عاطف محمد الحسن لـ(بعض الرحيق): قناة الشروق هي لسان حال المواطن السوداني

 

 

– سنطبِّق مشروع شبكة الشروق كاملاً رغم التعثر في التمويل

قناة الشروق الفضائية .. قناة لها وضعية خاصة عند الشعب السوداني وكان ينحازلها باعتبارها قناة تبحث عن الإنسان السوداني في كافة مواضعه وذلك من خلال شبكة مراسلين ضخمة استطاعت أن توصل المواطن .. وظلت الشروق على مدى الأزمان قناة متميزة ولكنها عانت من توقف طويل بسبب المتغيرات السياسية ولكنها عادت مرة أخرى للفضاء من خلال إدارة جديدة ورؤية برامجية ذات أحلام شاسعة في زمن غيرواضح المعالم.. (بعض الرحيق) جلست مع مديرها العام الجديد الأستاذ عاطف محمد الحسن لاستجلاء الكثير من الحقائق في هذا الجزء الأول من حوارنا معه.

حوار: سراج الدين مصطفى

هناك سؤال يتردد عن من هو المدير العام الجديد لقناة الشروق .. دعنا أولاً نقرأ في تفاصيل بطاقتك الشخصية والسيرة المهنية؟

بطاقتي الشخصية التي لا يعرف تفاصيلها البعض تقول بأنني (عاطف محمد الحسن الياس عثمان جبريل) من أبناء مدينة أم درمان وأسكن في حي ودنوباوي ..درست كل المراحل الدراسية فيها ودرست في الهند اقتصاد وعلوم سياسية ثم درست القانون الدولي وبعد ذلك عملت في تلفزيون السودان وبعد ذلك هاجرت لدولة الإمارات وعملت في القسم الاقتصادي في قناة الاقتصادية دبي وبعدها التحقت بمجموعة mbc group وعملت في قناة العربية لمدة عشر سنوات، وتجولت ما بين العربية والحدث وبعد ذلك هاجرت لبريطانيا والتحقت بقناة العربي وعدد من مراكز البحوث الاستراتيجية.. و بعد عودتي للسودان قمت بتقديمي أوراقي ضمن مجموعة أخرى وبحكم علاقتي القديمة والمتجذرة طلب مني بعض الأخوة التقديم لإدارة التلفزيون القومي ولكن تم إسناد أمره للأستاذ لقمان أحمد وبعدها تم تعييني في قناة الشروق والتي تتميز بالكثير من الأشياء عن بقية القنوات حيث إنها تتميز بالمراسلين ولأنني أصلاً أريد تطبيق (صحافة الموبايل) للتغطية الخبرية لكل المدن.

تجولك في بعض القنوات العالمية ماذا أضاف لك من حيث القدرات والخبرات؟

بالطبع هي تجربة ثرة وملهمة أضافت لي الكثير من حيث القدرة على التعامل مع التنوع وإدارة الأقسام المختلفة في القناة مع الوضع في الإعتبار أنني عملت في الأخبار ولكن -أيضاً- تجولت في العديد من الأقسام البرامجية المختلفة ولكن تبقي الإضافة الحقيقية في التعامل مع أنساق مهنية متباينة وجنسيات عديدة كان لها أثر واضح في إثراء تجربتي الذاتية وكم هائل من الخبرات التي أحاول إنزالها لأرض الواقع العملي من خلال إدراتي لقناة الشروق.

من خلال تجوالك في بعض القنوات العالمية كيف ترى القنوات السودانية مقارنة برصيفاتها خارجياً؟

دعني أقول لك وبكل وضوح أن أكبر مشكلة تواجه القنوات السودانية هي قضية (التمويل) واهتمام الدولة ذات نفسها بمن ينتج الإعلام أو الكادر الإعلامي الذي يعاني ويكابد الحياة من خلال مرتبات في غاية الضعف وهذا يؤكد بأن الدولة ليست لديها اهتمام بالإعلام والإعلامي وعلى الدولة أن تصرف على الإعلام بشكل واضح لأن هناك دول تصرف على الإعلام من خلال ميزانيات ضخمة وهناك دول عرفت بالقنوات .. ورسالتي للدولة أن تهتم أكثر بالإعلاميين وتهئ لهم أسباب حياة ولومريحة نسبياً حتى ننتظر منهم عطاء ثر وكبير يخدم مجمل القضايا.

قبل أن تأتي مديراً عاماً لقناة الشروق .. هل كنت تعرف تاريخ قناة الشروق ووضعيتها بين رصيفاتها من القنوات السودانية؟

كان لقناة الشروق مكتب في مدينة دبي وكنت أزورها باستمرار وأعرف عنها الكثير من حيث قدراتها المادية وقدراتها البشرية ..وبالطبع الوضع الأن يختلف جداً ولا سبيل للمقارنة ما بين وجود مكتبها في دبي ثم انتقاله لاحقاً للسودان والاختلاف الكبير في الرواتب والأجهزة التقنية والشروق كما معروف انطلقت في الفضاء برأس مال كبير جداً وتوافرت لها كل عوامل النجاح في زمن ما.

وأنت كخبير إعلامي أو حتى مشاهد عادي متابع لها، برأيك بماذا كانت تتميَّز قناة الشروق؟

ما يميِّز الشروق عبر تاريخها أنها قناة لا يعمل بها إلا أصحاب الكفاءة ..وهي استقدمت العديد من الكفاءات الإعلامية الكبيرة وقامت بالصرف عليهم لتكوين رؤية بصرية عالية الجودة من حيث كل مكوناتها لذلك كانت أنموذجاً جيداً للقناة ذات الاحترافية والمهنية العالية.. ولكن أعود وأكرر أن قضية التمويل المالي ورواتب الموظفين هي التي تساهم في تعقيد المشهد فبدون صرف واضح لن يكون هناك إعلام حقيقي يؤدي دوره المطلوب.

هل يمكن أن نضع لها ترتيباً أو وضعية ما بين القنوات السودانية؟

قناة الشروق في الفترة السابقة توفر لها تمويل كبير جداً ساهم في أن يضعها في مقدمة القنوات السودانية وأنا بتقديري هي القناة الأولى بلا منازع لأنها تميزت بخدمة برامجية متقدمة من حيث الأفكار البرامجية والتغطية الإخبارية الكبيرة وشبكة المراسلين وإنتاج البرامج الخاصة بالمنوعات وبالثقافة والفنون ..وفي ظل تشابه القنوات السودانية من حيث الطرح والمحتوى أعتقد بأن قناة الشروق تتقدم عليهم جميعاً لأن تصميمها البرامجي مختلف جداً وذلك ما جعلها في موقف وموقع الريادة.

كيف يمكن إدارة قناة في ظل هذه المتغيِّرات؟

من المؤكد بأن هناك تغييرات كبيرة في المشهد السوداني وحتى على مستوى الشخصية السودانية ..وقناة الشروق ليس بمعزل عن تلك المتغيِّرات ومن البديهي جداً أن يحدث تغييراً كبيراً في كل التفاصيل .. ولكن رغم هذه المتغيِّرات أعتقد بأننا نمضي في الاتجاه الصحيح والسليم لتأسيس تاريخ جديد للشروق لا ينفصل عن تاريخها القديم الناصع ..وذلك من خلال الاستعانة بالعديد من الكفاءات الإعلامية التي تخطط الأن وتؤسس لتكوين برامجي جاذب.

حينما تم تعيينك مديراً عاماً لقناة الشروق طرحت مشروع لشبكة إخبارية ..حدَّثنا عن هذا المشروع الذي تود تطبيقه؟

هو مشروع كبير نحلم بتطبيقه واقعياً وذلك من خلال شبكة إعلامية أشاد برؤيتها التخطيطية البروفيسور علي شمو والذي أثنى على المشروع .. وفي هذا المشروع الجديد سوف نتوقف في مكتبة الشروق القديمة وتوظيفها جيداً، لأن بها إرث كبير لا يمكن التعامل معه كبرامج موجودة في المكتبة فقط ولكن نريد توظيفها بشكل جديد والشبكة -أيضاً- تحتوي على قنوات (الشروق ون) و(الشروق تو بلص) وهناك مشروع قناة -أيضاً- ناطقة باللغة الإنجليزية من خلالها نريد أن نخاطب الآخر لأننا القنوات الأخرى تخاطب الداخل و-أيضاً- مشروع الإذاعة الخاصة بالشروق ولديَّ رؤية خاصة حولها سوف يتم تطبيقها وهناك -أيضاً- مركز للبحوث الاستراتيجية يضم عدد من الخبراء في المجالات المختلفة وهناك مشروع المجلة والذي هو -أيضاً- سيكون ضمن المخطط الكلي لمشروع شبكة الشروق.

هل هذا المشروع بدأ في النزول لأرض الواقع أم هناك مخططات زمنية وجداول؟

هذا المشروع الضخم والكبير سوف يتنزل تدريجياً لأرض الواقع وسيكون وفق خطوات محسوبة بدقة لا مكان للاستعجال فيها .. وأتوقع خلال فترة وجيزة أن يتم تطبيقه كلياً لأن الجميع في قناة الشروق متفقون تماماً في ضرورة أن يكون واقعاً معاشاً والجميع يعمل بدأب من الناحية البدنية والعصف الذهني ورغم التعثر في التمويل ولكن التحدي يجعلنا متحدين في تطبيق مشروع الشبكة كاملاً بكل رؤيته التي خططنا لها.

هناك سؤال كبير لدى الناس حول مشروع الشروق واتجاهاتها الفكرية ولمن تتبع؟

كما تعلم أخي سراج أن قناة الشروق هي من الأموال المستردة وأنا حينما أستلمت قناة الشروق كانت تتبع لوزارة المالية مما يعني تبعيتها للدولة من حيث لامتلاك المشروعي والقانوني رغم مطالبة المالكين القدامى بها وهناك صراع كبير حولها دائر حتى الأن .. وقناة الشروق هي قناة المواطن السوداني الذي يدفع مرتبات موظفيها من دافع الضرائب وهذا يحتم علينا أخلاقياً أن ننحاز للمواطن في كل قضاياه وهي لسانه في البادية والحضر وهي لسان إنسان الريف بشكل أوضح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى