تطورات مثيرة في قضية “فتوى قتل المتظاهرين”

 

– والد الشهيد: أطالب بالقصاص من قتلة ابني ولن أقبل بقروش ولا دية
– الشاكي: الشهيد كان ساعدي الأيمن وقتل بالرصاص أمام القيادة العامة
الخرطوم- محمد موسى 17  نوفمبر 2022م
أمرت المحكمة أمس، بإعلان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) للمثول أمامها والإدلاء بشهادته في قضية فتوى قتل المتظاهرين في العام 2019م.
ويواجه الاتهام على ذمة القضية الرئيس المعزول عمر البشير ونائبه الأسبق على عثمان محمد طه، ورئيس حزب المؤتمر الوطنى المكلف أحمد هارون، ورئيس البرلمان الاسبق فى العهد المباد الفاتح عزالدين.
إعلان حميدتي
وقررت المحكمة الخاصة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت إعلان (حميدتي) للمثول أمامها في الجلسة التي حددتها الأربعاء المقبل، ونبهت المحكمة طرفي القضية بأنها سبق وأن أمرت بإعلان (حميدتي) للمثول أمامها والإدلاء بأقواله – إلا أن ذلك الإعلان لم يتم بسبب سحب أوراق ملف القضية بواسطة المحكمة العليا للنظر في الطعن الذي تقدمت به هيئة الاتهام.
فى ذات السياق أمرت المحكمة بإعلان شاهد الاتهام الثاني فى الدعوى يدعى محمد المكي للمثول أمامها والإدلاء بأقواله على ذمة القضية، وذلك في الجلسة التى حددتها (الأربعاء) المقبل .
إرجاء إعلان عبدالرحيم
في سياق متصل قررت المحكمة إرجاء الفصل في طلب هيئة الاتهام عن الحق العام والمتعلق بإعلان ثلاثة شهود اتهام للمثول أمام المحكمة والإدلاء بأقوالهم على ذمة الدعوى الجنائية وهم (قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو، والنقيب حامد عثمان حامد، والملازم أول محمد صديق) ، وذلك لحين سماع رد الاتهام على اعتراض رئيس هيئة الدفاع عن المتهم الثالث المحامي أحمد أبوزيد، على إعلان الشهود ذلك لعدم استجوابهم أو ورود أسمائهم بيومية التحري.
غياب البشير لراحة
من جهتها كشفت المحكمة عن تلقيها إفادة من الوحدة الطبية بالسجن القومي كوبر، تفيد بمنح المتهم الأول الرئيس المعزول عمر البشير، راحة طبية لمدة (3) أيام لظروف مرضه مما حال دون إحضاره امام المحكمة في جلسة الأمس، ونبهت المحكمة إلى أن البشير معلن تلقائياً بالجلسة المقبلة التي حدد لها الأربعاء المقبل وسيتم إحضاره أمام المحكمة لانتهاء الراحة الطبية الممنوحة له –فيما مثل أمام المحكمة بقفص الاتهام في جلسة الأمس، كل من المتهم الثاني النائب الأسبق للرئيس المعزول علي عثمان محمد طه، والمتهم الثالث رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد محمد هارون، والمتهم الرابع رئيس البرلمان الأسبق الفاتح عز الدين.
مكالمة هاتفية واستشهاد
من جانبه مثل الشاكي عبدالباقي أحمد محمد الأمين، أمام المحكمة أمس، وأفاد بأنه والد الشهيد موضوع الدعوى الجنائية (النذير عبدالباقي)، منبهاً إلى أن ابنه استشهد في فجر يوم التاسع من أبريل للعام 2019م إثر إصابته بطلق ناري أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة إبان اعتصام السادس من أبريل، من ذات العام، وأوضح الشاكي للمحكمة بأنه تلقى مكالمة هاتفية في يوم الحادثة من سيدة أخطرته خلالها بأنها اختصاصية طب شرعي ونقلت له نبأ إصابة ابنه بطلق ناري وإحضاره لمشرحة أم درمان، لافتاً إلى أنه وفور ذلك تحرك صوب المشرحة وفور وصوله وجد ابنه ممدداً على (نقاله) وقد فاضت روحه إلى بارئها، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس والنزيف الدموي، وقدم الشاكي شهادة وفاة ابنه الشهيد النذير، للمحكمة كمستند إتهام قبلتها المحكمة وأشرت عليها بمحضرها كمستند اتهام (8) عقب عرضها على هيئات الدفاع عن المتهمين ولم تبدئ عليها أي اعتراض.
وقال الشاكي للمحكمة بأنه لا يستطيع وصف الحالة التي وجد عليها ابنه الشهيد وذلك للحالة الهيستيرية التي كان فيها لحظة مشاهدته لابنه المتوفي، مشدِّداً على أن ابنه كان من ضمن الشباب المتظاهرين السلميين الذين تجمهروا أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في يوم السادس من أبريل من أجل إسقاط نظام حكم المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن ابنه حاصل على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في الهندسة الكميائية من جامعة البحر الأحمر وكان الأول على دفعته ويبلغ من العمر وقت استشهاده (28) عاماً، وعمل مساعد تدريس بجامعة البحر الأحمر قبل أن يتم تعينه موظفاً بإحدى شركات المنظفات والأدوية بالخرطوم.
كتائب طه وبصات هارون
وقال الشاكي بأن المتهم الأول الرئيس المعزول عمر البشير، وقت استشهاد ابنه كان رئيساً للجمهورية وهو المشرع والسبب الرئيس والأساسي في وفاة ابنه النذير، فيما اوضح بأن المتهم الثاني علي عثمان محمد طه، كان نائباً للرئيس المعزول ويجمعهم حزب واحد وهو المؤتمر الوطني وكلامهم واحد بجانب أن (طه) سبق وأن صرح بأن لديهم كتائب ظل تحمي نظامهم وتدافع عن حزبهم وتلك اشارة واضحة انهم قاموا بضرب ابنه، وذكر أن المتهم الثالث أحمد هارون، قام بإحضار بصات من الأبيض محملة بالعساكر والأسلحة وذلك لدحض المتظاهرين الموجودين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالرغم من أن المتظاهرين عزل وسلميين، وأضاف الشاكي للمحكمة بأن المتهم الرابع الفاتح عزالدين عضواً مؤثراً بحزب المؤتمر الوطني افاد في لقاء قائلاً :(نحن بندافع عن حزبنا والبطلع بنقطع راسو).
عبرة ومطالبة بالقصاص
وقال الشاكي في إفاداته للمحكمة وتخنقه العبرة، بأن الشهيد النذير عبدالباقي، كان ساعده الأيمن وليس لديه سواه بعد الله سبحانه وتعالى، وطالب من المحكمة بالقصاص له من قتلة ابنه، واضاف بقوله : (لن أقبل بغير القصاص وقروش ودية ما بتنفع والله يبرد حشا أي أم شهيد) بحسب قوله.
وأكد الشاكي بأنه لا يعلم إذا حضرت كتائب ظل وهاجمت مقر المعتصمين أمام القيادة أو لا، منوهاً إلى أنه لم يشاهد البصات التي أحضرها المتهم الثالث لمقر الاعتصام ولا يعرف عددها ولا تسليحها ولا زمان تحركها ووصولها.
إصابات ونزيف الشهيد
في ذات السياق مثل أمام المحكمة شاهد الاتهام الأول أشرف عوض الكريم أحمد، وافاد بأنه يعمل موظف، كاشفاً للمحكمة عن مشاركته في اعتصام السادس من أبريل للعام 2019م، المطالب بإسقاط حكومة المؤتمر الوطني، موضحاً للمحكمة بأنهم وأثناء تجمهرهم أمام مقر القيادة العامة تعرضوا لثلاثة هجمات من قبل قوات ترتدي الزي العسكري باللون الترابي قادمة من شارع المطار، منبهاً إلى أنه تعرضوا لثلاثة هجمات متتالية فجر أيام (7/8/9) أبريل 2019م، كاشفاً للمحكمة عن احتمائهم بمقر قيادة القوات البحرية عند كل هجوم، موضحاً بأنه وفي إحدى تلك الهجمات شاهد الشهيد النذير عبدالباقي وبرفقته الشهيدين (مآب، وتبيدي) وهم ينزفون دماً إثر اصابتهم بالرصاص جراء هجوم قوات الأمن على مقر الاعتصام، لافتاً إلى أنه ووقتها شاهد عدد من الأطباء يلتفون حول الشهيد بغرض إيقاف النزيف جراء الإصابة بالرصاص التي تعرض لها، مؤكداً للمحكمة بأن الهجمات التي شنتها قوات الأمن على مقر الاعتصام كانت تتم فجراً وكانت المنطقة مظلمة حيث يتم ضربهم بالقنابل الصوتية وأسلحة الكلاشنكوف والدوشكات مما يتسبب في إحداث إصابات تتراوح ما بين (100 إلى 150) حالة في اليوم الواحد.
من جهتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى