الجبهة الثورية والإعلان السياسي.. مواقف متباينة

الجبهة الثورية والإعلان السياسي.. مواقف متباينة

الخرطوم- الطيب محمد خير

برزت إلى السطح مجدَّداً الخلافات المتجذرة  داخل الجبهة الثورية بسبب الموقف المتأرحج بين قبول ورفض الإعلان السياسي الذي طرحته قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لقوى الثورة كأساس للعملية التفاوضية الجارية بين المكوِّن العسكري وقوى الحرية والتغيير لإنهاء الأزمة السياسية.

فيما أعلنت الجبهة الثورية برئاسة الهادي إدريس، في بيان لها عن أن اجتماعها الاستثنائي الذي استمر على مدى يومين أسفر عن اتفاق بين مكوناتها للتوقيع على الإعلان السياسي كمكمل للدستور الانتقالي المُعد بواسطة اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، وقال المتحدث باسم الجبهة أسامة سعيد: إن الجبهة تعتزم مناقشة ملاحظاتها على هياكل فترة الانتقال، واتفاق السلام الوارد في مسودة الدستور الانتقالي مع الأطراف الموقعة، في المقابل كانت الحركة الشعبية شمال مالك عقار، أول المهاجمين وتبرأت من علاقتها بقبول الجبهة الثورية مجموعة الهادي إدريس بالاتفاق الإطاري وقالت: لا يعنيها في شيء كونها ليست طرفاً فيه، مجدِّدة رفضها ومقاومتها لأي تسوية سياسية لا تأخذ في الاعتبار اتفاق سلام جوبا وتسهم في تحقيق أهداف الثورة السودانية، ومهام الانتقال الديموقراطي، وتنفيذ اتفاق السلام واستكماله.

وفي ذات السياق قطع القيادي بشرق السودان عبد الوهاب جميل، حسب “اليوم التالي” أن الجبهة الثورية بدون وجود العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار ليس لها وزن، ولا تمثل الثورية.

من جانبه قال سعد محمد عبدالله، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية شمال بقيادة عقار لـ(الصيحة): نحن في الحركة الشعبية لدينا ملاحظات وكذلك المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، لديه ملاحظات ولأجل ذلك عقدت قيادة الجبهة بقيادة د.الهادي إدريس، اجتماعاً وخرجت بموقف موحَّد متضمِّن ملاحظات على الإعلان السياسي ووثيقة المحامين، كل هذه الملاحظات ستضمَّن في ورقة واحدة تمثل رؤية الجبهة الثورية ككتلة وسنقدِّمها كموقف مشترك متضمِّنة كل ملاحظاتنا للجهات المعنية سواءً قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي أو اللجنة التيسييرية للمحامين.

وأشار سعد  لوجود خلط في حديث عبدالوهاب جميل، عن الجبهة الثورية، وقال: إن حركة العدل المساواة معلوم للجميع موجودة في كتلة أخرى  من جبهة ثورية موجود فيها جبريل ومني أركو مناوي والتوم هجو، لكن كجبهة ثورية بقيادة د.الهادي إدريس  موقفنا موحَّد وطرحنا ملاحظاتنا بشكل مشترك من خلال البيان الذي أعلنه أسامة سعيد، وعكس ما تم في اجتماع الجبهة الثورية بصورة مشتركة باعتباره الناطق باسم الجبهة الثورية.

وأبدى سعد، تحفظهم على المفردات التي تظهر في الإعلام خلال الحديث عن اتفاق السلام مثل فتح ومراجعة اتفاق السلام وتقويم الاتفاقية وغيرها من المفردات، وهذا الحديث غير محفز للحركات غير الموقعة أن تقدم على التوقيع، لذلك نحن حريصين على الحفاظ على الاتفاقية كأساس، وموقفنا كجبهة ثورية  موحَّد و رؤيتنا أن اتفاق السلام طالما تم التوقيع عليه ويمثل قضايا ونحن كجبهة ثورية ارتضينا التوقيع عليه ونرى الإشكالية في تنفيذ الاتفاقية وليس هناك إشكال في الاتفاق ومانص عليه من بنود، وبالتالي عندما نتحدث عن تقييم نتحدث عن تقييم تنفيذ الاتفاق.

