( الصيحة ) تكشف بالمستندات ..منتخب الشباب.. تجاوز أعمار “بدون عمار”

 

الخرطوم: ناصر بابكر  10 نوفمبر2022م

فشل منتخبنا الوطني للشباب في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا للشباب بعد خسارته أمام المنتخب الأوغندي بثنائية نظيفة، رغم استضافته لتصفيات منطقة سيكافا بأرضه ووسط جماهيره، ورغم اعتماد الاتحاد السوداني على مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين تثبت الكثير من الشواهد التي رصدتها (الصيحة) تجاوزهم للسن القانوني الذي يسمح لهم باللعب في منتخب مواليد 2003 “تحت 20 عاماً”.. رغم عدم مرور وقت طويل على فضيحة استبعاد منتخب الناشئين السوداني من تصفيات منطقة سيكافا المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا للناشئين بسبب تجاوز الأعمار.

“سليمان عز الله”

رصدت (الصيحة) قبل أيام، الخبر الذي نشره نادي الشرطة القضارف والذي أشار فيه إلى أنّ سن لاعبه “سليمان عز الله” “22 عاماً”، وبعد تعليقات عديدة حول كيفية مُشاركته مع منتخب الشباب تم تعديل عُمر اللاعب إلى “20 عاماً” قبل أن يتم تعديله لمرة ثالثة إلى “19 عاماً” بعد تنبيه المكتب الإعلامي أنّ عُمر “20 عاماً” أيضاً لا يحق له اللعب في منتخب الشباب.

“خاطر عوض”

عندما تعاقد الهلال مع نجم نادي كوبر “خاطر عوض” بتاريخ “8 أغسطس 2022”.. تم نشر الخبر في الصفحة الرسمية لنادي الهلال مع دعوة الجمهور للترحيب بالنجم الجديد الذي يبلغ عمره “24 عاماً.”

أحمد يحيى

بتاريخ “18 أبريل 2022” ، نشر المكتب الإعلامي لنادي الهلال قائمة الانتدابات الجديدة للفريق في فترة الانتقالات التكميلية، مشيراً لخفض معدل الأعمار إلى “24 عاماً”.. وكان من بين قائمة اللاعبين مدافع منتخب الشباب “أحمد يحيى” مع الإشارة لعمره “23 عاماً”.

الرباعي

بتاريخ “23 مارس 2021”.. أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم، دعوة مدرب المنتخبات السنية “منير لهباب” لعدد “32 لاعباً” من مواليد “2000 و2001 و2002” لإقامة تجمُّع يمتد لعشرة أيام وكان من بين القائمة المختارة الحارس “محمد عبد الله” حارس منتخب الشباب في سيكافا، إلى جانب “ميسرة عبد العزيز” و”زاهر توتو” و”مبارك عبد الله”، وجميعهم شاركوا مع منتخب الشباب في سيكافا والكشف الذي نشره المكتب الإعلامي للاتحاد قبل أكثر من عام ونصف يثبت أن جميعهم تجاوزوا السن التي تسمح لهم باللعب مع منتخب الشباب “2003.”

حوار منن

بتاريخ “15 أبريل 2022” أجرت صفحة “كورة كسلا لايف”، حواراً مطولاً مع نجم الميرغني السابق “عبد الصمد منن” الذي كان ضيف الصفحة في برنامج “رمضانا كسلاوي” وفي حديث اللاعب حول بطاقته التعريفية أكّد أنّ عُمره “23 عاماً.”

 

حوار كانتي

الصفحة ذاتها “كورة كسلا لايف” والبرنامج نفسه “رمضانا كسلاوي” وبتاريخ “20 أبريل 2022″، استضاف المهاجم “موسى حسين” الشهير بكانتي.. والذي أشار في الحوار إلى أنه مواليد العام “2002”، وبالتالي تجاوز سن اللعب لمنتخب الشباب بعام واحد مع العلم أنه يعد من أصغر العناصر التي شاركت مع منتخب الشباب في سيكافا إن لم يكن الأصغر بعد أن تمّت الاستعانة به من منتخب الناشئين “تحت 17 عاماً”، وهو ما يُشير إلى أنّ التجاوزات في أعمار منتخب الناشئين الذي تمّ استبعاده من سيكافا للناشئين لم تكن تقتصر على اللاعب “معاذ سلمان” فقط، لكنه فقط الحالة الوحيدة التي تمّ اكتشافها.

ورطة الأعمار والممتاز

اللافت في تجاوزات أعمار المنتخبات الوطنية وآخرها منتخب الشباب الذي شارك في سيكافا وفشل في بلوغ النهائيات، أن الاتحاد السوداني نفسه فرض على عددٍ من أندية الممتاز خلال الموسم الحالي والسابق تصعيد مجموعة من لاعبيها إلى الفريق الأول بالإشارة الى أنهم تجاوزوا السن القانونية للتواجد ضمن كشوفات الشباب وهو ما تمّ بالفعل، حيث قامت الأندية بقيد تلك العناصر في كشف الفريق الأول بعد أن تجاوزوا السن التي تسمح لهم بالتواجد في كشف الشباب أو الخانات المخصصة للعناصر السنية بالفريق الأول.. ومع ذلك جاء الاتحاد نفسه واستعان بتلك العناصر في منتخب الشباب ومشاركتهم تثبت أن هنالك تعديلاً تم على أعمارهم.. فهل يضع هذا التعديل الاتحاد في ورطة ويقود الأندية لإعادة تلك العناصر لكشوفات فريق الشباب والخانات السنية؟.

حالة ولاء الدين

فضيحة الاستبعاد من بطولة الناشئين.. والتجاوزات التي لا تُحصى في قائمة منتخب الشباب، يُشير إلى أن التلاعُب بالإعمار هو الأصل في ممارسة الاتحاد السوداني وهو تجاوز يمكن أن يصل لقرابة عشر سنوات في سن اللاعب.. ويضرب الوسط الرياضي المثل دائماً باللاعب “ولاء الدين موسى” الذي شارك مع المنتخب الوطني الأول في العام “2015”، ووقتها كان من هدافي الممتاز مع الأهلي مدني وانضم للهلال ليأتي اللاعب ذاته في العام “2022” ويتواجد في قائمة المنتخب الأولمبي باعتباره مواليد العام “2000”، ما يعني أنه شارك مع المنتخب الأول في سيكافا وهو بسن “15 عاماً” ولعب في الممتاز وهو طفل بسن “12 عاماً” ولعب في الدرجة الأولى بسنار قبل أن يكمل عشرة أعوام.

بلا نتائج

“ميتة وخراب ديار” هو الحال الذي ينطبق على ممارسة الاتحاد السوداني على مر عقود، فعلى الرغم من التجاوزات المستمرة والكبيرة في أعمار لاعبي المنتخبات السنية، إلا أنّ تلك المنتخبات ظلّت تحصد الفشل تلو الفشل وتودع المنافسات المختلفة وتتلقى في أحايين عديدة هزائم ثقيلة أفريقياً وعربياً.. ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه وتضعه (الصيحة) على طاولة المسؤولين، لماذا لا يهتم الاتحاد السوداني بتكوين منافسات للفئات العمرية المختلفة وبضوابط مشددة في مسألة الأعمار ليحصل مواهب بأعمار حقيقية على فرص اللعب للمنتخبات السنية بدلاً عن المضي في سكة تجاوزات بلا نتائج وفتح الباب أمام فضيحة مثل فضيحة استبعاد منتخب الناشئين..؟؟.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى