حمد الريح.. فنان الجامعة

 

(دو)

فى العام 1940 وبجزيرة توتي الخضراء كان ميلاد الفنان حمد الريح المبدع الذي انتمى إلى أسرة تمتهن الزراعة بتلك الجزيرة، وفي هذا الجو كان لا بد له من السير نحو طريق التعلم كعادة وأدب أهله المتصوفة فالتحق بالمدارس النظامية الموجودة آنذاك ووصل حتى المرحلة المتوسطة.

(ري)

برزت قدراته في الغناء في تلك الفترة وهو طالب بالمرحلة الوسطى، فكانت ليالي السمر والأنس بالجزيرة الخضراء مهبطاً للفن على ضوء القمر كان رفاقه أحمد محمد الشيخ والزبير عثمان عابدين وغيرهم مرافقين له، فظهرت ملامح الجمال الصوتي والقدرات التطريبية العالية، ساعده في ذلك أداوه للأناشيد المدرسية وخاصة نشيد (صه يا كنار) و(عصفورتان فى الحجاز).

(مي)

وتأثر بأجواء الحرية والأهل بجزيرة توتي، وكان حمد الريح من أشهر لاعبي الكرة بالمدرسة المتوسطة بفريق أشبال المريخ، يعتبر العام 1957 هو عام انطلاق الفنان حمد الريح بالغناء بجزيرة توتي ويعتبر غناؤه يومها بمناسبة افتتاح نادي العمال بتوتي، تأثر حمد الريح في بداياته بالفنانين خضر بشير وحسن سليمان الهاوي فتغنى بأغنيات مثل (قوم يا ملاك والدنيا ليل) و(خدعوك وجرحوا سمعتك).

\\\\\\\\\\\\\\

كلام في الفن.. كلام في الفن

حنان النيل:

وتظل حنان النيل بيننا رغم غيابها واعتزالها.. فهي أسست لمردسة غنائية جادة نافست بها كل الأصوات الرجالية وتجاوزت مربع الصوت النسائي وشكل تفكيره البسيط في الغناء.. وحنان النيل رغم ما كانت تعانيه من نعمة فقدان البصر ولكن لها قدرات بصيرة تفوق مستوى عمرها وإدراكها.. والنظر لمجمل ما تغنت به قبل اعتزالها يؤكد بأنها كانت ذات بصيرة نافذة تفوقت بها على كل المبصرين.. ورغم اعتزال حنان النيل وغيابها عن الساحة الفنية ولكنها تتمتع بحضور أفضل من بقاء بعض الفنانات في الساحة (في حد جاب سيرة ندى القلعة)!!

عمر إحساس:

من أكثر الذين ظلمتهم اللونية الغنائية هو الفنان عمر إحساس فهو رغم براعته للشكل الغنائي الذي تميز به ورغم إنه الآن يعتبر اللسان الناطق بحال دار فور وما يدور فيها.. ولكن عمر إحساس له مقدرات لحنية فائقة في غير الأغنيات الدارفورية، فهو لولا ذلك لزاحم كل الفنانين الذين يتغنون بما يعرف بأغنية الوسط أو أغنية أمدرمان كما يطلقون عليها.. ورغم مناداتي بالتخصصية واللونية الفنية المميزة ولكن في حالة عمر إحساس أتمنى أن يخرج أغنياته الأخرى المحبوسة قسراً بدواعي طمس الهوية الفنية.

عبد الوهاب هلاوي:

عبد الوهاب هلاوي شاعر وسيم المفردة وعميق ومدهش وبسيط كتب أروع الأغنيات التي تربى عليها وجداننا السماعي.. وهلاوي رغم أنه يتمتع بالسلاسة في كتاباته ولكن يصر على أن يكون بعيداً عن دائرة الضوء مكتفياً بالإعداد البرامجي الذي أخذ كل وقته، ويا ليت هلاوي يعود ذلك الشاعر الجميل الذي يملك مقدرة أن يدهشك حتى بالشيب الذي يعتلي رأسه!!

إيمان لندن:

لو كنت في مكان المغنية إيمان لندن لتركت الغناء دون رجعة.. ولاعترفت بأن ما حدث في أثيوبيا شوه من سمعة السودان كثيراً وهو جريمة كفارتها أن أترك الغناء.. ولو كنت في وضعيتها لاعترفت أيضاً أن إمكانياتي الفنية هزيلة وهشة ولا ترقى لمستوى وطن يغني فيه محمد الأمين وصلاح مصطفى وأبوعركي البخيت!!.

طلال مدثر:

لو كنت مكان الحبيب طلال مدثر لما تركت الكتابة في الصحف مطلقاً.. لأن طلال قادر على أن يقدم تشريحاً للواقع الفني بأسلوب سلس ورشيق وعميق.. ولو كنت على ذات قدرته في الكتابة المدهشة لتركت أي مغريات ومهما كانت.. وصحيح أن بعض ظروف الحياة تفرض مواقف بعينها ولكن عزيزي طلال لا تجعلها تحرمنا من قلم أنيق ووسيم يحتشد بالموضوعية والوعي والإدراك!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى