قوى الحرية ضد قوى التغيير!!

* يجتهد ما تسميهم الفضائيات العربية بـ (قياديي الحرية والتغيير)، يجتهدون عند استضافتهم في تلك الشاشات في التقليل من شأن عمليات التصدع التي أصابت بنيان تكتل القوى، عندما يحصرون الأمر برمته في عملية (تباين الآراء) !!

* رغم أن أمر الخلاف بين قوى الإجماع الوطني وبقية قوى الحرية والتغيير، قد تجاوز أمر تباين الآراء إلى ما يشبه الخروج من دائرة المجموعة الموقّعة على الوثيقة السياسية، وإذا ما استمرت هذه الحالة ولم توقع قوى الإجماع على الإعلان الدستوري، فيومئذٍ يمكن أن نتحدث عن مفارقة حقيقية بين هذه المكونات…

* وإلا كيف نفهم ثورة الشارع تحت لافتة تجمع المهنيين/ الشيوعيون/ ضد اتفاقية تجمع قوى الحرية والتغيير، على أن الأمر في هذه الحالة يكون قد تجاوز عملية تباين الآراء، إلى عملية مفاصلة بعض المكونات واختيارها مبدأ تحشيد الشوارع، وسيكون هذا الوضع أكثر غرابة عندما تشكل الحرية والتغيير حكومتها، وتشكل قوى الإجماع الوطني الشارع، عندئذ سيُشكِل فهم الأمر على المراقبين…

* غير أن الذين لهم علم من كتاب الشيوعيين سيدركون لا محالة أبعاد تكتيكات الرفاق التاريخية، ما أشبه الليلة بالبارحة، التاريخ يعيد نفسه ويستدير الزمان كهيئة يوم حكومة الهيئات، فالشيوعيون في حقيقة الأمر يريدونها حكومة تجمعات ولجان الثورة.

* على أن ترشح كل لجنة وهيئة وتجمع وزيرًا، وفي نهاية المطاف تتجمع أشتات الرفاق في حكومة الفئات والكفاءات الجديدة القديمة، ويلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات، غير أن هذه المرة بدا أن الجميع قد استوعب الدرس، بما في ذلك مكونات الحرية والتغيير نفسها، بحيث يصر الجميع على مبدأ حكومة المستقلين حتى لا تختطف الحكومة الانتقالية من قبل مكون حزبي واحد ..

* وذلك ما يضر بمجمل العملية الانتقالية، والتي بدلًا من أن تذهب في عمليات متابعة الملفات الوطنية والقومية، ستبدد جهودها لا محالة في تراجيديا تصفية حسابات الشيوعيين الآنية والتاريخية، فللشيوعيون ثأرات مع الكثيرين، تبدأ بالعسكريين الذين يحملونهم وزر دماء عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ، مروراً بالإسلاميين بطبيعة الصراع، وصولاً للقوى الرجعية الطائفية، وربما لا تنجو حتى الأحزاب اليسارية الأخرى من كيد الشيوعيين، مثل قوى البعثيين والمؤتمر السوداني والناصريين، فالشيوعيون لا يرون في مرآة الأحداث إلا صوﻻتهم الزاهية و…و..

* على أن يكون السيناريو القادم هو معارضة مكونات الشيوعيين للاتفاق القادم، ولو أتى مبرّأ من كل عيب طالما كان العسكر طرفاً أصيلاً فيه، على أن تتشكل مكوناتهم، حركات عبد الواحد والشعبية والثورية، وتجمع المهنيين و… و… يتشكلون في صعيد واحد، ومن ثم تفتأ تلك المكونات تمارس ثقافة المواكب والحراك الثوري والاعتصامات والاضطرابات والإضرابات و…و… و… لا ينجزون شيئاً، ولا يتركون الآخرين لإنجاز شيء ذي بال، حتى يصل الحال إلى أن ذات الشعب الذي ثار ضد العسكر، يخرج ويستنجد بالعسكريين مرة أخرى لإنقاذ البلاد من أتون الفوضى والضياع….

وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى