الغالي شقيفات يكتب : حمى الضنك

6نوفمبر 2022 م
اجتاحت حمى الضنك، مدينة الفاشر، وكشفت متابعات الأخبار عن ارتفاع حالات الإصابة بالمرض وسط المُواطنين، وان مستشفى الفاشر أصبح غير قادر لاستقبال المرضى، فيما نفدت أدوية البندول والمحاليل الوريدية وأدوية الملاريا، واستغاث المواطنون بالمركز للتدخُّل لاحتواء الوباء.
وكشفت تقارير غير رسمية أنّ حالات الإصابة قاربت الألف حالة، وأن الأوضاع تفوق طاقة الولاية، فيما تحدث مواطنون للأخبار من الفاشر أمس أن أعراض المرض تتمثل في حمى مستمرة وصداع في وسط الرأس بصورة دائمة وآلام حادة في المفاصل وبقية أجزاء الجسم، وأضافوا أن هناك حالات وفيات خلال الأيام الماضية نتيجة الإصابة بالمرض.
كما أعلنت السلطات الصحية بولاية شمال كردفان، أنّ حالات الاشتباه بالإصابة بحمى الضنك بلغت (89)، من بينها (26) حالة مؤكّدة وحالتا وفاة.
إذن، الأمر أصبح خطيراً وكارثياً، وحسناً أعلنت ولاية شمال كردفان ذلك، بينما تتكتّم السلطات الصحية في ولاية شمال دارفور على الأمر. ونشر نشطاء من الفاشر طوابير للمواطنين أمام الصيدليات لشراء الأدوية والمحاليل الطبية، وكل المُؤشِّرات لا تبشِّر بالخير.
وبحسب البروفيسور أحمد محمد آدم سعيد استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير والسكري، يقول إنّ مدينة الفاشر لا توجد بها مصادر مياه راكدة داخل الأحياء أو الشوارع عدا البحيرة، ويضيف أنّ المُرجح توالد البعوض وأحواض التخزين، وهو طبعاً دليل واضح على عجز الحكومة في توفير مياه الشرب النقية لمواطني الولاية، وينصح البروفيسور بخزانات المياه فوق أسطح المنازل، لكن طبعاً هذا يحتاج إلى مياه ذات ضغط عالٍ وهو ما لم يكن متوفراً في الفاشر.
وأذكر أيام حكومة كِبر، قال أبو بكر حامد نور أحد قادة حركة العدل والمساواة، إنّ الفاشر تعاني من أزمة المياه، وأهله في خور سيال يساهرون للصباح من أجل الماء يوم حصتهم، ونقول له اليوم أصبحتم حكومة ولا تزال الأزمة مستمرة ويا خسارة سلطة دون تقديم أدنى خدمات!
الآن على والي شمال دارفور أن يعقد مؤتمراً صحفياً ويُعلن الكارثة التي ألمّت بالولاية ويقول بكل شجاعة إنّ هذا فوق طاقة الولاية وقُدرة أنظمتها الصحية والنقص الواضح في الكوادر الطبية المدربة مع نقص حاد في اللوازم الطبية الأساسية، ويفسح المجال للجهات التي لها القدرة كالمنظمات الدولية.
كما يجب على الوالي، توجيه الإذاعة ووسائل الإعلام الأخرى بالولاية، التعاون مع إدارات الطوارئ والأزمات والكوارث الصحية بالمحليات في تعزيز الوعي الصحي وسلامة المُجتمع، وتقديم النصائح والإرشادات الطبية اللازمة، وتوفير وسائل حركة وخط ساخن، وكل شئ من أجل صحة وسلامة المُواطن يهون، وأمن الوطن وسلامة مجتمعه فوق المناصب والاتفاقيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى