Site icon صحيفة الصيحة

(البرهان والإسلاميون).. هل انقطعت شعرة معاوية؟

البرهان

(البرهان والإسلاميون).. هل انقطعت شعرة معاوية؟

الخرطوم- صبري جبور

الأسبوع الماضي ولأول مرة، أرسل رئيس مجلس السيادة  الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تحذيرات شديدة اللهجة  لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من التواري خلف القوات المسلحة وطالبهم بالابتعاد عن الجيش وعدم اتخاذه مطية للعودة إلى السلطة.  في وقت يتهم فيه  قادة الجيش بتوفير الحماية لقادة النظام السابق، لاسيما بعد قرارات (25) أكتوبر من العام الماضي.  في المقابل نشطت قيادات وواجهات المؤتمر الوطني (المحلول)، خلال الفترة الأخيرة عقب قرارات من قبل المحكمة بإعادة  بعض  منسوبي وقيادات بالنظام السابق إلى مواقعهم، بجانب نقابات مهنية كانت قد حلت بواسطة لجنة إزالة التمكين (المجمدة)، تلك التحركات أثارث ردود فعل واسعة لاسيما من قبل قوى الثورة والشارع، باعتبار أن هؤلاء لا مكان لهم في الفترة الانتقالية، بالرغم من تأكيد الوطني بأنه لا يرغب في المشاركة خلال الانتقالية.  (الأربعاء) أعادت السلطات الرئيس المعزول عمر البشير وعدد من معاونيه بجانب قادة المؤتمر الشعبي إلى السجن بعد أشهر طويلة قضوها في مستشفيات خاصة، جاءت تلك الخطوة بعد أيام معدودة من تصريحات البرهان أمام جنود بمعسكر حطاب هاجم هاجم فيها المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية .

نقل إلى كوبر

أعادت السلطات البشير وعدد من معاونيه بجانب قادة المؤتمر الشعبي إلى السجن بعد أشهر طويلة قضوها في مستشفيات خاصة.

ويحاكم البشير مع نحو (33)  آخرين من قيادات الحركة الإسلامية بتدبير ما عرف بانقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989م، لكنه مع  متهمين آخرين يغيبون عن جلسات المحاكمة منذ نحو عشرة أشهر، بعد نقلهم من السجن لمستشفى (علياء) بغرض العلاج، حيث يقدم محامو الدفاع تقارير طبية عن حاجتهم للبقاء تحت الإشراف الطبي.وقال هاشم الجعلي عضو هيئة الدفاع عن البشير لـ(سودان تربيون): إن  أسرة أحد المتهمين أبلغتنا بأن إدارة سجن كوبر طلبت منهم توفير بعض الاحتياجات الشخصية بغرض نقلهم من المستشفى إلى السجن.

وأوضح أن قرار الإعادة للسجن شمل كل من البشير وبكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين والأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج ورئيس هيئة الشورى في الحزب إبراهيم السنوسي.وأشار الجعلي إلى أن البشير يعاني من اضطراب في ضغط الدم الأمر الذي يتطلب وجوده في المستشفى لمعاينته كل ساعتين، بينما يعاني بكري من مضاعفات إصابته بـ(الكورونا) ويحتاج لاستمراره تحت الرعاية الطبية، فيما يواجه عبد الرحيم محمد حسين  مضاعفات مرض السكر.

قرار صائب

في السياق أكد عضو هيئة الدفاع عن معتقلي المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق، نقل علي الحاج والسنوسي من المستشفى إلى السجن .وقال جاءت قوة أمنية حوالي الساعة التاسعة مساءً إلى المستشفى لإكمال عملية الترحيل ولا ندري حتى اللحظة الجهة التي تقف وراء القرار.

وكان الحاج والسنوسي نقلا قبل نحو عامين إلى مستشفى “يستبشرون” بعد تأكيدات طبية بحاجتهما لرعاية طبية مستمرة.

بدوره وصف المتحدث باسم هيئة الاتهام  في قضية الانقلاب مُعز حضرة نقل المتهمين إلى السجن بالقرار الصائب وأضاف السجن مكانهم الطبيعي أسوة ببقية المتهمين.

تحذيرات البرهان

(الأحد) الماضي، وجه رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تحذيراً إلى المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من المساس بالجيش.

وقال البرهان خلال لقاء مع ضباط من الجيش في قاعدة بشمال الخرطوم: (نحذِّر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من المساس بالجيش وعليهم أن يرفعوا يدهم عن الجيش من دون أن يقدِّم أي تفاصيل) .وأضاف: (الجيش لا ينتمي إلى أي حزب ولن نسمح بتفكيك الجيش أو السودان إلا على أجسادنا. ونقول للقوة التي تستهدف الجيش سنحميه بأرواحنا).

وقتها سارع الوطني  بالرد على خطاب رئيس مجلس السيادة موجهاً الحديث إلى  البرهان (إنك تعلم يقينا حقيقة ولاء القوات المسلحة للتنظيم) الذي ينضوي تحته الإسلاميين. وهاجم الوطني في بيانه البرهان وقال: (لن نسمح لك بالمضي قدماً في تسليم البلاد لمرتزقة وعملاء السفارات).

شأن لا يعنينا

جزم القيادي بالحرية والتغيير, عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين، إن مايدور بين البرهان والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية  أمر لا يعنيهم في شيء،  منوِّهاً إلى أن إعادة البشير وعدد من معاونيه إلى سجن كوبر أصبحت مسار حديث في الشارع، باعتبار أن هذه الخطوة سبقتها في الأيام الماضية رسائل متشابهة ألقاها البرهان في حطاب، في بريد الشارع والقوى السياسية المدنية والمجتمع الدولي والإقليمي.

وأشار، نور الدين في تصريح لـ(الصيحة)، إلى تدني مستوى الشقة بين الشارع  والسلطة الحاكمة الآن، التي وصلت فيها  درجة الانهيار، لافتاً إلى أن الأمر لا يعدو جزء من المناورات، منوِّهاً إلى أن ماقامت به السلطة في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، ننظر إليه باعتبارها جرائم قائمة بذاتها، وأيضاً نتعامل مع جرائم المؤتمر الوطني في سياق آخر خاص.

وقطع  نور الدين أن الشارع ماضٍ في مطلوبات إسقاط الانقلاب واستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي من خلال الضغط الجماهيري على السلطة الحاكمة .

أسطوانة مشروخة

في السياق قال المحلِّل السياسي أحمد عابدين، إن مارشح من إعادة البشير لسجن كوبر طبيعي، فالرجل كان مريض وربما شفي فعاد لمحبسه، وأضاف: ” لكن قصد بهذا تشغيل الأسطوانة المشروخة ليرقص الناس لأيام ثم نتهيأ لفيلم جديد، وكذلك يستغل العسكر شغف السياسيين السودانيين بالمماحكة بينهم في تمرير مايريدون، وقد نجحوا ببراعة في ذلك وأفقدوا عنفوان الشارع بريقه وباعدوا بين الأجيال صاحبة المصلحة في التغيير والأحزاب.

وأكد عابدين في تصريح لـ(الصيحة) أمس، أن العقل والمنطق يقول يجب أن نتجاوز هذه البروباغندا لما هو أفيد للوطن فعودة البشير لكوبر لن تحل الأزمة السياسية السودانية.

تفكير عقيم

وأشار عابدين إلى أن التفكير في أن إبعاد الإسلاميين أو المؤتمر الوطني من الفعل السياسي هو الحل لهو فعل عقيم ولن يقدم ولن يستطيع أحد أن يلغي وجودهم، بل العكس لقد نجحت هذه المسرحيات في منحهم فرصة للتنفس تحت الماء ثم الخروج الآن للسطح وسرقة الأضواء والتحكر في كرسي المعارضة.

ولفت إلى أن  مايدور الآن في الميديا هراء وبلع حبوب تخدير ليتواصل تسويق القوى المدنية للشعب أنها قوة فاشلة قاصرة لا تؤتمن على الوطن.

وقطع  عابدين أن البرهان ليس لديه الاستعداد لخسارة الإسلاميين بقدر استعداده لاستعادة الزخم وتطمين القوى الخارجية واستعادة أوراق فلتت منه يريد تجميعها ليضرب ضربته القادمة وهكذا حتى يغيِّض الله مخرجاً لهذا الشعب المسكين حسب تعبيره.

تحالفات جديدة

ويقول المحلِّل السياسي الفاتح محجوب،  إن خطاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان في معسكر حطاب، تسبب في جدل كبير وصاحبته إشاعات كثيفة بعضها اعتمد على حدث حقيقي هو نقل الرئيس المخلوع عمر البشير، من مستشفى علياء إلى سجن كوبر ومعه بعض قادة انقلاب الإنقاذ.

وقال محجوب في تصريح لـ(الصيحة) أمس: “من المعلوم أن نقل هؤلاء تم بأمر من قاضي محكمة مدبري انقلاب الإنقاذ ولكن تصادف القرار مع خطاب البرهان، وأضاف لذلك تم الاعتقاد بوجود ترابط بين الحدثين .

وتابع محجوب: “لكن بشكل عام من المعلوم أن الفريق أول عبدالفتاح البرهان معروف بأنه يجيد تغيير تحالفاته وفق ما يرى أنه الأفضل له ولرؤيته حول مستقبل السودان وهو شجاع جداً في تغيير تحالفاته ولا يبالي كثيراً برأي حلفائه السابقين”.

Exit mobile version