Site icon صحيفة الصيحة

منى أبو زيد تكتب :  في تدويل الأصدقاء..!

هىاك فرق

منى أبو زيد

23  أكتوبر 2022 م

“الشفيع جناح الطالب”.. علي بن أبي طالب..!

“عندما قرأت الرواية لم أستطع النوم وبعدها اشتغلت بجد دون أن أعرف النوم خلال شهر، كنت أعمل من الساعة السابعة صباحاً حتى ساعة متأخرة في الليل حتى أنجزت الترجمة. أما لماذا اهتممت بهذه الرواية، فلأنها شجّعتني على العمل والترجمة”. هكذا تحدث المستعرب الروسي فلاديمير شاغال عن رواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال”، وكان ذلك في إطار دوره الرائد في التعريف بالأدب العربي وترجمته، من روايات نجيب محفوظ والطيب صالح والطاهر وطار إلى غيرهم، فضلاً عن مؤلفات مهمة في ذات السياق مثل “العالم العربي وسبل الإدراك”، “العرب في أمريكا”، “العالم العربي كيف نفهمه” وغيرها من الأعمال التي تركها عند رحيله قبل سنوات مضت..!

عندما شهدت بلادنا مراسم تشييع جثمان أديبها الراحل “الطيب صالح”، كان نعي البروفيسور فلاديمير شاغال للطيب صالح مضمناً في تقرير محكم الصياغة مترجم إلى العربية يشق طريقه إلى عناوين بريد مثقفي الخرطوم. نعي الرجل كان شهادة روسية – كاملة الدسم – على أن الفن هو بوابة الشعوب وجسر التواصل الذي يربطها متجاوزاً حواجز العرق والعتقد والطبقية والسياسة، وعبره يؤكد “برحيل الطيب صالح، خسرت الأسرة الأدبية العالمية رافداً إبداعياً بارزاً، بيد أن إرثه الأدبي سيظل باقياً كجزء من كنز الإبداع الأدبي والثقافي العالمي المعاصر”..!

البروفيسور شاغال ــ الذي كان المحاضر الأول في كلية الآداب واللغات بجامعة موسكو وكبير الباحثين العلميين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية علوم روسيا الاتحادية ــ هو أول من ترجم إلى اللغة الروسية رواية “موسم الهجرة إلى الشمال”، حيث نشرت في مجلة “الآداب الأجنبية السوفيتية” في بداية السبعينات، وأثارت حينذاك اهتمام المختصين والقرّاء في الاتحاد السوفيتي..!

ومنذ ذلك الحين صدرت من الرواية أربع طبعات باللغة الروسية بأكثر من مليون نسخة، وهذا يُعدّ رقماً قياسياً وسط كل الأعمال التي أنتجها أدباء وكُتّاب من العالم الثالث. والطيب صالح هو الكاتب العربي والأفريقي الوحيد الذي ترجمت كافة مؤلفاته إلى اللغة الروسية، وهذا بحد ذاته يعني الكثير. وقد شدد البروفيسور شاغال على أنّ إبداعات الطيب صالح يجب أن يتواصل نشرها لمواصلة التأمل والتعمق داخلها، حيث تتيح للأوروبيين وغيرهم كيفية فهم وإدراك نفسيات ودواخل ليس السودانيين فحسب، بل والعرب أيضاً، لإيجاد أفضل الطرق للتواصل والتعامل الصحيح بين الشعوب المختلفة..!

هنا تجدر الإشارة الى كتاب أكاديمي قيِّم صدر في عام 2001م عن أكاديمية العلوم الروسية يدخل حالياً ضمن المنهج الدراسي لطلاب جامعات ومعاهد روسيا المتخصص في شؤون المنطقة العربية ثقافياً واجتماعياً وتجارياً ودبلوماسياً. هذا الكتاب المرشد من تأليف الدكتور فلاديمير شاغال وعنوانه “العالم العربي كيف يجب أن ندرسه ونفهمه، كيف يتعامل العرب وكيفية التعامل معهم”، ومن بين المصادر المثبتة في فهرسه رواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال”، الطبعة الثانية باللغة الروسية لعام 1983م..!

رحل البروفيسور شاغال وبقي مثله آخرون يستحقون أن يكونوا ضيوفاً أعزاء ومقدَّرين على مؤتمرات وبرامج وفعاليات محلية خالصة – ومُختصة بتوظيف الصداقات الشعبية وصناعة الأصدقاء الدوليين – لإعادة صياغة أفكار وآراء الآخرين في بلادهم بشأن هذا البلد وأهله..!

munaabuzaid2@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version