Site icon صحيفة الصيحة

ياسر زين العابدين المحامي يكتب : لقد أسمعت إذ ناديت حياً

ياسر زين العابدين المحامي

ياسر زين العابدين المحامي

19  أكتوبر 2022 م
من يريد الحكم عليه فليتبنى خطاباً
عقلانياً…
ولا يحتكر كل شئ ويغرق في السلطة
حد أذنيه…
ولا يُعادي الجيش، الشرطة، القضاء…
ولا يدخل بمعارك مفتوحة دنكشوتية…
ولا يضفي على نفسه هالة مُصطنعة وقدسية كاذبة…
ولا يخدع الناس بشعارات كذوبة…
ويرسم واقعاً وردياً مفضياً لليأس…
إذا تخطى الخطوط الحمراء هذه…
فإنه ينتج شخصيات مُشوّهة…
وعقولاً منحرفة ونفوساً مريضة…
فتلغى العقل والعيون…
بعضهم يفعل، يقدر ذاته، يقيم أفعاله إيجاباً…
والأمر غير ذلك إنما يمضي بالعكس…
بلا برنامج جامع يجمع عليه الكل…
تغيب الرؤية الاستراتيجية لإعادة بناء مُؤسّسات الدولة…
ويقدم قيادة مهزوزة ضائعة بالمُجتمع والدولة…
والمجتمع يحمل بأحشائه قدراً من التنوع والتعددية…
لا يقبل بالتنميط، بالقولبة، لكن بعضهم
يمضي لتنميطه…
ويقدم العلف ليزيد القطيع ويقصد…
بعضهم لم يصدق وصوله للحكم…
فلم يعد إجابات لأسئلة بالأذهان…
وما انخرط بأعداد رجال للدولة…
ويقيم أفعاله بخانة الإيجاب دائماً…
فيكون ذلك بمثابة قفز في الظلام…
فلا نجاح ولا جدارة ولا بصيص أمل…
استدراج المجتمع والضغط عليه عبر الشعارات فعل سلبي بامتياز…
وإشاعة نمط حياة دخيل سلوك غير مقبول…
والانتقاص من مكانة الآخرين وعدم الحياد ظلم…
والسعي الحثيث والممنهج لشغل المناصب الرئيسية تهافت مقيت…
والتمدد بمفاصل الدولة نستهجنه…
كما استهجناه بزمان الإنقاذ الغابر…
والبعض يناقض نفسه يماري ويفعل..
من يظن الشعب داعماً له بهذا واهمٌ…
من يظن سيحميه من المُواجهة ذاك أضغاث أحلام…
وفرق بين القوى العددية والنوعية…
والبعض يتمنى العدد غض النظر عن
كونه قطيعاً…
عيبهم بنيوي لم يهتم بالتنوع ابتداءً داخل الجسد…
تركيبتهم هذه غير مُؤهّلة للقيادة…
غير قادرة على هضم تنوعات الوطن بثقافاته وتاريخه…
نقولها بصدق إنّ مؤسسات الدولة لا تعني الأشخاص…
لأنها باقية ويذهب الأشخاص دائماً…
فمن يُعاديها كتب على نفسه النهاية…
ومن يبهتها سيدفع الثمن باهظاً…
وإذا انتقص منها سيطاله القانون…
والذي سبها ستطبق عليه العدالة…
ومن وقع على وثيقتين، وكذب فلن يعود
والذي أنكر المحاصصة ثم فعلها ألف مرة لن يتمكّن من تكرارها…
فمن كذب مرة سيكذب ألف مرة…
ومن هتف بشعارات، وفعل نقيضها لن
نصدقه ولو تعلّق بأستار الكعبة…
السؤال هل نحن نؤذن في مالطا…
لقد أسمعت إذ ناديت حياً، لكن لا حياة لمن تُنادي…

Exit mobile version