Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله إسحق محمد نيل يكتب : العرس القطري الكبير

بقلم

 

20 أكتوبر 2022م

 

العرس العربي والآسيوي الكبير. تبقت فقط خمسة أسابيع ويسدل الستار وتتّجه كل أنظار العالم نحو دولة قطر الشقيقة موطن العروبة وفخر العرب ومجدها التليد، لمتابعة انطلاقة فعاليات كأس العالم في نسختها رقم 22 كأول عرس عالمي تحتضنه واحدة من دول الوطن العربي والشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وثاني فعالية تستضيفها قارة آسيا بعد النسخة التي تمّت إقامتها في العام2002 بدولتي كوريا الجنوبية واليابان، وتأتي إقامة العرس العربي الخليجي القطري الآسيوي الإسلامي في ظل مُؤشِّرات ومعطيات وأحداث كثيرة في العالم، الأمر الذي يتطلب من جميع دول العالم العربي والإسلامي الوقوف الى جانب الأشقاء في دولة قطر لإخراج المناسبة بثوب قشيبٍ، ويعملوا معاً للاستفادة من الفُرص المُتاحة في مناشط المناسبة العظيمة لعكس كل ما يزخر به الوطن العربي والعالم الإسلامي من الثقافات  والتراث المُتعدِّد والمتنوع لتصحيح كل المفاهيم الخاطئة ليفهم كل العالمين أنّ الأمة العربية والإسلامية صاحبة حضارة ورسالة وتاريخ ضارب في جذور الإنسانية، تؤكد دول الوطن العربي للعالم أن منطقة العالم العربي هي مهبط الرسالات السماوية ومهد الحضارات الإنسانية وقلب العالم ومنها بدأت الإنسانية التخلق والتطور، وهنا يتوجّب على جميع دول الوطن العربي والعالم الإسلامي وخاصةً دول الخليج العربي أن نتقدم بالشكر والثناء لدولة قطر الشقيقة حُكومةً وشعباً لجهدهم المتواصل وعلى دبلوماسيتهم السياسية المرنة والناجحة التي مكّنتهم  أن يفوزوا على كل دول العالم ويجلبوا هذه المناسبة والفعالية العظيمة والكبيرة الى دول منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي والعالم الإسلامي.

فعلى جميع شعوب المنطقة والدول والحكومات أن يعلنوا صراحةً بأن دولة قطر الشقيقة أصبحت مجد التاريخ وفخر العرب، وهذا الإنجاز يؤكد أنّ قيادة دولة فطر الشقيقة انتهجت العلم والتخطيط الاستراتيجي السليم وصولاً لهذا المكان السامي من النهضة والرقي والتقدم، واستطاعوا بجدارة واستحقاق ان يبنوا مجدهم ويطوروا علاقاتهم مع كل دول العالم، فالقطريون الآن أصبحوا حاضرين في معظم دول العالم الافريقي والآسيوي، يحبون الخير لكل شعوب العالم، ويقدمون المساعدة الى كل صاحب مسغبة حلت به كارثة طبيعية أو شرّدته الحروب، فاعلين في  كل العالم بدبلوماسيتهم الشعبية والإنسانية. في كل مكان تحدث فيه مشكلة تجدها حاضرة.

وبهذا الأسلوب العلمي والاستراتيجي حقّقت دولة قطر الشقيقة معدل قياس كبير في التنمية المستدامة وتنشئ كل مشروعات البنية التحتية التي تؤهلها لاستضافة كأس العالم، ملاعب وفنادق وحدائق بمواردها الذاتية على الرغم من الحصار الجائر الذي فرض عليها أشقاؤها وجيرانها من الدول العربية ونتيجة لصمود القيادة القطرية والشعب القطري جعل من دول العربية ترجع الى رشدها وينتهي الأمر بمصالحة قمة مجلس التعاون الخليجي محافظة (العلا) الشهيرة بالمدينة المنورة، التي بدأت بالمُصافحة في المطار بين أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد وولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية وخادم الحرمين الشريفين الشهيرة في صباح يوم الثلاثاء الخامس من شهر يناير عام 2021 التي تمت بواسطة دولة الكويت الشقيقة وقائد ركبها الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت جزاه الله خيراً والتي اعادت المياه إلى مجاريها بين الأشقاء العرب في الوطن العربي وأعادت لحمة البيت الخليجي إلى سابق عهده.

 

فدولة قطر نموذج للدولة المتسامحة المتصالحة المتعايشة مع جميع دول العالم، وواحدة من الدول المحبة للسلام والاستقرار والأمن الدوليين.

ولكن حتى تخرج فعاليات كأس العالم في هذه النسخة 22 بشكل معبر ومؤثر عن الوطن العربي والإسلامي والآسيوي، المطلوب تضامن كل الدول العربية فيما بينها بشكل يؤكد للعالم بأن الوطن العربي والعالم الإسلامي يمتلك كل مقومات الحضارة والنهضة والإنسانية، مطلوب فيما تبقى من وقت من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي أن يصدروا موقفاً موحداً لدعم دولة قطر الشقيقة معنوياً ومادياً وإحكام التنسيق بين جميع دول الوطن العربي والعالم الإسلامي لتقديم أنواع متعددة من الثقافات والتراث العربي والإسلامي بشكل جيد في كل البرامج المصاحبة لتتعرّف كل شعوب العالم المتابعة على مخزوننا التراثي والثقافي الذي يمثل حقيقة الحضارة العربية والإسلامية والقيم الإنسانية النبيلة التي تتميّز بها الحضارة العربية والإسلامية لمحو الصورة الذهنية القديمة عن الإسلام والعالم الإسلامي عسى أن تشكل إضافة جديدة لشعوب للعالم وللإنسانية جمعاء، وترسخ في أذهانهم أن الوطن العربي والعالم الإسلامي ليس كما صوّر لهم قديماً، فالآن مطلوبٌ من الأشقاء القطريين العمل مع كل دول العالم العربي والإسلامي والدول الآسيوية التخطيط الجيد للاستفادة من البرامج المُصاحبة والتنسيق مع بلدان العالم العربي لتقديم وطرح برامج ذات أهداف وقيم تحمل معانٍ ذات أهداف بعيدة المدى تؤثر وتعبر عن ضمير ووجدان الأمة الإسلامية والعربية والآسيوية، تزيح كثيرا من اللبس العالق بأذهان كثير من شعوب العالم، فإذا عمل الأشقاء القطريون بالتنسيق مع كل دول العالم العربي والإسلامي وتمت الاستفادة من الفرص المتاحة، سيكون لدولة قطر شأنٌ عظيمٌ في المستقبل يُضاف الى سجل إنجازاتها التاريخية الحافلة في المنطقة العربية والآسيوية والعالم، وستكون واحدة من الدول العربية والخليجية الرائدة في إحداث التغيير الحقيقي في العالم والوطن العربي على وجه الخصوص.

 

وكذلك من خلال استضافة دولة قطر الشقيقة لفعاليات كأس العالم لكرة القدم والبرامج المصاحبة لها، يمكن لجميع دول الوطن العربي والعالم الإسلامي أن تعرض منتجاتها ومواردها الطبيعية في المواعين والمنصّات الإعلامية التي تمتلكها دولة قطر الشقيقة، خاصّةً وإنّ لقطر إمكانيات وبينة تحتية كبيرة وقادرة على تسليط الضوء على كل إمكانيات وموارد ومنتجات الدول العربية والإسلامية للجماهير المُشاركة ولشعوب العالم التي تتابع مجريات أحداث هذا العرس العربي الكبير، ليتعرّف كل العالم على منتجات وموارد الدول العربية والإسلامية الطبيعية المالية من كل أنواع التحور والحنكل، ويتعرفوا على فرص الاستثمار المُتاحة في كل بلدان العالم والوطن العربي والعالم الإسلامي لجذب للمستثمرين لها.

Exit mobile version