تفاصيل مثيرة في قضية مدير الكنترول والطالب

تفاصيل مثيرة في قضية مدير الكنترول والطالب

الخرطوم- محمد موسى

كشفت إدارة امتحانات السودان للمحكمة اليوم، عن إقرار مدير الكنترول بأحد مراكز امتحانات الشهادة السودانية في الخرطوم بحله امتحاني مادتي التربية الإسلامية والجغرافيا لأحد طلابه، وذلك مقابل هدايا.

ويواجه مدير الكنترول بمدرسة عبد الله بن رباح، وطالب ممتحن للشهادة السودانية السودانية، الاتهام على ذمة الدعوى الجنائية لإتهامهما بالتزوير وانتحال صفة الغير من القانون الجنائي لسنة 1991م.

وقال مساعد مدير إدارة امتحانات السودان التجاني يوسف إبراهيم، امام المحكمة اليوم، بوصفه شاهد اتهام أول، إن الفعل الذي أقدم عليه المتهم الأول بحله الامتحانات للمتهم الثاني يُدرج ضمن حالات الغش بوزارة التربية والتعليم- إدارة الأمتحانات.

ومثل التجاني أمام المحكمة، وأفاد بأنه يعرف المتهم الأول بحكم أنه يعمل معه بوزارة التربية والتعليم، ولفت إلى أن طبيعة عمله بإدارة الامتحانات تتلخص في أنه يشرف على طباعة الامتحانات وإرسالها لمختلف ولايات البلاد ومن ثم استلام كراسات الإجابة من مديري الكنترول بمختلف المراكز ومراجعتها ومن ثم إعادة وضعها داخل المظاريف الخاصة بالتصحيح.

وأوضح أنه وفي يوم الحادثة خلال امتحانات الشهادة الثانوية للعام الماضي تم إبلاغه بواسطة شاهد الاتهام الثاني المشرف على امتحانات ولاية الخرطوم بأنه وأثناء مراجعتهم لمظاريف كراسات امتحان مادة الجغرافيا ومطابقتها بأرقام الجلوس وعدد الطلاب الجالسين للامتحان الموضح على الظروف اتضح أن مظروف الامتحانات الخاص بمدرسة عبد الله بن رباح، الذي يشغل المتهم الأول فيه مدير الكنترول، به ورقتان لامتحان الجغرافيا باسم ورقم جلوس طالب واحد وعدم مطابقة أوراق الإجابات للبيانات الموضحة على ظرف الإمتحان.

وأشار التجاني إلى أنه وفور ذلك وجّه بإحضار مظروف امتحانات التربية الإسلامية لذات المركز الذي يعمل به المتهم الأول، ومن خلال مراجعته تم العثور على ورقة امتحان واحدة باسم الطالب، وفور ذلك قام بإخطار مدير إدارة امتحانات السودان الذي بدوره قام باستدعاء المتهم الأول ومواجهته بوجود ورقتي إجابة لامتحان الجغرافيا برقم جلوس واسم طالب واحد.

مراجعة مظاريف

وقال شاهد الإتهام لمحكمة الإرهاب (2) بجنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي محمد سر الختم عثمان، إن مدير إدارة امتحانات السودان قام باستدعاء المتهم الأول والتحقيق معه حول ملابسات الحادثة، ونوه إلى أن المدير أحضر استمارة الغياب والحضور الخاص بالمركز وعرضها على المتهم الأول واستفسره عمّن يقوم بإعدادها، وأشار إلى أن المتهم أكد له بأنه يقوم بإعداد الاستمارة عقب نهاية كل امتحان بنفسه.

وأوضح شاهد الإتهام أن ادارة الإمتحانات قامت بمقارنة الخط المدون على استمارة الغياب مع الإجابات المدونة على ورقتي امتحان التربية الإسلامية والجغرافيا وجاء الخط متطابقاً فيهما، وشدّد على أن ادارة الامتحانات واجهت المتهم الأول بتلك الحقائق وأقر أمامها بأن الإجابات التي على ورقتي الجغرافيا والتربية الإسلامية قام بحلهما للطالب نفسه، ولفت إلى أنهم بعدها قاموا باستفسار المتهم الأول عن كراسة امتحان مادة التربية الإسلامية التي قام بحلها الطالب وأكد لهم أنها بمكتبه في المدرسة.

وأشار الشاهد إلى أنه قام برفقة شاهد الاتهام الثاني بالتوجه مع المتهم الأول لمدرسة عبد الله بن رباح لإحضار ورقة امتحان التربية الإسلامية الأصلية الخاصة بالطالب وذلك بتوجيه من مدير إدارة امتحانات السودان، وأكد أن المتهم فور وصوله لمكتبه بالمدرسة قام بإخراج ورقة الامتحان من أحد المظاريف بمكتبه، وبمراجعتها اتضح أنه منزوع منها الاستمارة المخصصة لتدوين بيانات الطالب وهي ما يعرف بــ(الاستربت)، وذكر أنه استفسر المتهم الأول عنها وقام أيضاً بإخراجها من إحدى الخزانات الخاصة به داخل مكتبه.

وقال الشاهد إنه بعدها قام باستلام مفاتيح مكتب الكنترول من المتهم الأول وإغلاقه وتسليم المفاتيح وورقة الامتحان الخاصة بالطالب لمدير إدارة امتحانات السودان.

ونفى شاهد الاتهام الأول ذكر المتهم حصوله على مقابل مالي نظير حله الامتحان للطالب المتهم الثاني، وأكد أن ما أقدم عليه المتهم الأول يدرج ضمن حالات الغش بوزارة التربية والتعليم.

من جانبه، أوضح المشرف على إدارة امتحانات الشهادة الثانوية بمحلية الخرطوم محمد السيد عبدو، عند مثوله أمام المحكمة بوصفه شاهد اتهام ثاني، أنه واثناء مشاركته في تفريغ امتحانات الشهادة الثانوية للعام الماضي من مظاريفها لمراجعتها ومطابقتها بأرقام الجلوس ومن ثم إعادة تعبئتها داخل المظاريف الخاصة بالتصحيح برفقة عدد من زملائه اتضح لهم وجود كراستي إجابة لامتحان مادة الجغرافيا باسم ورقم جلوس لطالب واحد، ونبه إلى أنه قام فوراً بأخذ ورقتي الامتحان وإبلاغ شاهد الاتهام الأول بذلك بصفته مساعد مدير ادارة الإمتحانات، وأوضح أنه بعدها بدء يشكك في أن شخصاً ما أو طالباً قام بحل الامتحان لزميله، وذكر أنه بعدها قام بإحضار استمارة الغياب والحضور الخاصة بمركز امتحانات مدرسة عبد الله بن رباح، وبمقارنتها مع الخط الذي وضعت به الإجابات على أحد كراسات امتحان مادة الجغرافيا، اتضح مطابقة الخط لإحدى ورقتي امتحان الجغرافيا مدوناً عليها اسم ورقم جلوس الطالب المتهم الثاني.

مقابل هدايا

وكشف شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، أنه بعدها قام بإحضار الظرف الخاص بامتحانات التربية الإسلامية لمدرسة عبد الله بن رباح وبمراجعته تم العثور على ورقة امتحان واحدة باسم الطالب، مشيراً إلى أنه قام بمقارنتها بالخط الذي على استمارة الغياب والحضور التي يعدها المتهم الأول وجاء الخط متطابقاً فيها.

وأكد أن ادارة الإمتحانات بعدها اتصلت بالمتهم الأول وواجهته بالحقائق واقر بأنه قام بحل امتحاني مادتي التربية الإسلامية والجغرافيا للطالب وذلك مقابل هدايا، إلّا أنه لم يذكر طبيعة تلك الهدايا أو الشخص الذي قام بتسليمها له، مشدداً على أن المتهم الأول أفاده بأنه استلم الهدايا مقابل حل الامتحانات للمتهم الثاني وليس لأي سبب آخر أو لمجرد أنه استاذه.

وقرّرت المحكمة قفل قضية الاتهام بناءً على طلب الشاكي وحدّدت جلسة أخرى في مطلع شهر نوفمبر المقبل لاستجواب المتهمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى