دون أن يكون الطفل مصاب في حالة الاستمرار في العلاج، على أن تتم عملية الولادة قيصرياً للحفاظ على صحة الجنين واكتمال ولادته دون الإصابة بالمرض.
وصمة اجتماعية
وفي ذات السياق، قال محمد عوض، إن أكبر الإشكالات التي تواجه المتعايشين مع الايدز هي الوصمة الاجتماعية التي يتعرَّض لها المتعايش، واستشهد بعدد من الحالات التي أبعدت من منازلهم بعد انتشار خبر الإصابة، ومنهم من فصل من وظيفته، وآخرون تم فصل أبنائهم من المدارس، نتيجة لجهل المجتمع وعدم معرفتهم بالمرض وطرق انتقاله، وأضاف أن هناك جمعية للتعايشين تقوم بحمايتهم من المجتمع، كاشفاً عن وجود قانون خاصة بهم حفاظاً على حقوقهم في تلقي العلاج والعمل والتعليم وغيرها من الحقوق التي حرمها منهم المجتمع، وشدَّد على ضرورة الفحص الفحص الطوعي للجميع فضلاً عن الفحص قبل الزواج للوصول لمجتمع معافاة من مرض الايدز.
أرقام وإحصائيات
كشف مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم صلاح الدين حسن حاج موسى، عن خطة موضوعة للأعوام 2017 _2030 تم تحديثها لمواكبة الوعي المجتمعي لدى المواطنين بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن عن البدء لحملتي التطعيم ضد السعر والقضاء على الكلاب الضالة بالخرطوم بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية، وصنَّف مرض الايذر ضمن الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، في وقت كشفت فيه وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن عدد المتعايشين مع الايدز من البالغين والأطفال حوالي 49 ألف حالة، في السودان خلال عام 2022 فيما أعلنت أن نسبة معدل الانتشار لفيروس الايدز بولايةالخرطوم 0,14 % ويعتبر من الوباء المنخفض .
تكثيف التوعية
وكشفت مدير إدارة مكافحة الايدز والأمراض المنقولة جنسياً د.نهلة حسن حسين، عن تسجيل 823 حالة إصابة، بالايدز بالولاية خلال الثلاث أرباع العام الحالي 2022م، 80% منهم نساء و85% وسط الفئات العمرية الشبابية من 15- 45 عاماً .
وأكدت د.نهلة توفر العلاج بمراكز الفحص بالولايات،وشدَّدت خلال ورقة علمية بعنوان الوضع الراهن لمرض الايدز في إطار ورشة تدريب الإعلاميين حول مكافحة الايدز ضرورة تكثيف التوعية والإرشاد، وأكدت أن العوامل المؤثرة في الانتشار تتمثل في عدم القدرة على المعالجة أو التحدث في الجنس في مجتمعنا فضلاً عن الجنس غير القانوني ووصمة العار والتمييز.
استراتيجية خاصة
أعلنت أن الفئات الأكثر عرضة الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع أكثر من شريك ومدمني المخدرات والأجنة في أرحام الأمهات المصابات وأن المعرضين للإصابة هم أطفال الشوارع والكوادر الطبية واللاجئين والنازحين.
وقالت نهلة إن استراتيجيات المكافحة، أن العمل يبدأ بتكاتف جميع قطاعات الدولة ورفع مستوى الوعي بالثقافة الجنسية وإدخالها في المناهج، بجانب مكافحة الأمراض الجنسية الأخرى، وكشفت عن إدارج مكافحة الايدز كجزء أصيل من الطوارئ في العام المقبل في الخرطوم وأن ولايات كردفان والنيل الأزرق قد بدأتا بالفعل، كذلك فحص الحوامل، مشيرة إلى أن المرض لم يعد مرضاً قاتلاً، بل مزمن، منوِّهة إلى أن هناك إمكانية للوقاية من الفايروس في فترة أقصاها ثلاث أيام بعد التعرُّض لاعتداء جنسي أيِّ كان عمر المعتدى عليه بأخذ جرعات لمدة تربو إلى الشهر.
قرار صعب
وفي ذات السياق أكدت مسؤول الإرشاد النفسي والفحص الطوعي بالإدارة تماضر نور الدين، أن الفحص طوعي وهو قرار صعب بالنسبة للجميع، مبيِّنة أنهم يقدمون الخدمات في خمسة مراكز، بكل محلية في ولاية الخرطوم تقدم الإرشاد النفسي ودعم للمصابين، فضلاً عن توفير علاجات مضادات الفيروس مجاناً، إلى جانب التشخيص وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً، ومتابعة الحوامل المصابين لمنع انتقال المرض للجنين.

Exit mobile version