وأضاف سعد: لدينا إشكال في الاتفاق السياسي وبالتالي ليس لدينا اعتراض أن تمت تسوية سياسية وكل القوى السياسية تكون لها وضعيتها في الفترة الانتقالية، فقط اعتراضنا على الحديث الدائر حول إلغاء اتفاق السلام الذي يعني العودة للحرب، وهذا ما لا نريده ليس لأننا لا نستطيع أن نخوض الحرب مجدِّداً، بل نرفض العودة إليها لأنها مضرة بالبلاد فلايمكن نظل في حرب وعلينا جميعاً  نحن في الحركة الشعبية وقوى الحرية والتغيير بشقيها  المجلس المركزي  والكتلة الديموقراطية وغيرها من المكوِّنات أن نعمل سوياً للحفاظ على ما تحقق من سلام ونطوِّره ونمضى به للأمام  وأن نحسم الإشكاليات التي بين الكتل في إطارها السياسي وليس بشيطنة اتفاق السلام.

وقال رئيس الجهبة الثورية محمد سيد أحمد الجكومي لـ(الصيحة): إن الجبهة الثورية الآن ليست على قلب رجل واحد وفيها تناقضات في الموقف فهي منقسمة بين المجلس المركزي والكتلة الديموقراطية د.جبريل رئيس حركة العدل والمساواة عضو في الكتلة الديموقراطية ولديه تنسيق معها والهادي إدريس عضو في المجلس المركزي، في نفس الوقت مالك عقار موقفه معارض لموقف الهادي الموجود معه في الجبهة الثورية  وفي نفس الوقت يعارض المجلس المركزي الذي يؤيده الهادي، وبالتالي يمكن القول الآن لاتوجد جبهة ثورية وهناك شخوص وهم غير منتمين إليها مثل: الطاهر حجر وأسامة سعيد وحتى الهادي إدريس.

وأكد الجكومي أن موقفهم في الجبهة الثورية إنهم جزء من الكتلة الديموقراطية وقدَّموا مسودة إعلان دستور تم التوصل إليها بعد سلسلة اجتماعات مع حلفائهم في الكتلة الديموقراطية الموجود فيها جبريل رئيس حركة العدل والمساواة ومبارك أردول والتوم هجو.

وأشار الجكومي إلى أن التباين في المواقف داخل الجبهة الثورية بدأ منذ عودتها من جوبا عقب توقيع اتفاق السلام حيث شهدت الجبهة انشقاقاً لكتلتين بسبب تباين المواقف واستمر الخروج من مجموعة الهادي إدريس وآخره خروج د.جبريل والموقف الضبابي لمالك عقار، لم يعد هناك أثر للجبهة الثورية التي يقودها د. الهادي.

وقال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة وعضو المجلس الرئاسي للجبهة الثورية الأمين داوود لـ(الصيحة): إن رؤيتهم أيِّ وثيقة تطرح لفض الصراع في المرحلة الانتقالية وإنهاء الأزمة نرى أنها ناقصة  أن تتضمَّن رؤية القوى السياسية كافة وبالتالي التمسُّك بدستور المحامين غير كافٍ، أضف لذلك قضية السلام بالضرورة تكون رؤية واضحة في هذا الدستور حول اتفاق السلام وهذا ماطالب به مناوي في تغريدته في حسابه على “فيس بوك” قبل أيام .

وأكد الأمين على ضرورة أن تكون هناك تفاهمات شاملة على مايتم الآن في الساحة السياسية من تفاهمات بين الكتلة الديموقراطية والمجلس المركزي،

وأضاف الأمين: المواقف المتأرجحة للقوى الموقعة على اتفاق السلام بين التأييد والرفض لوثيقة دستور المحامين يعني هناك تشظي وهذا بسبب غياب الرؤية الموحدة للحل بين أطراف السلام وهذا سبب الخلاف وكذلك لابد لأي رؤية للحل أن تكون واضحة المعالم في الموقف من اتفاق سلام جوبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى