Site icon صحيفة الصيحة

ياسر زين العابدين المحامي يكتب :   عار عليك إذا فعلت عظيم

ياسر زين العابدين المحامي

ياسر زين العابدين المحامي

16 نوفمبر 2022م

ضحى الشباب، رسخوا دروساً، وعبراً…

دفعوا بالشهداء قدّموا، ما استبقوا شيئاً

بعدها المُؤامرات صارت واقعاً بائساً…

بمحركات النكسة دارت رحى حرب

الردة…

تحوّل العرس لمأتمٍ عندما وقعوا…

الدماء اهرقت في فضّ الاعتصام

والشباب انتظاراتهم غير مُمكنة…

وأحلامهم وتطلُّعاتهم باتت مُؤجّلة…

شتّان بين ماضٍ وحاضرٍ مُوجعٍ…

ضرباته قاتلة، فعجزوا عن التقاط أنفاسهم…

لكأنهم بسباق متواصل لا نهاية له…

غرقوا بالخيبة، أيامهم سنين ضائعة…

انهارت أحلامهم بمرأى، بمسمع من

الملأ…

وهم بين التصنيفات أدناه…

من وَقَفَ مُندهشاً، مصدوماً، محتاراً..

ومن ندم ندامة الكسعى…

ومن بات لا يحفل بما يدور…

ومن عرف أنّ الساسة همّهم ذاتهم…

ومن بكى على الوعود الزيف…

ومن أعتقد أن الدماء راحت هدرا…

دفعوا الثمن، وعدوهم بالجنة حال الإنجاز…

بتغيير الواقع السيئ لأفضل لكن…

التف أصحاب المَصَالِح فوأدوا الحلم..

والصّمت أغرى الكثيرين بالردة…

قدر الثورة، ولدت بأحلام شاهقة…

بمراهقة، فحلم الثوار بزمن مثالي…

حدّثوهم، إذا أنجزتم الثورة تتفتّح أبواب السماء…

والحياة مُزرية ملؤها الخيبات…

يلزم الآن إعادة ضبط المصنع…

الثورة لا تموت، تمرض، فاستلهام شعاراتها واجب…

لمواجهة مَن خدعونا بوضح النهار…

يلزمنا أن نعي، هُناك مَن يقودنا للمجهول

ويتآمر علينا، فيُوهمنا بالعجز…

الشعب قادرٌ على العبور، وعلى…

صناعة موجة ثورية لا ترحم مَن باع…

التغيير قادمٌ، وخيارات الثورة وقتها…

إما قاسية تقطع شأفة الخَوَنَة…

أو ساذجة تمنح الفُرصة من جديد…

أو غبية يتسلّق معها المنافقون…

ويتكرّر ذات حال ما بعد الثورة…

أو هينة فيأكلها الذئب ضحىً…

هل وعينا الدرس، خيارنا واضحٌ…

الزمن لا يعني شيئاً لذوي الشهداء…

العودة للوراء تفقد الثورة قُدرتها

على الصُّمود…

فتنفض، ويطل أبطال النهاية بقناع

آخر…

وتتكرّر ذات فصول الرواية السمجة…

وذات الوجوه القترة تبدو بالمشهد…

تَعُود لتتحدّث عن كرامة وطن وهم

قد صلبوه…

باعَهُ بغاث الطير، للمُتردية، قدّموهم

على الكل…

الكرامة أن لا تمتهن كرامة الوطن وقد

فعلوا ضحىً…

لا تهين، لا تسحل المواطن، وقد قتلوه

بمسمار في دبره…

لا تفرض عليه رقابة في حريته، وقد

فعلوها بكل خِسّةٍ…

لا تخرسه، تقتله خوفاً، فلا يرى الحق

وقد ضاع الحق وقتذاك…

بَاتَ الباطل حقاً والعكس صحيحٌ…

الكرامة يا سادتي لا تتجزّأ…

مَن تَصَوّر مع السفير الروسي، لا كرامة له إطلاقاً…

لأنّه تحدّث بلسانين وميزانه مُختلٌ..

عليه أن لا ينهي عن خُلُق، ويأتي مثله

عار عليه إذا فعل عظيم…

(أعوذ بالله)

Exit mobile version