عبد الله مسار يكتب : عظماء من بلادي الدكتور عقيل أحمد عقيل

16 أكتوبر 2022م

الدكتور عقيل سليل أسرة عريقة في دارفور والسودان، جده كان زعيماً في قبيلة الرزيقات التي عاصمتها الضعين، ووالده هو البكباشي أحمد عقيل كبير الياوران  للحاكم العام، ووالدته كلتوم صالح جبريل..

وهو من مواليد 1920م، درس الدكتور في مصر أربعينات القرن العشرين، ونال ليسانس الحقوق، واُبتعث إلى فرنسا نال دكتوراه الدولة من جامعة  باريس العام 1952م في القانون الدولي، عمل الدكتور عقيل في المحاماة، كان  السكرتير العام لحزب وحدة وادي النيل، وهو من المؤمنين بالوحدة بين السودان ومصر، وكان الدكتور عقيل أحد الدكاترة الأربعة الذين نالوا الدكتوراه في فرنسا، وهم الدكتور عقيل والدكتور أحمد سيد حمد قطب الحزب الاتحادي الديمقراطي والدكتور محيي الدين صابر والدكتور بشير البكري السفير في وزارة الخارجية، وكانوا أكثر المتحمسين لوحدة وادي النيل، وتولى الثلاثة الأوائل، الوزارة في السودان، وكذلك تولوا مواقع قيادية في منظمات إقليمية في الجامعة العربية، وكذلك في

(الكسو).. وكان الدكتور عقيل اول وكيل لوزارة الخارجية، حيث عين بهذا المنصب في نوفمبر 1954م، وهو مؤسس وزارة الخارجية السودانية، وكانت الحكومة برئاسة الزعيم الأزهري، تم التعيين بترشيح الزعيم الأزهري وباعتماد الحاكم  العام وكان تعيينه لكفاءاته وحنكته ومعرفته الموسوعية بالقانون، ولانه أيضاً كان عضواً مؤثراً وفاعلاً في الحزب الاتحادي الديمقراطي  والسكرتير العام لحزب وحدة وادي النيل، وفي السياسة السودانية والعمل الوطني وكان رجلاً مثقفاً ثقافة عالية، يجيد الإنجليزية والفرنسية، وكان من كبار ودهاقنة المحاماة حتى انتخب نقيباً للمحامين في السودان.

والدكتور عقيل أول من أرسى أدب الاستقالة، حيث استقال من وزارة الخارجية لما شعر أن الحزب الاتحادي  الديمقراطي اتّجه نحو الاستقلال وتخلى عن الوحدة مع مصر، وكان د. عقيل يقارع إخوانه داخل الحزب بالحجة والمنطق. وقاد معركة شرسة في ذلك، ولما شعر أن اتجاه الاستقلال صار واقعاً، وعبر عن موقفه هذا الرئيس الأزهري في رده على قبول الاستقالة، حيث قال  (دافعت عن رأيك بشجاعة  وقوة وجرأة وقناعة وإيمان بالرأي، فجعلت من المعركة  معركة داخل أجهزة الحزب  معركة للأفكار والعقول).

ثم خلفه الأستاذ محمد عثمان يسن، الذي عُيِّن وكيلاً دائماً لوزارة الخارجية، وواصل تأثيث وزارة الخارجية.

الدكتور عقيل شخصية وطنية فريدة ومثقف ومتحدث ذرب اللسان،  ومحام ضليع، واجتماعي، واسع العلاقات في داخل وخارج السودان، وكان من قادة النضال ضد المستعمر وسُجن في ذلك، وكان يُطلق عليه (غاندي السودان).

الدكتور عقيل رغم مكانته المرموقة وعلمه الغزير   وعلو وضعه الاجتماعي، يحب أهله الرزيقات حباً جماً، ويتعامل معهم بتواضع شديد، وكان دائمًا موجوداً معهم في كل مناسباتهم، وكان يستقبل حتى الرواعية الذين يأتون إلى سوق الماشية في أم درمان ويكرمهم ويستضيفهم.

الدكتور عقيل شخصية عامة، وطنية، اجتماعية، سياسية وقانونية ضليعة ومثقفة  وكان باراً بأهله، وكان رجلاً وفاقياً سهل التعامل، ليِّن الجانب، ودوداً وكريماً، وأيضاً رجلاً شجاعاً وصاحب مبادئ وقيم وأخلاق.

وكان من أنبل الرجال، وله  مواقف أهلية وشخصية لا تُحصر، وعاش ومات محباً  لوطنه، عاملاً لمبادئه على سجية طبيعية.

الدكتور عقيل رجل دولة من الطراز الرفيع.

إنّ الكتابة عنه تملأ الصحائف والكتب.

نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة، وتحية خاصة لأسرته، زوجته الأستاذة بدور أحمد مكي عبده (الذي كان مدير مديريتي الخرطوم  ودارفور)، والتحية لأبنائه أحمد وحسين وتوفيق ولبناته الثلاث زينب وكلتوم وسهير.

والتحية لحزبه والرحمة والمغفرة للرعيل الأول

من رجال الاستقلال ومن تبعهم حتى هذا الجيل المُعاصر من عظماء بلادي.

تحياتي،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى