(الصيحة) تضع منهج الإنجليزي لمرحلتي الابتدائي والمتوسط  “اسمايل” تحت المجهر

 

تلميذ: ليس بمقدوري استيعاب اللغة  وأتمنى استبداله

أولياء أمور: يواجه التعليم قبل الثانوي مخاطر عديدة

أستاذ: لم أتلق تدريباً واحداً في اللغة وهناك عجز في الكتب

تربوي: هناك مدارس فيها أستاذ واحد يدرِّس الإنجليزي وهذه معضلة كبيرة

 

مستشار قومي: تقسيم المنهج غير موفق ويجب مراجعته

تحقيق: انتصار فضل الله     1 نوفمبر 2022م

قبل سقوط حكومة الإنقاذ كان هناك قرار بتعديل المناهج الدراسية تبعاً للمرحلة  الجديدة للتعليم، فكانت مقررات اللغة الإنجليزية الجديدة سلسلة “اسمايل” من المقرَّرات التي تم اعتمادها وتطبيقها بالمرحلتين “الابتدائي والمتوسط”.

يوجد حول هذا المنهج لغط كبير، وانتقده أولياء أمور وشكا بعض التلاميذ منه

 

قررت (الصيحة) تناول القضية عبر إجراء مسح ميداني، واستمعت لآراء عدد من المعلمين وموجهي اللغة الإنجليزية والدارسين وخرجت بالكثير المثير .

تمثلت فرضية “التحقيق” في ماهية المشكلة التي تواجه هذا المقرر، وما ينقصه ومدى القبول به، وتساءلت حول توفير الكتب والتدريب عليه.

ضعف شديد

وقفت (الصيحة) على تقييم  مستويات عينة من الدارسين في الشهر الأول من بداية العام الدراسي الحالي ( 2022 – 2023)، واتضح وجود خلل في الاستيعاب، وذلك من خلال الاطلاع على آراء التلاميذ، فالبعض يرى المنهج غير مرضٍ ويستعصى عليهم استيعابه، فيما ينظر آخرون أنه جيِّد لكن المشكلة في عدم وجود المعلم المؤهل.

التلميذ “أحمد هشام” يدرس بالمرحلة المتوسطة في الصف الأول، قال لـ(الصيحة)، ” ليس بمقدوري استيعاب مادة اللغة الإنجليزية بوجهها الجديد، بالتالي أصبحت اتسيَّب عن حضور هذه الحصة، وأشعر بعدم ارتياح للأستاذ الذي يقوم بتدريسها، لكني اضطر في بعض الأحيان التصالح مع الوضع وحضور الحصة المملة  حتى لا أسجل غياباً، رغم ذلك أحاول جاهداً مع الأسرة مراجعتها لأحرز درجة مقبولة على الأقل في الامتحان، فهذا المنهج صعب شديد،  أتمنى استبداله بمنهج”سباين”  السابق قبل تطيبق سياسة المناهج الجديدة .

“مدرستنا بها أستاذان فقط، يدرِّسون اللغة الإنجليزية طول الأسبوع “بهذه العبارة تحدثت التلميذة بالصف السادس ابتدائي” نعمة حسين” لـ(الصيحة)، قائلة: لا يوجد أستاذ  قادر على الشرح الجيِّد وإيصال المعلومة بطريقة مبسَّطة،  المنهج “كويس” لا بأس به، تكمن المشكلة في قلة المعلمين، وحتى الموجودين لا ينطقون الكلمات بشكل جيِّد ويعانون مشكلة نطق ولا يسعهم تقسيم وقتهم بين الفصول مما يطلب زيادة عدد أساتذة الإنجليزي حتى “نستفيد ونخلق علاقة جيِّدة مع المادة ونغيِّر نظرتنا لها”.

وجهات نظر

انتقد أولياء أمور سياسة تغيير المناهج  وقالوا لـ(الصيحة) يواجه التعليم قبل الثانوي مخاطر عديدة في مقدِّمتها قلة الخبرة والتدريب، وقالوا:  أبناؤنا التلاميذ أصبحوا فئران تجارب لكل من “هب ودب”.

ربما هناك تقارب في آراء المتحدثين،  يتفق أستاذ الإنجليزي بالمرحلة المتوسطة  عبد الحليم عوض، مع آراء التلاميذ وأولياء الأمور، وقال لـ(الصيحة) إنه لم يتلق تدريباً واحداً، ويرى ما تم في تغيير المنهج غير مقبول، لكنه أصبح واقعاً، فعملية تغيير المناهج أحدثت ربكة لا مثيل لها في القطاع، وتعتبر أكبر خطأ ارتكبته الحكومة، وهو بمثابة سيف، ذبح به التعليم دون رحمة وبلا جريرة.

 

يتابع: “منهج اسمايل” جديد على التلاميذ بحاجة لوقت حتى يرسخ في الأذهان ويتم التعامل معه، بالتالي يجب توفير أساتذة متخصصين والاهتمام بهذه اللغة، كاشفاً عن عجز كبير في كتب الإنجليزي والافتقار للوسائل التعليمية الحديثة  للمرحلتين، مشدِّداً على الارتقاء بالتعليم الابتدائي والمتوسط الذي يؤهل التلاميذ ويمضي بهم للأمام .

قص ولصق

فيما لخَّص مدير مدرسة ابتدائية بمحلية بحري -فضَّل حجب اسمه- المشكلة في نقاط محدَّدة قائلاً لـ(الصيحة)، تقسيم الكتب الدراسية وتقليص المحتوى وتقليل عدد حصص اللغة الإنجليزية في مرحلتي الأساس والمتوسط يضر ضرراً بليغاً بمستوى تحصيل اللغة الإنجليزية التي يسعى البعض لوقف التدهور الحاصل فيها، فيأتي من يزيد “الطين بلة” بقرارات – ترقيع وقص ولصق من هنا وهناك- غير مدروسة تنسف كل المساعي السابقة المبذولة لتحسين التحصيل الدراسي في مادة اللغة الإنجليزية.

بدوره قال الأستاذ أحمد محمد عمران، مدير مدرسة بمنطقة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل لـ(الصيحة)، المنهج غير مناسب من أولى ابتدائي وإلى سادس جملة وتفصيلاً،  فمنهج الصف الأول ابتدائي (4 unit إلى 5 unit ) كثير  جداً جداً على تلاميذ في هذه السن، مما اضطر المعلمون على عدم التركيز على العمل الكتابي في هذا الصف، فكلمات “اسمايل” كبيرة وصعبة، كذلك منهج الصف الثاني لا يقل صعوبة عن منهج الصف الأول،  فالذخيرة اللغوية تتطلب جهداً كبيراً في حفظها ونطقها، أضف إلى ذلك حروف الجر كثيرة ويصعب على التلاميذ في هذا السن استعمالها، كما أن منهج الصف الثالث غزير جداً وكلماته صعبة النطق والكتابة .

يواصل أستاذ عمران تفنيده للمنهج، مضيفاً، منهج الفصول من رابع وخامس وسادس فحدث ولا حرج،  فمن الصعوبة بمكان تكملة مقرر رابع،  حتى إذا أصبحت حصص الإنجليزي سبع في الأسبوع، كذلك منهج خامس حافل بالكلمات الطويلة المعقدة التي يصعب على المعلم غير المدرَّب نطقها وكتابتها، أما منهج خامس قواعده كثيرة تفوق  مستوى التلاميذ، الأمر الذي يدعو المعلم  للبحث في المعاجم “والانترنت” عن معاني الكلمات وطريقة توصيلها للتلاميذ، فالمنهج عموماً يحتاج إلى وسائل استماع وهذه غير متوفرة بكل أسف كما لا توجد مكتبات، مشدِّداً على أهمية تدريب المعلمين ولو في شكل جرعات لكي يستطيع أن يؤدي رسالته بالصورة المطلوبة، مؤكداً أن عدم تدريب المعلمين معضلة كبيرة جداً.

ليس مكانها

وختم عمران بالقول، مثل  هذه المناهج مكانها الدول الناطقة بالإنجليزية والتي هي الرسمية، حيث يجدها التلميذ في كل مكان .

وأضاف: يحتاج المنهج إلى وسائل حديثة وتسجيله في أشرطة ” كاسيت أو سي دي”، مبيِّناً أن  منهج أولى وثانية متوسط  سلس وبسيط ويناسب قدرات الطلاب، متابعاً “لو بدأ الإنجليزي من الصف الرابع أو الخامس يكون أفضل لتكون هناك نتيجة ظاهرة”، مع ضرورة تبسيط المنهج.

مشاكل بـ”الكوم”

كانت وزارة التربية والتعليم قد أكدت -سابقاً- جودة المنهج الذي خضع لدراسة ومراجعات من قبل جهات الاختصاص، إلا أن خبراء تربوين أشاروا لمشاكل كثيرة تستدعي مراجعته مرة أخرى.  يقول محمد الرضي، خبير تروبي لـ(الصيحة)، عموماً خطوة  تغيير المناهج لم تكن موفقة وأضرت بالسلم التعليمي، بالنسبة لمادة الإنجليزي كان الأولى إجراء مسح كامل لمعرفة عدد أساتذة الإنجليزي في المرحلتين “الابتدائي والمتوسط” لمعرفة النقص، لأن هذه هي المشكلة الحقيقية، أضف إليه عدم الاهتمام بالتدريب وتأهيل المعلمين الأمر الذي أقعد بالتعليم في السودان وأصبحت الأجيال تتخرَّج  دون معرفة.

توافقه في الرأي أستاذة خويلة عبد الرؤوف، موجه تربوي التي فضَّلت القول لـ(الصيحة)،  بعد الثورة تم إصلاح كثير من المناهج وخاصة مادة اللغة الإنجليزية التي كانت تُدرَّس بداية من الفصل الخامس، اليوم تُدرَّس من الفصل الأول لأن درجة الاستيعاب من البداية أفضل، وتم إعداد منهج ممتاز حتى في التعليم قبل المدرسي، أي الروضة لتعليم اللغة الإنجليزية التي تمثل اللغة الأولى في العالم للتعامل، بما تشكلها من منتجات علمية.

جودة المنهج

أردفت خويلة، الآن تدريس اللغة الإنجليزية -رغم جودة المنهج- يعاني من غياب المعلم الكفء الذي يقوم بتدريس مادة الإنجليزي.

فيما يرى أستاذ سعد محمد، غياب أساتذة أكفاء في المدارس يشكِّل معضلة حقيقية، ويهدِّد بانهيار المنهج والخطة التعليمية

في مدارس يوجد فيها ستة فصول و  أستاذ واحد لتدريس المادة الإنجليزية، وهذا يشكِّل عبئاً حقيقياً لطاقة الأستاذ .

 

وأضاف سعد قائلاً لـ(الصيحة)، فضلاً أن معظم أساتذة اللغة الإنجليزية لم يكونوا من خريجي التربية، بل خريجو جامعات تم استيعابهم كمعلمين في المدارس، ولم يتم تدريبهم وتأهيلهم في طرق التدريس

وإعداد المناهج الجديدة، هنالك في حاجة إلى تدريب المعلمين على المنهج الجديد والذي يبدأ من الصف الأول  الابتدائي.

أمر مؤسف

فيما أفاد د. حمدان أحمد حمدان أبوعنجة،

المستشار القومي الخاص لتدريب المؤلفين وكتابة وتأليف كتب منهج اللغة الإنجليزية الجديد سلسلة “اسمايل –  SMILE Series ” ،

أفاد (الصيحة)، بأن ما يحصل من تقليص وحذف وتقسيم في كتب مقررات ومناهج اللغة الإنجليزية الجديدة الحالية سلسلة “اسمايل” SMILE Series بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، أمر يؤسف له لأنه هزم كل الجهود السابقة الهادفة لرفع المستوى التحصيلي للطلاب بالتعليم العام في مادة اللغة الإنجليزية.

وأضاف: هو عمل متسرِّع ولا يستند على منهج علمي موضوعي مبني على دراسات علمية أو رجع ميداني أو نتائج ورش عمل ولقاءات علمية أو تقارير خبراء مناهج، وإنما هو  أمر وواقع فرض على من هو  في الميدان التربوي من جهات غير معلومة، فأحدث ذلك  ربكة كبيرة وتناقض وحيرة بين المعلمين الذين ينقصهم التدريب ولا تتوفر بأيديهم الكتب والوسائل المطلوبة.

تساؤلات متكرِّرة

أشار أبوعنجة إلى أن هنالك تساؤلات كثيرة متكرِّرة كانت تصلهم من المسؤولين بالوزارات الولائية والمعلمين للمنهج بالمدارس وأولياء الأمور  وأصحاب المطابع وغيرها من فئات المجتمع وأصحاب المصلحة التي تتصل عليهم باحثة عن الحقيقة وعن الحلول لمشكلات ناشئة بسبب عمليات تقسيم وحذف لمحتوى لكتب الطالب فقط.

يستطرد  أبو عنجة، المختص -أيضاً- في المناهج واللغات، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا سابقاً  ، حديثه موضحاً أن  كتب المعلم وكتب النشاط والتسجيلات الصوتية والوسائل التعليمية الأخرى تركت دون تجزئة أو إعادة ترتيب ينسجم مع ما هو متغيِّر في كتاب الطالب بالصفوف من الأول ابتدائي حتى الثاني متوسط .

تبرئة ذمة

وتابع أبوعنجة قائلاً، تبرئة للذمة ولمعرفته التامة بالمشكلات المترتبة على ذلك، والتي يشهدها الميدان التربوي، ولمشاركته الفعلية في جميع عمليات ومراحل إعداد المنهج الذي استمر لأكثر من عشر سنوات، بما فيها التخطيط ووضع المصفوفات واختيار المؤلفين  والمستشارين وتدريبهم والمشاركة والمتابعة والتجريب والتنقيح واعتماد عمليات التأليف والإشراف الفني والمراجعات النهائية وعرض المحتوى بالمجلس العلمي بالمركز القومي للمناهج والمرافعة والمدافع عنه بغرض اعتماده في المجلس العلمي بالمركز، هذه العمليات التي استمرت من العام ٢٠٠٦ حتى العام ٢٠١٩”م.

قال تكمن المشكلة في أنه تم تقسيم الكتب الخاصة بسلسلة “اسمايل” وهي سبع كتب (١ – ٧) كل كتاب يشتمل على (١٢) وحدة دراسية، وكل وحدة تتضمَّن ثمانية دروس، كان من المخطط لها أن تدرَّس خلال سبع سنوات، بكامل ملحقاتها ابتداءً من الصف الثالث أساس (٣ ابتدائي) وحتى الصف التاسع أساس، أي الثالث متوسط، مشيراً إلى أن الحذف والتقسيم طالا كتاب الطالب فقط، من السلسلة المذكورة بالمرحلتين.

متابعاً، ذلك يعني تخفيض نسبة المحتوى مما يؤثر سلباً على مخرجات التعلُّم المتوقعة والمخطط لها أن تصل إلى مستوى (B1) وفق معايير الإطار الأوربي لتعليم اللغات الأجنبية(CEFR) .

تقسيم وتوضيح

وفقاً لشرح د. أبوعنجة، فإن الكتاب الأول  (SMILE one)، يدرس  بالصفوف الأول والثاني والثالث ابتدائي، خمس وحدات للصف الأول وخمس وحدات للصف الثاني وست وحدات للصف الثالث، بعد إضافة أربع وحدات من كتاب الصف الرابع (SMILE  two) بالإضافة إلى سبع وحدات أخرى خصصت للصف الخامس وسبع للصف السادس ابتدائي، مكونة من ما تبقي من (SMILE two) و (SMILE thee ).

 

 

 

أما المرحلة المتوسطة – الصف الأول، قال: كان نصيبه من التوزيع الجديد سبع وحدات من (SMILE  four)  وثلاث وحدات من ما تبقي من (SMILE Four)  وخمس وحدات من (SMILE five) حتى الوحدة الخامسة فقط، وبذلك حصر المنهج الجديد سلسلة (اسمايل) في تدريس الكتب الثلاث الأولى فقط، في المرحلة الابتدائية، أما المتبقي من سلسلة (اسمايل) (SMILE  Series) (1_7) ذلك لم يوزع حتى الآن، فقد شمل سبع وحدات من الكتاب الخامس، بالإضافة للكتاب السادس كاملاً (١٢) وحدة والكتاب السابع كاملاً  (١٢) وحدة وهو الكتاب الأخير من السلسلة المخصص للصف الثالث المتوسط حسب ما وضع ابتداءً من عام ٢٠١٣ م، مؤكداً أن مصيرها مازال مجهولًا.

متابعاً: بهذا الشكل تم حذف نصف السلسلة المخصصة لتدريس اللغة الإنجليزية الجديدة سلسلة (سمايل) حتى الصف الثالث متوسط (الصف التاسع سابقاً (grade 9).

عدم وضوح

 

تساءل أبوعنجة..هل سوف يحذف ما تبقى من هذه الكتب نهائياً أم يتحوَّل للمرحلة الثانوية؟ قاطعاً بأن كلا الأمرين غير موفق، لأن هذا المحتوى وضع للطلاب الأقل عمراً ومقدرة على التحصيل .

يؤكد أن هذا التقسيم غير موفق وأوصى بإلغائه رغم أنه وضع بطريقة علمية شارك في ذلك أكثر من مائة من الخبراء ومختصي مناهج ومعلمون وموجهون قوميون وعالميون وأساتذة جامعات وطنيون. وتم تجريب الكتاب الأول بالصف الثالث أساس في (٢١) مدرسة خاصة وحكومية بولاية الخرطوم، وتم تقويمه وتعديله تحت إشراف خبراء عالميين وإشراف المركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا والمجلس الثقافي البريطاني وخبرائه من خارج السودان، مما جعله منهج فريد قام بإعداده فريق متنوِّع الخبرات تحت إشراف البنك الدولي وخبراء دوليين .

مؤكداً أن هذه الكتب وضعت بعناية وقسِّم المحتوى إلى دروس يومية منتظمة يمكن  تدريسها في كل الفصول بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة خلال (١٤٠) حصة فقط، من جملة (١٧٧) حصصة، إلى (١٨٠) حصة، هي جملة الحصص المقررة لتدريس مقررات اللغة الإنجليزية الجديد سلسلة (سمايل) في كامل العام الدراسي، وذلك بواقع (٥) حصص بالصفوف الثالث والرابع وست حصص في بقية صفوف المرحلتين الأولية والمتوسطة، وفق ما جاء في الوثيقة العامة للمناهج الدراسية بالتعليم العام بالسودان ٢٠١٣ م، وهي المرجعية المعتمدة بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا والوزارة ومؤسسات الدولة، حسب نتائج مؤتمر سياسات التعليم الأخير بالخرطوم ٢٠١٢ م.

خلاف كبير

استرسل أبو عنجة حديثه، أن  تدريس اللغة الإنجليزية ابتداءً من الصف الأول الابتدائي فيه خلاف كبير، كونه يؤثر على مدخلات اللغة الأم اللغة العربية، وقد كان  ذلك قرار فردي سابق من قبل مدير عام المناهج السابق د. عمر القراي، وهو  ليس من اختصاصه، لذلك  فالأمر يحتاج لقرار سيادي من السلطات العليا للدولة وفق توصيات مؤتمر تعليم جديد لتطوير المناهج الدراسية بالتعليم العام بالسودان، وأن كان لابد من ذلك، فيجب أن يخضع تقسيم المحتوى بين الصفوف إلى أسلوب علمي ومعايير واضحة تحت إشراف وكتابة باحثين وخبراء مناهج.

متابعاً، الحذف والتقليص بهذه الطريقة المخلة ليس له مبرِّر منطقي، وقد صدر من جهات ولجان غير متخصصة من خارج بخت الرضا ليس لها خبرة في المناهج، ولم يعرض عملهم هذا على المجلس العلمي لإجازته وهي الجهة الوحيدة المخوَّل لها اعتماد المناهج الدراسية، وقد قامت باعتماد هذا المقرَّر  كله سابقاً.

 

وقال: لا يحق لأي جهة أخرى غير  مخوَّلة بالحذف أو التعديل بدون معرفة الفلسفات والأهداف والمعايير التي وضعت عليها هذه المقررات وفق الفئات العمرية للدراسين وقدراتهم وميولهم وحاجاتهم وحاجات المجتمع والغايات التربوية للأمة ومعتقداتها وآمالها.

تقسيم عشوائي

يؤكد أبوعنجة، أن هذا التقسيم الجزئي العشوائي الذي طال كتب الطالب فقط، ولم يشمل كتب الأنشطة المصاحبة وكتب المعلم المرجع الأساسي لعمليات التعليم والتعلم  أو مصادر التعلُّم  الأخرى المصاحبة كالملصقات والكروت والتسجيلات الصوتية، قد تسبب في حدوث ربكة عظيمة في المنهج وتضارب في المحتوى والصفحات في المجموعة التعليمية بكل صف وعقد عملية التدريس لعدم تناسق وانسجام محتوى كتاب الطالب المقلص المتغيِّر مع بقية الكتب المكوَّنة من كتاب المعلم وكتاب النشاط والملصقات والتسجيلات الصوتية، وقد سبب ذلك إعاقة للمعلم في عمليات التدريس واختيار المحتوى وفهمه  وتطبيقه بسبب التناقض الواضح في رقم الصفحات والتوجيهات واختلاف الصفوف، مما تسبب في عدم تحقيق الأهداف المنشودة وضعف في مستوى اللغة الإنجليزية بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وأدى  لتقليل الجرعات الدراسية  المقررة بكل صف أو مرحلة.

وأشار إلى حذف الأهداف العامة لتدريس اللغة الإنجليزية ببعض الكتب خاصة بالصفوف الأول والثاني ابتدائي، وكذلك الصف الأول متوسط وغيرها، كما حذفت التوجيهات العامة وأسماء المؤلفين والخبراء  والإداريين والمصممين والمستشارين في مخالفة قانونية واضحة وهضم لحقوق الملكية الفكرية لا المؤلفين الذين قاموا بتأليف هذه الكتب.

وضوح وتناقض

وأبان أبو عنجة، هناك عدم وضوح وتناقض في أسماء الكتب المقرَّرة للأدب الإنجليزي أو ما يسمى بالقراءة، الإضافية إلى (literature)  وهنالك قائمتين بالمدارس، وقال: الأمر يحتاج إلى إعادة التعميم القائمة الصحيحة المعنية، لافتاً إلى حذف وحدات المراجعة ووحدات أخرى عشوائياً والملاحق في نهاية كتاب الطالب، مؤكد أن هذا يعتبر خللاً فنياً  ومخالفة في فن التأليف، لأن المنهج يبنى بصورة تكاملية تراعي عمليات التناسق والانسجام والتتابع والشمول وتدوير المراجعة مع مراعاة تسلسل المحتوى وتدرُّجه وفق المعايير والمؤشرات والمحاور المرصودة بالوثيقة العامة للمناهج ووثيقة اللغة الإنجليزية.

موضحاً أن الملاحق مقصود منها مساعدة المعلم ورفع قدراته المهنية وحذفها يحرم المعلم من هذه الفوائد المرجوة.

 

وقال: كان يجب أن تسبق عمليات التنقيح والحذف والإضافة والتطوير دراسات علمية ميدانية بعد جمع المعلومات والرجع الميداني بعد تدريس هذه المقررات لفترة مناسبة سنتان أو أكثر ثم يقوم الباحثون بعمل بحوث وجمع المعلومات بواسطة أدوات بحث علمية محكمة كالاستبيان أو المقابلات الشخصية أو تحليل نتائج الامتحانات أو دراسة حالة أو الاختبار، ثم تتم عمليات تحليل البيانات بواسطة خبراء وعرضها على برامح متخصصة وبعدها يمكن الحكم على صلاحية المقررات الدراسية وحاجتها للتطوير والتنقيح أو الحذف والإضافة بمشاركة الجهات المختصة والمعنية في ورش عمل بهذا الشأن.

عملية إلغاء

اقترح أبو عنجة، إلغاء هذا التقسيم العشوائي المخل لمقررات اللغة الإنجليزية الجديدة سلسلة (سمايل) (SMILE Series) : (1  –  7)

على أن تدرَّس كما إجازها المجلس العلمي لرؤساء الأقسام والمختصين بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا في العام الدراسي ٢٠١٨ / ٢٠١٩م، وهي الصف الثالث الابتدائي (SMILE one)

الصف الرابع ابتدائي (Smile 2).

الصف الخامس الابتدائي (SMILE three) ، الصف السادس الابتدائي  (SMILE four)،  الصف الأول متوسط (SMILE five)، الصف الثاني متوسط (SMILE six)،  الصف الثالث متوسط (SMILE seven)، موضحاً أن

جميع هذه الكتب موجودة بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا مع ملحقاتها وجاهزة للطباعة دون أي مشكلات.

وشدَّد على عقد ورشة عمل خاصة بتنقيح مناهج اللغة الإنجليزية بمشاركة خبراء مناهج دوليين والمؤلفين والمستشاريين السابقين لهذا المنهج، وذلك بعد إجراء دراسات علمية ميدانية يقوم بها خبراء المناهج ومختصو اللغة الإنجليزية على أن تعرض نتائح البحوث والدراسات للمناقشة في هذه الورش وإرجاع كتابة أسماء المؤلفين والخبراء والمستشارين التي حذفت عمداً  ظلماً وعدواناً من هذه الكتب.

 

وطالب بإعطاء فرصة لجمع آراء المعلمين ومعرفة اقتراحاتهم ومشاركتهم في عمليات المراجعة والتنقيح والتطوير وفي ورش العمل التي يجب أن تسبق كل ذلك، مع  إخضاع كل التغييرات وعمليات التنقيح للمجلس العلمي بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا لإجازتها واعتمادها وعدم السماح لأي جهة أو لجنة أو مطبعة مهما كانت صفتها بالتغيير والتعديل في كتب المقررات الدراسية دون موافقة الجهات المختصة بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا و إعادة تعميم كتب القراءة الإضافية المقررة بالتعليم العام ابتداءً من الصف الخامس الابتدائي، بالإضافة

لإصدار دليل امتحانات شهادات الابتدائي والمتوسط للعام الدراسي ٢٠٢٣ م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى